رئيس التحرير
عصام كامل

والسعودية ترد فعلًا !


كما قلنا أمس، إننا ننتظر الرد السعودي في الحرب الباردة المشتعلة في الخليج الدافئ..فالسعودية ترفض الوساطة وتشير إلى التصعيد، كما توقعنا، وتنقل صحيفة «رأي اليوم» اللندنية، في عددها الصادر اليوم الأحد، الآتي: " إن أطرافًا في مؤسسة القرار السعودية أبلغت حلفاء وأصدقاء لها في عمان والكويت، بأن قطر «تتجاوز الخطوط الحمراء» وسياساتها تؤثر على الأمن الوطني والإستراتيجي لدول الخليج العربي وللمملكة.


وأضافت الصحيفة أن «رسائل محددة» وصلت للأردن تحديدًا، تحت عنوان «التحذير من تفعيل محاولات وساطة» على أساس أن الخلاف مع قطر يمس الأمن الوطني والقومي السعودي والخليجي، تزامنًا مع الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأمريكي، "جون كيري"، إلى مدينة العقبة الأردنية، وهي زيارة ناقشت ملف الخلاف الخليجي مع دولة قطر." !

أما الكويت التي تستشعر صعوبة المهمة، اعتمادًا على وعيها بالموقف السعودي وبالاتفاقات والتفاهمات التي خالفتها قطر، فتقول - نقلًا عن الصحيفة ذاتها، وعلي لسان مسئوليها - ما يلي: "إن الكويت «مصرة» على استئناف الوساطة، ودولة الإمارات بعد سحب سفيرها «لجأت إلى الصمت»، والدول الحليفة للسعودية مثل الأردن والكويت والبحرين «تترقب المزيد من المفاجآت غير السارة، بعدما أصبح الموقف معقدًا للغاية»."!

إن وسطاء من الخليج..وتدخل من خارجه..منهم من يرغب في إنقاذ المنطقة من تصدع كبير، ومنهم من جاء لإنقاذ حكام الدوحة.. وهو يتزامن مع إجراءات واسعة جدا ضد الإخوان، تبدأ من تأشيرات الدخول للسعودية، ولا تنتهي بملاحقات أمنية في أروقة ومؤسسات المملكة، بل وحتى على الفيس بوك..!!

قبل أسبوعين، قال لي صديق عزيز: هل تري الهجوم الكبير من الإخوان على السعودية لمجرد وقوف المملكة مع مصر بعد 30 يونيو ؟ قلت:..هذا أفضل جدا..الجماعة فقدت توازنها، وهي بغبائها خسرت كل شىء.. إننا لا نريدالسعودية تدعم مصر فقط.. وإنما نريدها أيضًا في معسكر الحرب على الإرهاب، وسلوك الإخوان سيدفعهم حتمًا إلى ذلك "!

الآن..تستحق السعودية الدعم والتشجيع..تستحق الإشادة في مختلف وسائل الإعلام..من يترقب ويخشي من تراجع الموقف السعودي، عليه أن يطور موقفه إلى مستوي إيجابي آخر..وبكل وسائل الدعم ومظاهره الممكنة..

نريد أن يتوقف التآمر على سوريا، وأن تفشل المؤامرة عليها، ونريد حصارًا سريعًا لحكام قطر ومَن وراءهم..ونريد تصحيحًا لأخطاء تاريخية.. العيب كل العيب، أن تستمر ويبقى تصحيحها هو الصواب عين الصواب !
الجريدة الرسمية