شيزوفرينيا الحكومة والطاقة
لم يكن حضوري صدفة بل بدعوة من صديق عزيز يعرف قدر اهتمامى بإشكالية الطاقة في بلادنا وما يمكن أن تؤدي إليه أزمتها على جميع مناحى الحياة.. الموعد مساء الإثنين، والموقع أحد فنادق القاهرة الجديدة، والمناسبة أول معرض لشنايدر، ذلك الكيان العالمى الشهير بالعمل في مجالات الاستخدام الأمثل للطاقة.
وشنايدر لمن لا يعرف أصبح لها مكانة هامة في قلب أفريقيا انطلاقا من مقرها بالقاهرة ويديرها شاب مصرى ويعمل بها أكثر من ٥٠٠ مهندس مصري من خيرة شبابنا وقد استطاعوا رعاية واحد من أكبر وأضخم مصانع شنايدر بأحدث تكنولوجيا وصل إليها العالم لينفذوا إلى شمال أفريقيا ومن ثَم إلى قلبها.
وقضية ذلك الكيان لا يمكن ربطها بكونها شركة بقدر ضرورة ربطها بحاجة مصر الملحة للاطلاع على أحدث ما وصل إليه العلم في هذا المجال، وأشهد أن تصوراتي كانت ساذجة حول هذا الأمر حتى تجولت بين أروقة المعرض الذي أثبت لى أننا أصبحنا نمتلك قدرات هائلة في هذا المجال، وليس من باب الفنتازيا أن تتجول بين أروقة المعرض الأول على مستوى أفريقيا لتتعرف كيف يتحول بيتك إلى ما يسمى بالبيت الذكى، وهى تكنولوجيا لا تقع تحت عنوان الفنتازيا أو تكنولوجيا الأغنياء، رغم أن من يستخدمها أكثر حتى الآن التجمعات السكنية الأكثر رقيا ولكن من باب التوفير في الطاقة.
مجموعة من القضايا الجادة والهامة جاء إلى القاهرة للتعرف عليها عدد من خبراء جنوب أفريقيا وإثيوبيا وعدة دول أفريقية مع عدد من المهتمين بهذا الشأن من مصر إلا أن المثير للدهشة أن معرضا بهذا الحجم لم يشارك فيه وزير واحد سواء كان وزير الإسكان أو الصناعة أو الرى واكتفت هذه الوزارات بحضور ثلاثة من خبرائها.
ورغم أهمية هؤلاء الخبراء الذين حضروا إلا أن مؤتمرا بهذا الحجم كان من الضرورى أن يحضره المهندس إبراهيم محلب، إذ أن أهم قضايانا في الفترة المقبلة هي قضية الطاقة، وبين أروقة المعرض حلول سحرية وبخبرات مصرية تعمها التكنولوجيا الهائلة التي تصنعها شنايدر الآن في مصر.
ما حدث من عدم مشاركة الحكومة في هذا المعرض ونحن نعيش أزمة عنيفة للطاقة في مصر لا يمكن تفسيره إلا باعتباره حالة من حالات الشيزوفرينيا.