رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. تفاصيل مقتل «عريس المرج» على يد إرهابيي الإخوان.. «ابنك بقى عريس يا حاجة»آخر كلماته..ارتدى«الكفن»بدلا من بدلة العرس..والدته: حسبي الله في اللي سرق فرحتي بابني.

فيتو

لم يكن الشاب صاحب الـ 28 عاما يعلم أن يوم فرحه هو آخر يوم له في الحياة، وتحولت بدلة فرحه إلى "كفن"، إنه "حسني محمود" الذي توفى منذ عدة أيام بمستشفى التأمين الصحى، متأثرًا بإصابته بطلقٍ ناري أطلقه عليه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية أثناء زفافه بسبب أغنية "تسلم الأيادى" بمنطقة المرج، إنه عريس المرج الذي قتلته الفرحة.

ذنب "محمود" أنه كان يرقص على أغنية تسلم الأيادى أمام أهله، وينظر لوالدته ويقول: "ابنك بقى عريس يا حاجة"، دون أن يهتم إذا كانت الأغنية وطنية أو سياسية أو حتى دينية، ولكن بمجرد أن ارتفعت أنغام الدجي، تصادف مرور مسيرة للإخوان بشارع الأندلس بمنطقة المرج، وما إن سمع المشاركون في المسيرة الأغنية حتى حدثت لهم حالة هياج، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش و"البلى" وكان "حسنى" على موعد مع القدر واستقر "البلى" أسفل الرقبة، فارق الحياة على إثرها على سرير المرض بدلا من سرير العرس.

ويروي الحاج محمود خال الشهيد تفاصيل الواقعة قائلًا: بعد أن أنهى المأذون عقد القران وصلينا العصر، بدأنا في مراسم العرس وتشغيل أغاني الدي جي على أغنية تسلم الأيادي، إلا أنه صادف مرور مسيرة لجماعة الإخوان، فخرجت لهم لمحاولة السيطرة على الموقف حتى مرور المسيرة ولا يحدث تصادم أو احتكاك بين المشاركين في العرس وبين متظاهري الإخوان، وطلبت من "حسني" أن يبقى بجوار والدته حتى لا ينفعل أو تحدث بينه وبين أحد أي مشادات من أي نوع.
واستكمل حديثه قائلا: ماهي إلا لحظات حتى وجدت شبابا لم يتجاوز عمرهم الـ 18 عاما من المشاركين في المسيرة قد أصابتهم حالة من الهياج بعد تعالي صوت أغنية "تسلم الأيادي"، وفوجئنا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية والخرطوش في اتجاه العرس، فاضطررنا جميعًا للنوم على الأرض وبعد دقائق رفعت رأسي لأطمئن على عائلتي فوجدت "حسني" وسط بركة من الدماء نتيجة إصابته بعدد من طلقات "البلي" التي أكد لى أحد الأطباء أنه "بلي" مستورد من الخارج ومسمم، وتستخدمه حركة حماس الفلسطينية، وعندما تصيب الجسم لا تستقر فقط أسفل الجلد ولكنها تخترق حتى تصل إلى العظم، وقد أصيب حسني بطلقتين في الفخذ وطلقه في الوجه أسفل العين، وأخرى أعلى الرقبة.


حتى إننا اضطررنا لسحبه على الأرض؛ لأنه لم يكن أحد منا يجرؤ على رفع رأسه من كم الرصاص المنهال علينا من عناصر الإخوان، وبأعجوبة تمكنا من سحبه إلى أحد الشوارع الجانبية، ولكننا للأسف لم نتمكن من إسعافه أو نقله لأقرب مستشفى بسبب محاصرة الإخوان لنا من ثلاث جهات، فقمنا بالسير في الشوارع الجانبية للوصول إلى المستشفى لإسعافه، وبعد معاناة تمكنا من الوصول ولكن للأسف حالته كانت متأخرة للغاية.
وفى نهاية حديثة قال: "مين هيجيب حق ابن أختي، لا حكومة ولا شرطه بتسأل فينا"، لافتا إلى أن شقيق حسني الأكبر قتل العام الماضي من قبل أحد البلطجية ولم يتم القبض عليه حتى الآن، فكيف لي أن أضمن أن حق حسني هيرجع، ولو حق ابن أختي مجاش هحملهم للسيسي ومحمد إبراهيم.
ووسط الدموع وألم الفراق بدأت والدة حسنى كلامها بـ "حسبي الله ونعم الوكيل في كل من سرق مني فرحتي بابني حسني، كان مؤدب عمره ما غلط في حد وكل أهل المنطقة بيحلفوا بأخلاقه، حسنى ابنى كان بيصرف عليا وعلى إخواته وعيال أخوه اللى مات على إيد البلطجية من سنتين".
وتضيف والدة شهيد المرج أن ابنها لم يكن في حالته الطبيعية في ذلك اليوم، وكأنه يشعر بقرب نهايته، فردد كثيرًا جملة "مخنوق ومش عارف إيه السبب".
"حسيت إني ضهري اتكسر" بهذه الكلمات بدأ أحمد شقيق حسني الأصغر حديثه، قائلًا: عاوز أعرف إيه آخر اللي احنا فيه؟ لحد إمتى هيموت شباب ملهمش ذنب، قائلا: آخر كلام دار بيننا إن أنا جبتله المأذون.
الجريدة الرسمية