رئيس التحرير
عصام كامل

البورصة والمشير وصراع النفس الأخير.. خبراء: صعود السوق مُبالغ فيه وانسحاب السيسي من الرئاسة ينذر بتراجع عنيف.."شحاتة": استقرار الأوضاع بداية للهبوط.."عادل": "EGX 30" أعطى انطباعًا مضللًا عن الاقتصاد

المشير عبد الفتاح
المشير عبد الفتاح السيسى

على الرغم من كونها أكثر المتضررين من الانفلات الأمنى واستمرار حالة عدم الاستقرار بالشارع المصرى منذ ثورة 25 يناير عام 2011، فإن البورصة المصرية كانت المتعافى الأكبر بل الوحيد من تداعيات ثورة يناير ومن بعدها ثورة 30 يونيو، فسجلت ارتفاعات قياسية منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من السلطة، وتخطى مؤشرها الرئيسى "EGX 30" حاجز الـ 8000 نقطة، لتغرد بذلك خارج السرب بعيدًا عن معدلات النمو للاقتصاد المصرى والتي لم تتجاوز 2 %، في حين استردت البورصة نحو 65 مليار جنيه من خسائرها خلال شهرى يناير وفبراير، وارتفعت بنحو 20 % منذ مطلع العام الجارى.

الارتفاع الكبير للبورصة فتح الباب أمام التساؤلات حول توقيت تراجع السوق، كما طرح علامات الاستفهام حول أسباب الصعود، وما إذا كانت السوق قد حققت هذا المعدل الكبير من النمو خلال 8 أشهر ؟ وهل نجح مستثمرو البورصة في تعويض خسائرهم خلال الست سنوات الماضية ؟ وكذلك ما إذا كانت السوق استجابت لكل المؤثرات الإيجابية السياسية أو حتى خطة التحفيز الاقتصادي وثبات سعر الصرف نسبيا وارتفاع الاحتياطي وتخفيض فوائد الأقراض والمساعدات الأجنبية ؟.

وأكد الخبراء أن صعود السوق خلال الفترة الماضية مُبالغ فيه - على حد وصفهم – مشيرين في الوقت ذاته إلى أن حالة من الترقب لا تزال تسيطر على بعض المستثمرين تحسبًا لتراجع السوق خلال الفترة المقبلة، وبات لسان حال بعضهم يقول " ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ".

ياسر سعد -المحلل المالى ورئيس مجلس إدارة شركة "الأقصر" لتداول الأوراق المالية - يرى أن ارتفاع مؤشرات البورصة خلال الفترة الماضية لا يرجع فقط لحالة التفاؤل لدى المستثمرين، وإنما هناك حالة من التوجيه لصعود السوق من قبل بعض المؤسسات وكبار المساهمين، وظهر ذلك جليًا الإثنين الماضى حينما سجلت السوق أكبر تراجع يومى منذ ثورة 30 يونيو، وكان تراجعا مبالغًا فيه، قبل ارتفاعه بعدها بنفس القوة.

ورجح "سعد" أن السوق ستبدأ في التراجع مع اختفاء القوى الشرائية للمستثمرين، وهو ما يعنى توقف رحلة صعود البورصة، والدخول في موجة تصحيح طويلة المدى لحين ظهور أنباء إيجابية من شأنها أن تدفع السوق نحو الصعود، مضيفا "إذا كان صعود البورصة مبالغًا فيه، فإنه من المتوقع تراجع السوق بنسبة أكبر".

"البورصة تصعد على جدران القلق" هكذا وصفها أحمد شحاتة -رئيس قسم التحليل الفنى بشركة "النوران" لتداول الأوراق المالية – مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن اتضاح الرؤية المستقبلية للمستثمرين سيعد بمثابة بداية التراجع للسوق، كون مستثمرى البورصة دائما يبحثون عن الربح، والذي يكون دائما محفوفًا بالمخاطر، ومع اختفائها تصل البورصة إلى نهاية للصعود، وتدخل السوق في السير عرضيًا.

شحاتة ألمح إلى أن السوق ستتجه لتراجع كبير مع خروج كثير من أموال المستثمرين بالبورصة حال عدم خوض المشير عبدالفتاح السيسي - نائب أول رئيس الوزراء، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى - انتخابات الرئاسة.

فيما أكد مصطفى عادل -المحلل المالى، ومدير استثمار بمجموعة شركات المصريين في الخارج - أن تحليل بيانات البورصة بالمقارنة بعام 2008 يكشف وجود خلل واضح في تركيبة السوق أدى إلى هذا الاختلاف الجوهري بين قيم المؤشرات وقيم الأسهم، حتى أصبح في أحيان كثيرة المؤشر الرئيسي يغرد وحيدا بعيدا عن نبض ووضع السوق الحقيقي، كما أنه بالمقارنة بين المؤشرات الرئيسية للبورصة يتضح تغير كبير في القيم بشكل كبير في الوقت الذي يصل فيها المؤشر الرئيسي لمستوى 8000 نقطة.

وتابع المحلل المالى: "السبب الحقيقي الذي أغفل الكثير من مستثمرى البورصة وضعه في الحسبان، هو أن المؤشر الرئيسى للبورصة "EGX 30" في سبتمبر 2008 يختلف في تكوينه بشكل كبير عن مؤشر السوق في فبراير 2014"، مشيرا إلى أنه في السابق كان يتضمن أسهم رئيسية مثل الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل"، وأوراسكوم للإنشاء والصناعة، وغيرها بما تحمله تلك الأسهم من وزن نسبي كبير ومؤثر في حركة السوق.

وفى اعتقاد عادل أدى خروج الأسهم القيادية من السوق إلى دخول أسهم أخرى لتحتل صدارة الوزن النسبي في المؤشر الرئيسى للبورصة، وهو اختلاف واضح عما كان عليه "المؤشر" منذ 6 سنوات، متابعا: "المفارقة الواضحة أنه على الرغم مما يثار حاليًا أن مؤشر "EGX 30" يحقق أعلى مستويات سعرية منذ أعوام طويلة وارتفاع الكثير من أسهم السوق بنسبة تتجاوز 100% مقارنة بأسعارها منذ 7 أشهر مع ارتفاع قيم التداولات، إلا أنها مازالت بعيدة عن المستوى السعري الحقيقي الذي يصوره لنا دائمًا مستوى 8000 نقطة".
الجريدة الرسمية