أموال مصر المنهوبة
الأموال المنهوبة التى تم تهريبها للخارج أو بتعبير مهذب تحويلها فى صورة عقارات وفيلات ويخوت وأرصدة فى البنوك بأرقام سرية، ما مصيرها؟ الإجابة المعروفة التى قد تكون صادمة هى أنها قد خرجت ولم تعد، وذلك هو غباء حكام دول العالم الثالث، وذلك هو أحد الأبواب الخطيرة لتسريب وإهدار ثروات الشعوب والأمم.. تعيش الشعوب على حلم تحقيق التنمية ويتشبث هؤلاء القادة به ويملئون الدنيا صراخا بأنهم يحلمون باليوم الذى يصبح فيه كل مواطن مكتفيا بما عنده، بل ويعيش فى رفاهية، لكن من أين لنا بالموارد والأموال؟
هنا يبرز الخيرون من أصحاب المبادئ من الغرب الذين يدّعون أنهم يحملون البشارة بالنمو والرخاء وأن قلوبهم تفطر حزنا عندما يجدون الجوع والتخلف والمرض تطحن وتسحق أبناء القارة السوداء وشعوب العالم الثالث فيأتون إلينا حاملين بعضا من المعونات وبعضا من "الوعود" والآمال وبرامج يرون أنها هى التى سوف تعبر بنا إلى عالم الرفاهية وتجعلنا نقف فى مصاف الدول المتقدمة ونعرج فى مدارات التنمية.. يأتون بمجرد برامج ورقية ودراسات سفسطائية وذلك عن تجربة قد عشناها مع أكثر من مشروع وحفنة من الأموال التى ينفق معظمها على الخبراء والمستشارين والمنسقين الذين يأتون بهم من الخارج وما يقابلهم هنا فى البلد، ولتكن مصر فيما يعرف بالند المقابل Counter part الذى ما هو إلا مقصورة أمامية لهذه الدول ممثلة فى الجمعيات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية هذه الأموال هى جزء من أموالنا المنهوبة التى تصادر وهى بالبلايين فى أعقاب الثورات والتخلص من أصحابها وتصادر كلها لصالح الدولة التى يتم إيداع هذه الأموال فيها أو تهريبها إليها والقوانين هناك بالقطع حفاظا على سرية العميل لا تبوح بسره ولا تعلن عن أمواله وتذهب إلى جيوب الشعوب الأخرى من دم المطحونين والمسجونين بعد سنتين على المطالبة بهذه الأموال الخاصة برموز النظام السابق فلم تفلح هذه المحاولات، وأخيرا قالوا لنا إن حالة عدم الاستقرار السياسى فى مصر هى التى تعوق عملية استعادة هذه الأموال المنهوبة التى من المؤكد أنها لن تعود، إنها نفس اللعبة الاستعمارية القديمة لكن بشكل آخر أكثر ذكاءً منهم ولا يكلفهم شيئا بينما ما كان يحدث فى الماضى هو الاحتلال بالقوات والسلاح والتعرض للمقاومة ونفس غباء وطمع الحكام لدينا الذين يذكروننا بالوالى العثمانى الذى كان يجمع الجباية ويرسلها إلى الأستانة كل عام، وهم لا يختلفون عن المماليك بل إن المماليك بهم نماذج من هم أرفع قدرا منهم وقد قدموا لمصر الكثير، ولدينا محمد على الجندى الألبانى الذى يعد صانع نهضة مصر الحديثة.. ما ذهب فقد ذهب ولن يعود وليتنا ندرك ونعى الدرس، لكن فيما يبدو أن ذلك قد صار دأب الحكام العرب ودول العالم الثالث "الغباء السياسى والوراثى".