رئيس التحرير
عصام كامل

«عزرائيل الطرق» يحصد أرواح المصريين..«نزيف الأسفلت» يتفوق على الحروب والإرهاب.. مصر تحتل المرتبة الأولي عالميًّا في عدد ضحايا الحوادث..12 ألف قتيل و40 ألف مصاب سنويًّا..و25 مليار ج

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحتل مصر المرتبة الأولى عالميًّا، في حوادث الطرق، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وتبلغ عدد الوفيات الناجمة عنها 12 ألفًا، فيما بلغ عدد المصابين 40 ألفًا، في نهاية 2013.


ويتراوح المعدل العالمي لقتلى حوادث الطرق لكل 10 آلاف مركبة، ما بين 10 و12 شخصًا، لكنه يصل في مصر إلى 25 شخصًا، أي ضعف المعدل العالمي، وأيضًا يبلغ عدد قتلي حوادث الطرق، لكل 100 كم في مصر، 131 قتيلًا، في حين أن المعدل العالمي يتراوح ما بين 4 و20 قتيلًا، أي أن المعدل في مصر يزيد على 30 ضعف المعدل العالمي، وأيضًا فإن مؤشر قسوة الحادث يوضح أن مصر يحدث بها 22 قتيلًا لكل 100 مصاب، في حين أن المعدل العالمي 3 قتلي لكل 100 مصاب.



لا يمر يوم في مصر دون نزيف للأسفلت، ووقوع ضحايا جدد، فإحصاءات حوادث الطرق في مصر تكشف أن حجم خسائرها أكبر من حجم خسائر حوادث الإرهاب والحروب، للدرجة التي جعلت البعض يصور أن الطرق أخطر على مصر من تنظيم القاعدة نفسه.

فشهدت الطرقات المصرية، اليوم الثلاثاء، مقتل 24 شخصًا، في حادث تصادم أتوبيس نقل عام، تابع لشركة "شرق الدلتا"، مع سيارة نقل في منطقة محطة كهرباء "عيون موسى" بالسويس، ليضاف الضحايا إلى السجلات الطويلة لسابقيهم من ضحايا "نزيف الأسفلت".

وأظهرت الإحصائيات أن هناك عددًا من الطرق سيئة السمعة في مصر، واشتهرت بزيادة معدلات الحوادث بها؛ وأشهرها طريق محور (6 أكتوبر) الذي شهد في عام 2012 فقط، وقوع ما يزيد عن 575 حادثة، وأيضًا الطريق الدائري إلى الأتوستوراد، والذي شهد وقوع 490 حادثة في نفس العام، وطريق الشيخ زايد، الذي شهد 443 حادثة.

ولم تختلف طرق المحافظات كثيرًا عن طرق القاهرة، فيعتبر طريق أسيوط– المنيا، الأعلي من حيث معدلات الحوادث، يليه طريق الشرقية، ثم القليوبية، بالإضافة إلى "طريق الموت" الذي يربط بين محافظة البحر الأحمر، ومحافظات "قنا والأقصر وأسوان وسوهاج"، كما أن طريق الغردقة - رأس غارب - لا يقل عن سابقه من حيث عدد حوادث الطرق الواقعة عليه.

وبالإضافة إلى الطرق الرئيسية، يعاني عدد من المحافظات تدهورًا بأحوال الطرق الداخلية، التي تربط بين أجزاء المحافظات، والتي تعاني من الإهمال؛ كطرق محافظات " كفر الشيخ والشرقية والمنوفية والدقهلية ودمياط"، والتي تشترك جميعها في صفات عدم القدرة على تحمل الضغط المروري عليها؛ بسبب عدم التطوير الذي يرجع في عدد من الطرق، إلى عشرات السنين.

وعلي جانب آخر، فيقدر الخبراء تكلفة الخسائر التي تتكبدها مصر بسبب حوادث الطرق، بما يزيد عن 25 مليار جنيه سنويًّا، أنفق منها على مدى ثلاث السنوات الماضية، ما يزيد عن 5.5 مليارات جنيه، سددتها شركات التأمين تعويضات عن حوادث السيارات – بحسب بيان هيئة الرقابة المالية.
الجريدة الرسمية