رئيس التحرير
عصام كامل

السماء لا تمطر ذهبًا


لم تعد اللحظة التي نعيش فيها الآن تحتمل كل هذه الرفاهية من إضرابات واحتجاجات واعتصامات في غالبية قطاعات الدولة.. فمن عمال المحلة والحديد والصلب إلى العاملين بالنقل العام وموظفى الشهر العقارى، بالإضافة إلى الأطباء والصيادلة والمعلمين وهلم جرا..


وتنوعت الإضرابات والاعتصامات ما بين المطالبة بالتثبيت أو المطالبة بالبدلات أو الأرباح في مصانع وشركات خاسرة وحقوق مادية وإدارية ليفتح باب الفوضى على مصراعيه.. لابد من المصارحة بحقيقة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر بعد ثلاث سنوات عجاف، أغلقت فيها آلاف المصانع وتوقفت حركة السياحة جراء ما لاقيناه من إرهاب الإخوان وتوابعهم داخل العاصمة وخارجها..لا يستطيع منصف أن ينكر حق هؤلاء وهؤلاء فيما يطالبون به.. فقد ارتفع سقف الآمال بعد الثورتين إلى عنان السماء..

تصورت كل فئة أن السماء ستمطر ذهبًا وأن الأموال المنهوبة خلال العقود الماضية سترد بين يوم وليلة ويتم توزيعها على المصريين فردًا فردًا.. وقد لا يعرف الكثيرون أن مسرحية استرداد المليارات التي حدثونا عنها قد أسدل عليها الستار.. ويدعى بعض الكتاب ممن يتعاطفون مع الإخوان وفصائلهم الإرهابية، وأيضا مدعى حماية الديمقراطية من السياسيين والشباب الذين غرر بهم أن الدولة تهول وتضخم في حدة الإرهاب الذي يضرب مصر حتى يتعامى الشعب عن مطالباته الفئوية..

ولست أدرى على أي أساس من القيم والوطنية ينسجون هذا السيناريو المخلخل.. لابد أن تحتوى الحكومة غضب الداعين لهذه الإضرابات والاعتصامات بتحديد إستراتيجية واضحة شفافة لتحقيق هذه المطالب على عقود فالمطالب مشروعة ولكن التوقيت غير مناسب.. وما يثير الشك هو انفجار كل هذه المطالب في توقيت واحد وكأن هؤلاء المطالبين بحقوقهم كانوا في سبات عميق ثم أفاقوا عندما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية ثم العبور إلى الخطوة الأخيرة من خارطة المستقبل.

تهنئتى لهالة شكر الله برئاسة حزب الدستور لعلها المرة الأولى لتترأس امرأة حزبا سياسيا ونرجو ألا تكون الأخيرة، ولكن هل لو فاز حزبها بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية سيسمح لها بتشكيل الحكومة؟ لقد بدأنا نتراجع عن تعيين المرأة قاضية فهل سنسمح لها أن تترأس الوزارة؟ مجرد سؤال.
الجريدة الرسمية