الزراعة والصحة والإرهاب
ما زالت الناس تسير وما زالت الكلاب تعوى وتملأ الدنيا ضجيجا.. فالإرهابيون اعتادوا على تجنيد الأطفال في الأعمال التخريبية ويسعون بكل ما أوتوا من قوة لهدم وتقسيم مصر وخرابها.. ولم يعد أمامهم غير الجامعات والمدارس فانهيار الدراسة بها سيؤدى إلى إرباك الشارع المصرى كله.. ولكن أراد الله أن تنطفئ شظاياهم في نيلينا العظيم وليس لها تأثير على مجريات الأمور.
فبالأمس كنت في مؤتمر في فندق سميراميس لحضور مؤتمر الشراكات في قطاع الصحة بين الدول العربية بحضور معالى وزير الصحة المصرى وجميع وزراء الصحة العرب.. وبحث المؤتمر فاعلية تلك الشِراكات في رفعة مستوى الصحة داخل المستشفيات في الوطن العربى بمراعاة مقاييس ومعايير الجودة على المستوى العالمى.. وقد نال معالى وزير الصحة المصرى هالة من التصفيق حينما أكد على ضرورة أن ينال الفقير نفس مستوى الخدمة التي ينالها القادر داخل المستشفيات الحكومية.
وقد تم توزيع أوسمة وميداليات على المساهمين في تقدم مستوى الخدمة الصحية من أصحاب المستشفيات والمسئولين عنها.. وقد سٌوئلت في إحدى القنوات عن سبب حضورى المؤتمر وخصوصًا وأنني لست طبيبا بل أنتمى إلى معهد بحثى زراعى وباحث وأستاذ جامعى.. وكانت إجابتى التي لاقت استحسانا عند الجميع هي أن الصحة تبدأ من الغذاء الآمن وبدون توفير تلك الغذاء فسنظل نعانى من المسببات المرضية التي لن تنتهى بل تؤدى كل يوم إلى كوارث مرضية ليس لها علاج مثل السرطان والفشل الكلوى.
وقلت: جميل أن نبحث عن جودة العلاج ومستوى الخدمة الصحية داخل بلدان الوطن العربى ولكن الأجمل هو محاولة منع أو تقليل المسببات المرضية بداية من المأكل والمشرب فنحن كبلدان عربية وخصوصًا في مصر لا نراعى الحدود المثلى من متبقيات المبيدات القاتلة على المزروعات وهذا يفعله المزارع عن جهل وليس عن عمد.
وقلت لماذا لا يتم اتحاد بين كثير من الوزارات ونرسى مبدأ أن الجميع يعمل من أجل رفاهية الإنسان وخصوصًا بين قطاع الزراعة والقطاع الصحى.
ويحدث التعاون بحيث يصل في النهاية المنتج الغذائى آمنا تمامًا على الصحة العامة وخاليا من كل المسببات المرضية الخطيرة.. وما دمنا نبحث عن تطوير القطاع الصحى فلابد لنا أن نبحث بالتوازى معه عن أساليب تمنع تمامًا كل المعوقات لهذا التطوير وتقليل بالقدر الكافى الأشياء التي تسبب المرض وبالتالى ستتوزع الخدمة على عدد أقل من المرضى بحيث ينال كل مريض الخدمة كاملة بكل معايير الجودة العالمية بلا نقصان ويستطيع التعاون في القطاع الصحى أن يحقق ما يصبو إليه.
وقبل هذا المؤتمر كنت في ندوة أخرى في نقابة الصحفيين.. تكلمت في هذا الموضوع الذي يتكامل مع ما طرحه المهندس اللواء طارق حبيب عن مشروع زراعى سينقل مصر من دولة نامية إلى صفوف الدول المتقدمة كاقتصاد ورفاهية شعبها.. مشروع متكامل فكانت محاضرتى تتعلق بسلوك المواطن الخاطئ الذي يمارسه كل يوم ويؤدى بنا إلى عشوائية مرورية وصحية واجتماعية.. وقلت إنه يجب أن تهتم الحكومات بوحدة بناء الوطن وهى المواطن ليكون حجرا متماسكا يعلو به جدار الوطن.
ستسير القافلة ويفكر الناس في خروجنا من أزماتنا كل دقيقة وسيظل الشعب يعمل ولا تؤثر عليه ما يحدث من فئة شاردة من المجتمع وستخرج مصر من محنتها أقوى وأصلب مما كانت عليه من قبل.
ألمس بنفسى ما يسير على أرض الواقع.. الكل يعمل وبجد وبضمير والكل يشارك في بناء الوطن.. ولكن الكل يعمل في جزر منعزلة بعيدة عن بعضها فلابد أن تتكاتف الجهود وتوضع الأيدولوجيات والإستراتيجيات التي تمكن المبدعين أن يعملوا في اتجاه واحد متكامل ومتناغم لوحدة هدف معلوم ومخطط له وهو رقى مصر وعلوها.. حماك الله يا وطنى ورعاك.