رئيس التحرير
عصام كامل

الراقصة والسياسى


حبال السيرك التى يلعب عليها الخائبون، المغيبون، الفاشيون، سوف تهوى بهم من عل، فقد فشلوا فى كل شىء، فى السياسة والاقتصاد والأمن وفى كل خطوة اتخذوها، ليسوا سياسيين، هم هواة، يتعلمون ويتدربون فى أعرق دولة ذات ريادة حضارية، وفى أجمل شعوب العالم .


كوارثهم لا حد لها، وفضائحهم لا تنتهى، ولن يكون آخرها تلك الفضيحة المدوية بانتهاك أعراض الرجال والشباب والأطفال، واغتصابهم فى معسكرات الأمن المركزى، وتعذيبهم جميعًا فى أقبية المعتقلات، وهو ما كان يحدث فى أيام مبارك الأخيرة، ما عجل بسقوطه، والآن يكررون –بحماقة الأغبياء- ذات السيناريو.

"الراقصة والسياسى" رواية أبدعها الرائع إحسان عبد القدوس، كشف فيها عن ممارسات الراقصة التى لا تختلف –على الإطلاق- عن السياسى، لكنه كان يتحدث عن السياسى المحترف، ومع ذلك أثار عبد القدوس الاشمئزاز فى نفوس القراء من السياسيين، فما بالنا بكتيبة الهواة التى سرقت الثورة واعتلت مقاعد الحكم بالتزوير والتزييف والغش والتدليس؟
عار على مصر أن يحكمها مثل هؤلاء، ولابد من تقديم الجناة إلى القضاء ليقول كلمة الحق فيهم، حتى يلحقوا بالرئيس السابق فى سجن مزرعة طرة، وإن لم يحرك النائب "الخاص" الدعوى الجنائية ضد مرتكبى القتل والتعذيب والاغتصاب فأناشد نقابة المحامين بإقامة الدعوى أمام المحاكم الدولية، باعتبار هذه الجرائم جرائم حرب لا تسقط بالتقادم.

ما فعله الأمن المركزى بالرجال والشباب كان بأوامر مباشرة من وزير الداخلية ومن رئيس الجمهورية، الذى أكد حمايته للوزير، بهدف كسر إرادة خيرة أبناء مصر، لكن الجميع يفورون حماسة وعزمًا على خلع النظام الحالى والقصاص لدماء الشهداء، التى لن تذهب هدرًا، حتى لو كان هناك متواطئون وأفاقون ومدلسون ولاعقو أحذية، وقبل كل هذا قدرة الحى القيوم، الحكم العدل، إن لم يكن فى الدنيا، ففى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من جاء بقلب سليم.
الجريدة الرسمية