لو كنت رئيس مصر (5)
مصر.. كنانة الله فى الأرض، صاحبة التاريخ العظيم، مهد العلم والحضارة فى العالم العربى، صاحبة الفضل الكبير فى نشر التعليم والثقافة والتنوير فى محيطنا الإقليمى والعربى، فعلى مدار التاريخ جاء على حكم مصر الكثير من الشخصيات التى بعضها صنع تاريخا وحضارة يشهد لها العالم والبعض كان مصيره القتل والسجن ومزبلة التاريخ.
ويعتبر رئيس الجمهورية هو عنوان حكمه، فهو القادر على قيادة بلاده للديمقراطية والتنمية أو للاستبداد والظلم والفساد، ولذلك أؤكد أن مصر تحتاج لرئيس قوى صاحب رؤية وفكر وقادر على استثمار موارد مصر البشرية والمادية والخروج بمصر نحو المستقبل وهذا ما يتمناه كل شعب مصر وأعلم أن المهام صعبة والطموحات كبيرة وأمنيات المصريين فى مستقبل أفضل لاحدود لها.
ولكن هناك دلائل واضحة على سلوكيات أى رئيس دولة هى القادرة على الكشف عن ملامح حكمة والمعبرة عن مستقبل وطنه بشكل حقيقى وفعال، ولن أقول مثلما يقول الفاشلون مصر بلد على وشك الانهيار والإفلاس وأن نظام مبارك جعلها دولة خربة لا قيمة لها ولا مستقبل وهذا غير حقيقى على الإطلاق لأن مصر دولة مستقرة اقتصاديا واجتماعيا وتحتاج فقط للتنمية الحقيقية والقدرة على الإبداع فى إدارة الدولة والعمل على توحيد المصريين تحت هدف واحد هو تنمية مصر.
ولذلك فى نهاية سلسلة حلقات لو كنت رئيس مصر، والتى نحاول فيها مساعدة النظام على تصحيح مساره السياسى والعمل على تحقيق أهداف الثورة المصرية أرسل رسالة للرئيس على شكل تلغرافات سريعة ومنها:
أنت رمز للدولة المصرية والممثل لها فى المحافل الدولية فكن على قدر المسئولية وتحالف مع جميع الدول بما لا يتعارض مع مصالح مصر السياسية ولا تجعل مصر دولة تابعة لأى دولة فى العالم مقابل أموال أو أى دعم مهما كانت الأوضاع والظروف التى تمر بها البلاد وشارك بقوتك فى حفظ كرامة المصريين فى الخارج ولا تدع أبناءك يتعرضون للجلد والسجن والتعذيب وأنت صامت لا تتحرك لإنقاذهم من جبروت بعض الأنظمة المستبدة.
الرئيس يجب أن يكون لكل المصريين، فلا تساهم بممارساتك السياسية فى تقسيم مصر ولا تجعل جماعتك وحزبك فوق الجميع والقانون ولا تدع أحدا يسيطر عليك ويشاركك فى صنع قرار لمجاملة أى كيان سياسى فى مصر وكن على مسافة واحدة من الجميع وتعامل مع المعارضة بحوار حقيقى من أجل المستقبل ولا تخلق أعداءً لك بسياساتك وقراراتك فأنت خادم للشعب لا سيد عليه.
الرئيس هو صانع المستقبل بسياسات وقرارات عادلة تراعى العدالة الاجتماعية وتعمل على خدمة المواطن البسيط، فلا تتخذ قرارا ضد مصالح الشعب ولا تسارع بفرض الضرائب ورفع الأسعار لتعالج أزماتك الاقتصادية، بل ابحث وادرس بشكل جيد كيفية الاستفادة من موارد مصر التى تحتاج فقط لإدارة رشيدة وسياسة واضحة وجمع المصريين من أجل خدمة وطنهم.
الرئيس هو عنوان التنمية والبشر هم صناعها، فطريقة اختيارك لرجالك ومساعديك ومستشاريك هى عنوان حكمك ومن دروس التاريخ تعلمنا أن سياسة الرجل الواحد والفكر الواحد والحزب الواحد فاشلة بكل المقاييس ولم تقدم شيئا لمصر عبر السنوات الماضية، ولذلك عليك باختيار أصحاب العلم والخبرة فهم رجالك الحقيقيون صناع النهضة وفرسان المستقبل والقادرون على العبور بمصر نحو التنمية والاستقرار.
الشباب هم قاطرة التنمية والقادرون بحماسهم وطموحهم فى الخروج بمصر من كل أزماتها، لذلك عليك بالشباب لا تهمشهم ولا تخرجهم من المشهد السياسى، فمن الواضح أنهم المستبعدون على مدار التاريخ ولذلك نتمنى رسم سياسة واضحة لإشراك الشباب فى عملية التحول الديمقراطى وإدارة شئون البلاد فلا تبخل عليهم بفرصة حقيقية من أجل مصر.
فى النهاية سيادة الرئيس اتق الله فى شعب مصر وكن لهم ولا تكن عليهم وأنزل للشارع، فالشعب هو الرهان الحقيقى على نجاحك أو فشلك ولا تسجن نفسك داخل حزبك أو جماعتك لأن الحساب قريب والوقت سريع ولا تتخيل أن الشعب المصرى سيظل صامتا لفترات طويلة، فالطموحات كبيرة والأمنيات لا تنتهى والجميع فى انتظار سياساتك فاجعل مصر فوق الجميع.
dreemstars@gmail.com