رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الدين بتلعب على مين


لم أجد سببا يجعل الحكومة والأجهزة الأمنية تترك د.سعد الدين إبراهيم، يصول ويجول ويتحدث باسم الشعب في أمور هي حق أصيل للرئاسة، وتتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية المصرية.


عندما وجدت إبراهيم يتنقل من برنامج إلى آخر، دفاعا عن موزة ودويلة قطر، يلبس الحق بالباطل ويزيف وقائع شهدها العالم كله، أدركت أن الانتفاضة الإعلامية ومساعي "تبييض وجه التآمر" ليست مجانية، لكن حين تذكرت نفي مديرة مركز ابن خلدون الذي يملكه إبراهيم، أنه لم يتلق تمويلا من الشيخة موزة. قلت لماذا إذن يدافع سعد الدين عنها ويتبنى خطاب الإفك الذي تريده؟

يعتقد إبراهيم أننا فقدنا الذاكرة، أو نسينا مأساة ومرارة السنوات الماضية، التي ما زلنا نرزح تحت نير تداعياتها، وكانت قطر سببا رئيسيا فيها، إذ تولت تمويل وتدريب العملاء واشترت من لديه استعداد للخيانة والمشاركة في هدم مصر، باعتبار أن حكام قطر هم أذناب أميركا وإسرائيل في المنطقة.

مواقف قطر المخزية والمعادية لمصر، مثبتة بالصوت والصورة والوثائق، فضلا عن افتراءات وأكاذيب قناة "الحقيرة" وبوق الفتنة والضلال القرضاوي الذي ينعق ليل نهار من الدوحة لصالح جماعة إرهابية دعمتها قطر واحتضنت قياداتها وما زالت، كما تأوي قيادات "حماس" ذراع الإخوان العسكرية، وأغدقت عليهم موزة وزوجها الملايين، لاقتحام السجون وقتل الجنود المصريين وتفجير المنشآت، وإشاعة الفوضى في "المحروسة"، لتمكين الإخوان الذين تحركهم دويلة التآمر ويدينون لها بالولاء.

نَصّب سعد الدين نفسه محاميا عن موزة، وجاء يسأل عن أدلة معاداة قطر لمصر!!.. لكن من هو حتى يسأل، وبأي صفة يحمل رسائل المحبة من موزة ويدعو إلى الحوار مع القطريين؟! هل يعتقد سعد الدين أن ألاعيبه ستنطلي على المصريين، حين يقول إن موزة تنتظر الدعوة لزيارة مصر.. فمن يجرؤ على دعوتها أو استقبالها بعد ما فعلته وزوجها والجماعة الإرهابية في بلدنا؟!

يلبي سعد الدين رغبات موزة، لأنه عمل معها في مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية والإصلاح، التي أسستها وتولت رئاستها في الدوحة. لكن من حقنا معرفة الدور الذي لعبه سعد الدين فيما يحدث في مصر، خصوصا إذا ربطنا بين علاقته الوطيدة وعمله مع موزة، واعترافه شخصيا بأنه كان وسيطا بين جماعة "الإخوان" الإرهابية والأميركان منذ سنوات، وهمزة وصل لعقد لقاءات وحوارات مشتركة جمعت الإدارة الأميركية والأوربيين مع قيادات "الإخوان" محمد بديع ومحمد مرسي وعصام العريان وغيرهم، كما اعترف أيضا بدوره في اجتماع مؤسسي حركة 6 إبريل مع الأميركان لمساعدتهم والإخوان على التخلص من حكم مبارك.

تعاون 6 إبريل والإخوان مع قطر وتركيا وحماس برعاية وتخطيط أميركي، كان سبب بلاء وخراب وفوضى مصر منذ سنوات، ويأتي صاحب مركز ابن خلدون مدافعا عن قطر ونافيا التهم عن حكامها، لكن ألم يسأل إبراهيم لماذا تذكرت موزة مصر وترغب في زيارتها، بالتزامن مع سحب سفراء الخليج من بلدها، اعتراضا على تدخلها السافر في شئون الدول العربية، ودعمها الإرهابيين والإخوان لنشر الفوضى في الخليج كما فعلت وما زالت في مصر واليمن وليبيا؟

موزة التي ترغب في مصالحة مصر، رفض ابنها تميم أمس مغادرة رئيس "حماس" خالد مشعل ومن معه الدوحة، وقال وزير الخارجية القطري إن السياسة الخارجية غير قابلة للتفاوض، أي أن الصغار يصرون على مناطحة الكبار.

يرى إبراهيم، أن مشكلة قطر أنها تسعى لدور أكبر من حجمها الطبيعي والسياسي، واعتقادها أن لديها رسالة لكن رسالتها لا ترضي الجميع، فإذا هذه قناعته، لماذا يسعى لجمع المثقفين من قطر ومصر لاحتواء الأزمة؟!.. يا دكتور هي ليست أزمة، بل خيانة وتآمر وتبجح من دويلة لا تزيد على مساحة مدينة، يشتري حكامها العملاء والخونة لتخريب وهدم بلاد علّمتْ الكون كله ولديها إرث حضاري من آلاف السنين، حكام الدويلة تآمروا وانقلبوا على آبائهم فهل يكون فيهم خير لدول أخرى؟!
الجريدة الرسمية