رئيس التحرير
عصام كامل

التشيع يطرق أبواب المناهج الدراسية.. أبو النور: لا مانع من الدراسة المقارنة .. النجار: ثلث قانون الأحوال الشخصية مأخوذ عن الشيعة.. الصبان: إيران ترفض تدريس مذهب أهل السنة

نجاد اثناء زيارته
نجاد اثناء زيارته لمصر

أثارت زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد للقاهرة وكذلك مشيخة الأزهر الشريف الكثير من المخاوف من المَدّ الشيعى بمصر، وبخاصة بعد تصريحات الدكتور حسن الشافعى عضو هيئة كبار العلماء خلال المؤتمر الصحفى رفض الأزهر للمد الشيعى بما يعنى للبعض أن هذه المسالة قد أثيرت خلال الاجتماع المغلق بين الرئيس الإيرانى والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، إلى جانب تكرار فكرة تدريس المذهب الشيعى بالمدارس والكليات الأزهرية ، الأمر الذى لاقى الكثير من ردود الأفعال المتباينة ما بين القبول والرفض، فالبعض يرى أن هذا الأمر وارد بل واجب من باب "مَن تعلم لغة قوم أمن مكرهم، وآخرون يرون أنه لا مبرر من الدراسة الشيعية فى بلد إسلامى سنى كمصر .

يقول الدكتور الأحمدى أبو النور عضو هيئة كبار العلماء على أن المذهب الشيعى يُدرس بالفعل فى كلية الشريعة الإسلامية من خلال دراسة الفقه الجعفرى الذى يعتمد عليه الشيعة فى مذاهبهم ، ولكن الدراسة تكون مقارنة بين المذاهب لذلك أغلب دراسته تكون فى مراحل ما بعد التعليم الأساسى والجامعى من خلال الدراسات العليا.
ومن جانبة استنكر المفكر الإسلامى على عبد الجواد الهجمة على تدريس المذاهب الشيعية بمصر مؤكدا أنه لا مانع أن تدرس هذه المذاهب كالمذهب الإثنى عشرية ، متسائلا: أيهما أقرب إلينا علوم الشيعة أم العلوم الإسرائيلية، فدراسة المذاهب الأخرى لا تؤثر على معتقداتنا، ولكنها من باب المقارنة بين المذاهب وتقوية اعتقاد كل فى مذهبه .
وأضاف عبد الجواد أننا فى مصر جميعنا ندرس المذاهب الأربعه، فلا أحد يخرج ويقول أنا شافعى أو مالكى أو حنبلى أو غير ذلك، فكلنا مسلمون وباب الدراسة تفتح أمامنا فرصة المقارنة بين المذاهب وكل حر فى اختيار مذهبه ، وإن كانت الآن المذاهب الشيعية تقتصر دراستها على الدراسات العليا فلا مانع أن تعمم لتصل للتعليم الأساسى، ولو من باب "مَن تعلم لغة قوم أمن مكرهم" .
وتقول الداعية الإسلامية ملكة زرار: إن زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد جاءت على رأس أولويات مؤتمر القمة الإسلامى؛ لتناول قضايا العالم العربى والإسلامى، وكان من أهمها القضية السورية، ولم تتطرق الزيارة إلى التشيع أو نشر المذهب الشيعى فى مصر ، لافته إلى أن دراسة المذهب الشيعى موجود بالفعل ويدرس بكليات الحقوق، أما عن معارضة دراسة المذاهب الشيعية لمجرد التخوف من التشيع بمصر فهو قصور فى الفهم ويجب علينا توضيحه؛ لأن الدراسة من باب الاستنارة وفهم لكل مجريات الأمور التى تجرى على أرض العالم الإسلامى ، ودراسة أى رأى وإن كان هناك خلاف بين السنة والشيعة إلا أن الأصل فى الاثنين هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن دراسة المذاهب الشيعية فقهيا، وليس عَقَديًّا أمر نافع، وبخاصة أن أكثر من ثلث قانون الأحوال الشخصية مأخوذ عن المذهب الشيعى؛ لأنه فى كثير من الأحيان الدليل قد يكون ضعيفًا، ولكن الحاكم يأخذ به لأنه الأيسر، فوجب علينا أن نأخذ منهم ما ينفعنا ونترك ما يضرنا .
ومن جانبه، رفض الدكتور عبد الله عبد العليم الصبان أستاذ أصول الحديث بجامعة الأزهر تدريس المذاهب الشيعية فى مصر قطعيًّا ، قائلا: نحن دولة إسلامية سُنية لا يمكن أبدا السماح لتوغل المذهب والفقه الشيعى بها، وإن حدث ذلك ستُفتَح علينا أبواب نحن فى غِنًى عنها ، مشيرا إلى أن إيران كدولة شيعية ترفض تدريس المذهب السُّنى بها ، حتى ولو قامت بتدريسه سيكونون مُغرِضين وغير عادلين.
وأضاف إلى أننا لا يمكننا أن نمنع الناس من قراءة المذهب الشيعى والاطلاع عليه ، وبخاصة أن كليات الشريعة تقوم بتدريس بعض المذاهب الشيعية كمقارنة بين المذاهب، دون التوغل فيها، فتقتصر دراسته على المذاهب الجعفرية والإثنى عشرية فى بعض المراحل كالدراسات العليا فقط ، أما عن تدريسه فى مراحل التعليم الأساسى فمن المستحيل القبول به .
الجريدة الرسمية