العربي: مستقبل القضية الفلسطينية لازال يواجه تحديات بالغة الخطورة
قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الواقع الفلسطيني ومستقبل القضية الفلسطينية ما زال يواجه تحديات بالغة الخطورة، سواء على مسار المفاوضات الجارية مع إسرائيل تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، أو على مستوى ما تشهده الأراضي الفلسطينية يوميًا من انتهاكات وسياسات إسرائيلية تحاول من خلالها إسرائيل فرض المزيد من الحقائق الجغرافية والديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح في كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته الـ141 اليوم الأحد، أن إسرائيل تصعد من أنشطتها الاستيطانية، كما تواصل عمليات التهويد الكاسحة للقدس المحتلة لتغيير طابع المدينة التاريخي والحضاري والسكاني وتكريس الاحتلال الإسرائيلي، وفي نفس الوقت تتواصل انتهاكات المستوطنين والمتطرفين للمسجد الأقصى في محاولة لتنفيذ مخطط تقسيمه، منوها وللمرة الأولى بالرعاية الأردنية ومسئولياتها في حماية وإدارة الأماكن المقدسة، متحدية بذلك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة الملزمة.
وأكد أن التعنت الإسرائيلي بلغ مداه في اختلاق الحجج الواهية ووضع العراقيل لإجهاض مسار المفاوضات الجارية، فإسرائيل الآن تحاول فرض شروطها التعجيزية على الجانب الفلسطيني لمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خط حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، ثم أصبحت تطالب الجانب الفلسطيني بالاعتراف بها كدولة يهودية، وهو مطلب يخرج تماما عن إطار مرجعية المفاوضات المتفق عليها ولم يحدث أن أثارته إسرائيل من قبل في مفاوضاتها مع مصر وفي مفاوضتها مع الأردن وفي مفاوضتها مع فلسطين وحتى في المفاوضات التي جرت عام 1974 مع سوريا وأدت إلى فض الاشتباك في مايو من عام 1974، موضحا أن هذا يشكل خروجًا عن قرارات الشرعية الدولية وعن الأسس والمرجعيات المتفق عليها لمسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، الأمر الذي يتطلب وقفة عربية حاسمة لتقدير الموقف وتقييم مسار المفاوضات برمته، والتعبير بكل قوة عن الرفض العربي القاطع لهذا المنحنى الخطير الذي يدرك الجميع أبعاده ومراميه المبيتة، وأكد العربي دعم جامعة الدول العربية الكامل لموقف المفاوض الفلسطيني في هذا الشأن.
ودعا العربي إلى ضرورة بحث جميع البدائل المتاحة أمام الدول العربية، منها التقليدي مثل الذهاب إلى مجلس الأمن ومثل الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي وغير التقليدي للتحقق من أن حقوق الشعب الفلسطيني سوف تبقى دائمًا مصانة ولن تضع أبدًا حتى تقوم دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية.