بالفيديو والصور.. "الوجه الآخر للزبالين".. يعيشون حياة الملوك.. يمتلكون عمارات سكنية ويتربحون من جمع القمامة الملايين.. لا يرغبون في تغيير مهنتهم ويطالبون الحكومة بالأمن فقط..وضيق الحال مظهر خارجي فقط
رغم ما يظهر على أهالي منطقة الزرايب بمنشأة ناصر، الذين يعملون بجمع القمامة وتصنيفها وبيعها، من "ضيق الحال وقلة الرزق"، إلا أن أغلبهم يمتلكون عمارات سكنية، ويعيشون في منازل تتسم بـ"الطابع الملوكي"، وهذا هو الوجه الآخر للعاملين بجمع القمامة بالمنطقة.
"فيتو" التقت "على هريدى"، أحد سكان الزرايب، الذي يصنف القمامة من حديد وأخشاب وبلاستيك وغيرها، مشيرا إلى أنه يمارس نشاطه في جمع الخردة وبيعها منذ عشرين عامًا، فهو ورث هذا النشاط عن آبائه وأجداده، موضحا أن عددا كبيرا من الأهالي المقيمين بمنطقة الزرايب يعتمدون على القمامة في أكل العيش ولا يخشون الأمراض التي تتناقل من خلالها سواء إنفلونزا الخنازير أو غيرها.
في السياق نفسة قال، طارق مندور، أحد الأهالي: "إن أهالي الزرايب برغم كونهم «زبالين» ولكن يصنفون من ضمن الطبقة المرفهة لما حققوة من مكاسب مالية من تجارتهم للقمامة التي يتم جمعها من مناطق عديدة سواء السيدة زينب أو السيدة عائشة أو الدويقة أو الزرايب نفسها، هناك عدد كبير من منازلهم بالمنطقة تتميز بطابع ملوكى لما تحتويه الشقة من ممتلكات وغيرها من الأجهزة الكهربائية ذات الأسعار الغالية".
وأوضح أن كلا منهم يمتلك مخازن في الدور الأرضى لمنازلهم، يستغلونها في تخزين القمامة، ويفرزون القمامة بداخلها، ويصنفونها لكي يبيعونها ويسوقونها للشركات.
من جانبه، قال كمال قاسم، أحد العاملين بجمع القمامة بالمنطقة: إن الأطفال بالمنطقة تطبعوا على الروائح التي تخرج من أتلال القمامة، ووصل الأمر بهم إلى أنهم يستطيعون التعايش والنوم وسط القمامة مهما كانت كمياتها.
وأوضح عدد كبير من الأهالي أنهم لا يرغبون في تغيير نشاطهم على الإطلاق، أو ترك المكان الذي سادت به أتلال القمامة والروائح الكريهة، وذلك لأنها أصبحت مصدر دخلهم الوحيد الذي ورثوه، وجعلتهم يعيشون حياة الملوك، بحسب قولهم.
وهو الأمر الذي أكده جلال عارف، أحد العاملين بجمع القمامة، قائلًا: "لا أطلب من الحكومة تقديم أي خدمات سوى الأمان فقط، ولا نريد ترك مكان أكل العيش أو ترك نشاطنا الذي ورثناه عن أجدادنا، لأن تجارة القمامة مربحة بشكل ملحوظ".