حماس تتخلى عن خيار المقاومة لنيل رضا الأمريكان.. قيادات الحركة فتحوا قناة نشطة مع واشنطن.. اتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل بضمان الإخوان كلمة السر.. ودول أوربية تستضيف الاجتماعات السرية
أصبحت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» المسيطرة على قطاع غزة نموذجًا للتخلي عن المقاومة، خشية على علاقتها بأمريكا من خلال خرق الهدنة التي وقعتها في عام 2012 مع إسرائيل وبرعاية أمريكية إخوانية، "فقد انحرفت بوصلة حماس وتركت خط المقاومة واتجهت إلى أيديولوجيتها المتمثل بالإخوان"، حسبما قال الكاتب الكويتي حسين حيدر.
وأضاف: "حماس ناكرة للجميل ويمشي بدمها الخيانة ورضوخها للتنظيم الدولي للإخوان في كل صغيرة وكبيرة، والحركة في الفترة الأخيرة تفضل الهدنة مع العدو، ولا ترد على انتهاكات الصهاينة في غزة وباقي الأراضي المحتلة، بل من يرد حركة الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل المقاومة، مما يعكس تقبلها للتطبيع مع إسرائيل وإلغاءها لفكرة محو إسرائيل عن الخريطة- كما كانت تدعي في السابق-، حسب تأكيدات حيدر، وأيضا من الأسباب التي قللت من رصيد حماس، تدخلها السافر في الشئون المصرية ورفضها لإزاحة الجيش للإخواني مرسي الذي أرسل رسالة للرئيس الصهيوني شيمون بيريز ووصفه بصديقه العزيز، وذلك عن طريق تنسيقها مع الجماعات التكفيرية الموجودة في مصر، لأجل زعزعة استقرار مصر وإضعاف جيشها، ضمن مخطط أجنبي هدفه تدمير الجيوش القوية في الوطن العربي كالجيش العراقي والسوري والمصري لأجل حماية أمن إسرائيل.
حماس تركت المقاومة منذ إعلان وقف إطلاق النار في 2012 مع إسرائيل، وتقوم الآن بالتنسيق مع الجانب الأمريكي لنيل رضاء "الأمريكان" ولتصبح بديلًا عن فتح في التفاوض مع إسرائيل، فقد أكدت مصادر خاصة أن هناك قناة نشطة بين الدوائر الأمريكية وقيادة حركة حماس، تتناول التحضيرات داخل الحركة لاتخاذ مواقف جديدة اتجاه العديد من القضايا ودورها، تحت مسمى "إحداث تغيير في السياسة والتوجهات" يرضي الولايات المتحدة ويتواءم مع الترتيبات والسياسات الأمريكية.
وحسب تأكيدات صحيفة "المنار" المقدسية فإن قيادات في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وبعض العواصم ومنها الدوحة ساهمت في فتح القناة النشطة بين حماس وواشنطن.
وبدأ حوار حماس مع أمريكا منذ 2011، وذلك ما أكده الكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف -أحد المحسوبين على حماس- عندما أعلنت أمريكا- من خلال وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون- نيتها لمحاورة جماعة الإخوان في مصر، وخاصة أن جماعة الإخوان تعد حركة حماس جزءًا منها.
وكان الحوار الأمريكي مع الإخوان قبل الثورة المصرية، ولكنها لم تتمكن من التواصل السياسي مع الجماعة في ظل نظام مبارك، الأمر تغير بعد الثورة المصرية 2011، وبدأ الأمريكان نشاطا غير مسبوق مع الإخوان.
وبالنسبة لحركة حماس فقد فتحت أمريكا حوارًا مع حركة حماس بطريق غير مباشر، وكانت هناك وفود أمريكية من قيادات سياسية سابقة التقت مع قيادة حماس في الداخل والخارج بشكل بعيد عن الرسمية، وفي أي لقاء توضع التقارير من قبل هذه الوفود بين يدي الإدارة الأمريكية، وهناك تنسيق بين هذه الوفود والحكومة الأمريكية في لقاءات حماس، وهم عادة ما يحملون وجهة النظر الرسمية لمعرفة موقف حماس منها.
اللقاءات مع حماس، كان جزء كبير منها يتم بشكل علني وأمام وسائل الإعلام ووفق أجندة معدة سلفًا للإعلام من حماس، وبعض منها كان يتم بشكل غير معلن في عواصم أوربية وبدعوات رسمية من قبل الحكومات الأوربية التي كان يعقد اللقاء في دولها، وموقف حماس من هذه اللقاءات معروف كونها لا تمانع من الالتقاء بأي من دول العالم من أجل شرح وجهة النظر المتعلقة بالتفاوض مع إسرائيل، وهي لديها الاستعداد للذهاب إلى أبعد مكان في العالم من أجل أن تصبح البديل عن السلطة الفلسطينية، وعلى هذه القاعدة كانت اللقاءات المختلفة.
والإدارة الأمريكية والعديد من الدول الأوربية حاورت حماس- وفق المحلل الفلسطيني صواف- وإن كان بشكل غير مباشر وفهمت موقفها، ولا نعتقد أن حماس ترفض اللقاء بشكل مباشر مع الإدارة الأمريكية، وأن هذه الخطوة ستأتي سواء حاورت أمريكا إخوان مصر أو لم تحاورهم، وسواء وصلت معهم إلى تفاهمات أو إلى طريق مسدود، الإدارة الأمريكية ستجلس مع حماس في العلن وبشكل مباشر.
جلوس حماس مع أمريكا يقتضي تخليها عن المقاومة أو رفع السلاح في وجه إسرائيل تبعًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته أمريكا وبضمان الإخوان، وحتى تنجح حماس في مسعاها بدأت تلقى باللوم على حركات الجهاد الإسلامي وفتح والفصائل المقاومة الأخرى، وتؤكد أنهم من خرقوا وقف إطلاق النار وأنها بريئة من قذائف المقاومة الموجهة للداخل الإسرائيلي وأنها لا توجه قذائفها إلا للجانب المصري أو للداخل في غزة، حتى تحصل على مأربها في أن تكون البديل عن السلطة لدى إسرائيل وأمريكا.