تسريبات شفيق.. قراءة هادئة في تسجيلات خطيرة !
عدد كبير من الصحفيين ومعدي البرامج الفضائية يعرفون رقم هاتف الفريق شفيق في الإمارات، يطلبونه كل حين لحوارات أو لتصريحات صحفية أو لمداخلات تليفزيونية.. ومعرفة الرقم تعني إمكانية التسجيل له من خارج الإمارات - من قطر مثلا - وبعيدا عن الاقتراب من محل إقامته ومن دون "تلصص وبغير اختلاس"..
والأجهزة الفنية الآن للدخول على الخطوط الهاتفية متاحة جدا، وخصوصا أن الفريق شفيق - فيما يبدو - لا يبدو حريصا في مكالماته.. وأحد التسريبات الثلاثة كان يبدو فيها أنه يتناول الطعام بما يعني أنه يتحدث إلى شخص مقرب أو عزيز لديه، بما يعني صعوبة أن يكون هذا الشخص هو من سرب التسجيل !!
لكن المزاج الواحد لحال الفريق في التسريبات الثلاثة التي تناول فيها شفيق كلا من المشير السيسي والمستشارة الجبالي والأستاذ بكري يشي بأن التسريبات تمت إما في مكالمة هاتفية واحدة أو في جلسة فضفضة واحدة تمت أصلا لاستدراج الفريق!
احتمال آخر.. وهو تعاون وثيق بين أحد أجهزة المخابرات العالمية مع جماعة الإخوان وفي خدمات متبادلة تم التوصل للتسجيلات بالطريقة السابقة ذاتها وربما بتقنيات أعلي.. خصوصا أن التسجيلات قديمة نسبيا وربما تم الاحتفاظ بها إلى اقتراب موعد ترشح السيسي أو تم نشرها على عجل بعد طول الاحتفاظ بها لإفساد زيارة السيسي للإمارات!
تفسير آخر حتى لو مستبعدا.. وهو وجود أجنحة في الإمارات لا تريد استمرار الفريق شفيق على أراضيها.. وتستهف إشعال فتنة كبيرة تنتهي برحيله من هناك.. لكن.. ما الذي يفعله شفيق ليثير أي غضب ضده هناك ؟ عدم الإجابة تستبعد الاحتمال السابق! كما نستبعد أن تكون التسريبات جاءت خصيصا - وخصيصا فقط - لمحاولة الإساءة للجبالي وبكري !!
بعيدا عن الاحتمالات، يبقى المؤكد هو أن الفتنة خصوصا داخل الجيش هدف أساسي من التسريبات.. كما أن الارتباك الكبير هو سيد المشهد.. ففي حين يعترف شفيق وفي شجاعة كبيرة بصحة التسريبات.. يندفع محاموه بالقاهرة لنفيها.. موقنين بخطورتها السياسية بل والقانونية أيضا.. بما يعكس عدم التنسيق بينهما..أو ربما رفض شفيق السير خلف مستشاريه القانونيين أو ربما أرادها صرخة قوية تعكس "حنقا" كبيرا لرجل يري ويعتقد أنه الأولي بتصدر المشهد في مصر أو على الأقل الشراكة فيه..
على كل حال.. التسريبات تبعد الفريق عن المشهد أكثر وأكثر وليس العكس، وتضعه حتى عند أنصاره خارج الدائرة.. فقد كشفت التسجيلات فجأة أنه لا تنسيق بين شفيق وبين السيسي ولا بينه وبين القوات المسلحة، ولا بينه وبين الأجهزة الكبري المهمة في مصر.. وربما تبدأ بعدها رحلة الفريق شفيق الإجبارية إلى الاتجاه العكسي!