ننشر كلمة محمد إبراهيم أمام مجلس وزراء الداخلية العرب بالمغرب: المنطقة تمر بمرحلة بالغة الدقة.. علينا التوحد لمواجهة الأخطار.. مصر تواجه موجة إرهابية شرسة.. وأؤيد إنشاء المكتب العربى للأمن الفكري
بدأ اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري كلمته أمام مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الـ31 بالترحيب بمحمد حصاد وزير الداخلية في المملكة المغربية، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، والدكتور محمد بن علي كومان أمين عام المجلس.
وقال إبراهيم: تنعقد دورتنا الحالية والمنطقة العربية تمر بمرحلة بالغة الدقة تزيدها التحديات التي يواجهها وطننا العربي وتهدد أمنه واستقراره ولعل أبرزها عودة الجماعات الإرهابية الضالة لتطل بوجهها القبيح على بقاع عديدة من أرضنا العربية.. تستهدف زعزعة الأمن والنيل من الاستقرار.. قاصدة تعطيل ركب البناء والتنمية.. ونحن لها إن شاء الله بالمرصاد.
وأضاف إبراهيم أن أمتنا العربية في هذه المرحلة الدقيقة في أشد الحاجة إلى وحدة الصف العربى "كلمةً وموقفًا وعملًا" لمواجهة الأخطار التي تحدق بها وعلى نحو يطرح أهمية دعم قضايا العمل الأمني العربي المشترك.
فنحن جميعًا ندرك ما يحاك لوطننا العربي من مؤامرات ومكائد، وإنى على يقين بأننا قادرون على مواجهة التحديات واجتياز الصعاب بنيات صادقة وإرادة صلبة وعزيمة لا تلين.
لقد جئنا إلى هذا الجمع الكريم، مؤمنين أشد ما يكون الإيمان بالقيمة العظيمة للحوار والنقاش، مؤكدين استعدادنا الكامل لإفراغ كل الطاقات، واستثمار كل الوقت لإنجاز ما نصبوا إليه من تعاون بنّاء في مجالات العمل الأمنى التي تشكل عماد الاستقرار والتقدم والرقي.
وتابع إبراهيم: أود أن أشير بإيجاز لما شهده بلدكم الثاني مصر من أحداث عنف وموجات إرهابية شرسة، عقب نجاح ثورة الشعب المجيدة في 30 يونيو التي صححت المسار نحو الديمقراطية والحرية وسيادة القانون وفوتت الفرصة على من يدعون انتماءهم لتيار الإسلام السياسي، محاولة العبث بمقدرات هذا الوطن عقب فشل تجربتهم وفقدهم المصداقية لدى جموع الشعب.
واستطرد: نحن نواجه اليوم تحديات هائلة، ولعل أبرزها على الصعيد الخارجي تلقى عناصر من جنسيات مختلفة تعتنق الفكر الجهادى تدريبات على استخدام الأسلحة وأسلوب التفجير والاغتيال بمعسكرات الإرهاب في الخارج وتسلل البعض منهم عبر الحدود لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة، إلا أن الأجهزة الأمنية استطاعت ضبط العديد منهم وتقديمهم للعدالة وحتى الآن تُصر عناصر الشر والإرهاب في محاولة يائسة النيل من هيبة الدولة وترويع الآمنين بل واستعداء الشعب المصرى لوقوفه التاريخي إلى جانب مؤسساته الحامية لدرع الوطن لقد خاض رجال الشرطة والقوات المسلحة البواسل معارك بطولية قدموا خلالها أرواحهم فداءً للوطن فمنهم من استشهد ومنهم من أصيب وما زالوا يقدمون التضحيات لمواجهة الجرائم الإرهابية الغاشمة التي قامت وتقوم بها فئة ضالة ترتدي عباءة الدين وهي بعيدة عن الدين كل البعد، فهي لا تعرف سماحة الأديان السماوية التي حرمت جميعها القتل والتدمير والإرهاب.
ولعل ما شهدته أرض الفيروز سيناء وغيرها من ربوع مصرنا الحبيبة من تضحيات جسام لرجالنا البواسل من الشرطة والجيش، لهو ملحمة بطولية جديدة يسطرونها ومن خلفهم شعب مصر الأبى لدحر عناصر التطرف والإرهاب الذين جلبوا السلاح والعتاد عبر الحدود لإسالة الدماء الزكية وتخريب منشآت الدولة.
لذلك اتخذت وزارة الداخلية المصرية بدعم من الحكومة ومساندة من الشعب العديد من الإجراءات والتدابير الأمنية في إطار من القانون والشرعية، للقضاء على عناصر الشر والإرهاب وإعادة الاستقرار واستتباب الأمن.
ومن هذا المنطلق نعمل جاهدين وفق إجراءات قانونية لضبط تلك العناصر الإرهابية التي تلطخت أيديهم بالدماء وما زالوا هاربين في الداخل والخارج.
وعلى جانب آخر كان لخارطة المستقبل التي أيدها الشعب المصري عظيمُ الأثر في عودة الاستقرار وكان بدايتها إقرار الدستور المصرى الجديد بنسبة تعدت التسعين بالمائة وبأعلى نسبة مشاركة في التصويت، ونستعد حاليًا لاستكمال الاستحقاقات الأخرى لبناء المؤسسات الدستورية بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأردف إبراهيم: لقد بات واضحًا جليًا أن ما من بلد في العالم محصنًا من خطر الإرهاب الذي توسع في تهديده وأصبح أكثر تنوعًا على نحو يستوجب تضافر الجهود ووحدة الصف العربى في مجال تبادل المعلومات والخبرات حول قضايا الإرهاب والتطرف، فكلنا يعلم أن الإرهاب لا وطن له ولا حدود تعوقه.
وهو الأمر الذي أقترح معه أهمية العمل على تطوير وتفعيل الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، لتحديد رؤية تنطلق منها رسالة محددة وأهداف متجددة بما يحقق أهدافنا في دحر الإرهاب وتجفيف منابعه وضبط عناصره في إطار من التنسيق والتكامل.
وإذ نؤكد هنا على أهمية الالتزام بتنفيذ التعهدات القانونية التي تم التوقيع والتصديق عليها خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود الوطنية.
ونحن على يقين كامل بأن جميع أشقائنا العرب الذين يؤمنون بعروبة مصر وثقافتها وحضارتها وإسلامها الوسطى المعتدل.. سيصطفون معنا صفًا واحدًا في إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وأيًا كان مصدره.. لاقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وفضح مخططاته الإرهابية والقائمين على دعمه وتمويله.. لتعيش شعوبنا في سلام وآمان.
وأيد مقترح السعودية بإنشاء المكتب العربى للأمن الفكري المطروح للنقاش على جدول أعمال المجلس والذي نرى فيه قيمة كبيرة لدعم أمن الوطن العربى واستقراره وحمايته من مخاطر الانحرافات الفكرية، قائلا: كما لا زلنا نؤكد ونؤيد ما أوصى به الفريق العربى المعنى بمكافحة الإرهاب بشأن إعداد تصور لمشروع إستراتيجية عربية لمكافحة ظاهرة إنتشار السلاح في المنطقة العربية.. لتكون نواة نعمل من خلالها سويًا للقضاء على ظاهرة تهريب السلاح عبر الحدود، وإننا لعلى ثقة في أن تلقى تلك الإستراتيجيات والإتفاقيات صداها في الواقع العملى والتطبيق الفعلى ونضعها جميعًا في بؤرة اهتماماتنا.