الحياء المفقود
وزارة الخارجية الأمريكية التي لا تعرف طريقًا إلى الحياء أصدرت تقريرها السنوى الخاص بحقوق الإنسان، اتهمت فيه مصر بالإطاحة بمرسي وحكومته المدنية المنتخبة وأغمضت عينيها عن خروج الملايين إلى الشارع في ٣٠ يونيو و٣ يوليو يستنجدون بالجيش لتحريرهم من هذا السواد الذي جثم على قلوبنا سنة كاملة.
لم يستحوا من اتهام قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة في فض اعتصامى رابعة والنهضة، وفى تعاملها مع هذا الفصيل الإرهابى الذي يعيث في الأرض فسادًا وعنفًا ممنهجًا ضد قوات الجيش والشرطة وضد الشعب المصرى كله.
أي جرأة وصفاقة في تباكيهم على انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وكأن العالم كله معصوب العينين عن بلاويهم في التنصت على العالم، وإجرامهم الذي مارسوه مع معتقلى معسكرى جوانتانامو وأبوغريب.. وكأن العالم قد نسى مؤامراتهم على العراق وأفغانستان وغيرهما.. وكأننا في مصر سنتسامح بعد كشف مؤامراتهم الخسيسة مع ذيولهم في الخارج والداخل لتفتيت مصر والقضاء على جيشها كما حدث لجيش العراق.
أي حقوق للإنسان يتحدثون عنها وهم يحتضنون إرهاب إسرائيل وما يلاقيه الفلسطينيون من قتل واعتقال وتعذيب في السجون، ولكنها خرست واعتبرت أن الفلسطينيين لا ينتمون إلى الآدميين.
مصر لم تعد مصر مبارك أو مرسي، لقد بلغت سن الرشد فلم تعد تحت وصاية لا أمريكا ولا الاتحاد الأوربى ولا كل من هب ودب.
أفهم موقف الإدارة الأمريكية ووزارة خارجيتها تجاه مصر وعزل مرسي فقد خسرت عميلهم الوفى، وتبددت أحلامهم في ضم مصر إلى مخطط الشرق الأوسط الجديد لكن ما لم يعد مفهوما هو الانحياز السافر لبعض الكتاب والسياسيين والمحسوبين على شباب الثورة وجمعيات حقوق الإنسان المصرية السابحة في الدولارات ضد الشرطة، واتهامها بالعنف والتعدى على حقوق الإنسان والتي أرجو أن يتطهروا، ويستردوا ضمائرهم.. يبدو أن للدولار مفعول السحر في إسكات صوت الضمير.