«فورين بوليسي»: «النهضة» ليس الوحيد الذي يهدد أمن مصر القومي.. ثورة يناير أعطت إثيوبيا مفتاحًا لاستكمال السد.. والمشروع يهدد توليد الكهرباء بالسد العالي.. والقاهرة ستواجه 10 سنوات
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية: إن مشكلة سد النهضة الإثيوبي ليست هي المهدد الوحيد للأمن القومي المصري. مؤكدة أن الحكومة تواجه العديد من المشاكل والتحديات.
وأشارت بوليسي إلى الخلاف الناشب بين الحكومتين المصرية والإثيوبية حول بناء السد والذي تتخوف مصر من تسببه في إنقاص حصتها من المياه بينما ترى إثيوبيا أن لها الحق في الاستفادة من مياه النيل الأزرق لتوليد الكهرباء، وقال ديفيد شين السفير الأمريكي السابق لدى إثيوبيا: إن بناء السد من الممكن أن يدفع بحقبة جديدة من التعاون الإقليمي بالمنطقة إلا أن التاريخ يرجح احتمال تسببه في استمرار الصراع بين الدولتين.
وأوضحت بوليسي أن الخلاف قد احتدم من جديد بعد الرفض الإثيوبي لتوقف بناء السد لحين التوصل لاتفاق، كما طالبت مصر الأمم المتحدة بالتدخل في القضية وخاصة بعد فشل الجهود لتسوية الخلافات على طاولة المفاوضات.
كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي قد أكدت للصحافة من قبل أن دولتها لها الحق في الاستفادة من مياه النيل طالما أنها لن تضر دولة أخرى، بينما سلط وزير الري المصري السابق الضوء على أضرار بناء هذا السد على مصر فيما عرض السفير الإيطالي لدى مصر مساعدة دولته في التوسط لحل الأزمة.
ونقلت المجلة عن جون مباكو من مبادرة النمو التابعة لمعهد بروكينز الأفريقي أن مصر والسودان فقط هما ما تعتبران أن اتفاقيتي 1929 و1959 ملزمتان من الناحية القانونية لدول حوض النيل، موضحة أنه على الأرجح اتخذ الإثيوبيون قرارا بالعمل انفرادا بسبب عدم استعداد القاهرة لمشاركة باقي الدول في التفاوض من جديد.
وقالت الفورين بوليسي: إن ثورة يناير وما أعقبها من اضطرابات كانت بمثابة مفتاح لإثيوبيا لاستكمال بناء السد في غفلة مصر وخاصة بعد إبرام اتفاقية حقوق المياه الخاصة بها مع دول المنبع الأخرى مثل كينيا وأوغندا وتنزانيا في 2010 فيما يقال إن نحو ثلث السد قد تم استكماله.
وأكدت فورين بوليسي أن مصر ترى هذا المشروع بمثابة تهديد وجودي لها، فيما أكد مايكل هاموند مهندس المياه بجامعة اكستر أن المشروع من شأنه التأثير بشكل كبير على توليد الكهرباء بالسد العالي ولكن ذلك غير مؤكد لأنه من غير الواضح حتى الآن هل سنواجه عشر سنوات من الرطوبة أو من الجفاف أثناء عملية ملء السد.