بالصور.. أهالي الدقهلية للمسئولين: "أميتونا خيرا من هذه الحياة".. طريق " مقبرة الموت" الترابي يصل بين القرى.. شبكات الكهرباء متهالكة والأسلاك عارية.. تهديدات متصاعدة بالاعتصام أمام المحافظة
"أميتونا خيرا من هذه الحياة"، لافتة رفعها أهالي 7 قرى تابعة لمركز بنى عبيد بمحافظة الدقهلية، بعدما أصابهم اليأس من تجاهل الدولة لمشاكلهم وعدم اعترافهم بآدميتهم وأحقيتهم في الحياة.
قرى "العامرية، رفعت، عفت، أبو خضر، رجب عسكر، البحر القديم، والجحانفة"، البالغ تعدادهم السكني 15 ألف نسمة، أعلنت العصيان المدنى وتجميع التوقيعات للتهديد بالاستقلال إداريا عن محافظة الدقهلية، بعد عناء طويل على أبواب المسئولين، للمطالبة بعدد من الخدمات ليومهم الثالث على التوالى، دون الاستجابة لهم وتركهم على الطرقات قائلين لهم "اخبطوا رأسكم في الحيط".
داخل تلك القرى التي تبعد عن مدينة بنى عبيد مسافة 10 كيلو مترات، أحجم أطفال القرية عن الذهاب إلى مدارسهم، وأعلن الأهالي عن رفض تعاملهم مع الدولة أو دفع أي فواتير، ورفعوا لافتات منها "إحنا والله مصريون أرجوكم اعترفوا بينا، حلمى أعيش زى أي مصرى"، "نريد طرقا ومستشفيات إحنا بنى آدمين فين الخدمات"، "أما أن نعيش بكرامة أو نموت بكرامة"، "قبل الثورة مظلومون وبعد الثورة منسيون"، "أيام مبارك ظلمونا والإخوان نسيونا، فهل أنتم تغيثونا".
"فيتو" التقت عدد من أهالي القرية ليتحدثوا عن معاناتهم، يقول حسام البيومي، أحد أهالي القرية: "نعيش حياة غير آدمية، فلا يوجد لدينا أي خدمات من مستشفيات أو مدارس أو صرف صحى، أو طرق لنصل بها إلى المركز، كل ما هو موجود طريق ترابي بطول 8 كيلو مترات، يمر بمحازاة مصرف بحر حادوس، الذي يصل عمقه لأكثر من 20 مترا ما يعرض حياتنا للخطر".
البيومي أوضح أن هذا الطريق الترابي يسمى بـ"مقبرة الموت"، فطالما غرق في المصرف الممجاور له عدد من أبنائنا أثناء ذهابهم للمدارس ولأعمالهم، ولا نتمكن من إنقاذهم، مشيرا إلى أنهم يلجئون لقرية الزهيرى ( القرية الأم )، والطريق بين الأخيرة وقريتهم لا يوجد فيه إنارة، وغير ممهد ولا يمكن السير فيه بعد المغرب نتيجة انتشار البلطجية والمجرمين، بينما لفت إلى أن أمطار الأمس أغرقت القرية، ولم يتمكنوا من الخروج بعد العصر، وظلوا محبوسين داخل منازلهم، وكل ما يطلبونه اهتمام من المسئولين لرصف الطريق ليصلوا به للحياة.
يروي خالد محمد، من أهالي القرية "شبكة الكهرباء متهالكة وجميع الأسلاك عارية، ما يعرض حياتهم للخطر، في ظل عدم وجود عوازل بعدما انكسرت وقاموا بتغليفها بأكياس بلاستيك، والمحول الموجود الذي يغذي 7 قرى لا يستطيع تشغيل جهاز حاسب آلي، وأغلب الأجهزة الكهربائية تحترق عند تشغيلها بسبب ضعف التيار الكهربائى، مطالبا محافظ الدقهلية بالنظر بعين الرحمة إلى الأهالي البسطاء.
أضاف محمد: لا يوجد لدينا مدارس بالقرية، أبناؤنا لا يتمكنون من الذهاب إلى مدارس القرى المجاورة، لعدم وجود مواصلات وتهالك الطريق، مما تسبب في انتشار نسبة الأمية.
هدد أهالي القرية بالاعتصام أمام ديوان عام محافظة الدقهلية، يوم الخميس القادم للضغط على المحافظ، لسرعة صرف أموال لإعادة رصف الطريق الواصل بين تلك القرى والقرية الأم أو المركز، حرصا على حياتهم.