هكذا يكون الطب والأطباء
في الأسبوع الماضي.. كتبت عما حدث للمصريين من فوضي وتدنٍّ أخلاقي وحب للذات.. لكنني اليوم أسجل الوجه الآخر للإنسان المصري بصورته الجميلة المعبرة عن القيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلي بها.
هي صورة لطبيب كبير.. جراح عظام.. أستاذ في جامعة عين شمس، يشهد له الجميع بكفاءته وحرفيته في تخصصه الدقيق.
ما يجريه سيادته من عمليات.. وإن تفوق فيها.. يقوم بها غيره من أطباء العظام يوميًا.. ولكن اللافت للنظر هنا.. في هذا الأستاذ إنسانيته.. اهتمامه الشديد بالمريض قبل وبعد العملية.. رقته وعذوبته وهو يتعايش مع آلام المريض، حيث يعاوده مرتين وثلاث في اليوم الواحد.
صورته وهو يحمل قدم المريض بين كفيه ليعلمه كيف يلمس الأرض للمرة الأولي بعد العملية.. المريض يصرخ وهو يحنو ويشجع.. عيناه تشعان حماسًا وإيمانًا بعمله.. ومحبة وإخلاص لمريضه في صبر شديد. يتابع الحالة بنفسه.. كل صغيرة وكبيرة.. يقوم بتصوير الجرح يوميا وتصوير ما ينجزه المريض من تدريبات.. لتحتفظ بذلك كله في ملف خاص لكل مريض.. يظهر كالفارس المغوار في أي طارئ ليكون بجوار مريضه قبل المساعدين وهيئة التمريض.
حتى بعد مغادرة المستشفي.. فهو حريص على إرسال مساعديه للمتابعة.. ليفاجئنا يوم أجازته الأسبوعية بالزيارة ليطمئن بنفسه على مجريات الأمور.. مما يكون له الأثر الكبير في تشجيع المريض على تحمل آلامه، والسير قدمًا في طريق النجاح بإذن الله. قد يظن البعض أن هذا شىء عادي.. لا.. هناك من الجراحين من تنقطع علاقتهم بالمريض بمجرد خلع القفاز في غرفة العمليات.
«نقطة مضيئة لإنسان يخلص في عمله، ويرضي ربه وضميره؛ هو الأستاذ الدكتور «محمود السباعي».