رئيس التحرير
عصام كامل

دموع الحضرى


اعتزال الحضرى دوليا.. تحول إلى حديث الساعة داخل الوسط الرياضى عقب إعلان الحارس المخضرم عن قراره على خلفية استبعاده من التشكيلة الأساسية للفراعنة أمام منتخب تشيلى وكان الأمر المثير للجدل والذى استوقفنى كثيرا هو حالة "الكر والفر" بين الجميع لمطالبة الحارس بالتراجع عن قراره فى الوقت الذى ذهب فيه البعض الآخر للتشديد على استغلال علاقته بالحارس لإعادته من جديد للمنتخب فيما أكد جهاز المنتخب بقيادة برادلى أن باب المنتخب سيكون مفتوحا للجميع.. وفى النهاية أرى أن "تجاهل" قرار لاعب والتركيز فى مسيرة الفراعنة بتصفيات المونديال سيكون أفضل كثيرا من الحديث عن لاعب يبرهن يوميا على عشقه لمصلحته الشخصية دون مراعاة لظروف منتخب بلاده الذى يمر بأسوأ فتراته الكروية عقب تعرضه للهزيمة الثالثة على التوالى أمام تشيلى بعد غانا وكوت ديفوار فى الوقت الذى وصل فيه منتخب بوركينا فاسو لنهائى أفريقيا.


والغريب فى أزمة الحضرى وبرادلى هو موقف اتحاد الكرة الذى وقف متفرجا على تفاصيل الخلاف الساخن الذى نشب بين الحارس الدولى وبوب برادلى حيث انتظرت خروج مسئولى الجبلاية للإعلان عن فتح باب التحقيق مع اللاعب أو تغريمه ماليا أو حرمانه من ارتداء قميص المنتخب بشكل مؤقت، لكن كالعادة جاءت التصريحات "الناعمة" بشأن تدخل ولاد الحلال لإنهاء الأزمة وأن الحضرى قيمة كبيرة لا يمكن التفريط فيها وغير ذلك من العبارات التى ستدفع أى لاعب للتطاول على مدربه فى حالة عدم إدراج اسمه ضمن قائمة التشكيلة الأساسية.

وأزعم أن الوحيد الذى تعامل باحترافية شديدة مع أزمة الحضرى هو برادلى نفسه بعد الاجتماع معه لعدة دقائق وجه خلالها الشكر له على مشواره مع المنتخب تحت قيادته وتمنى له التوفيق فى رحلته المقبلة، لكن أخشى أن يتدخل كبير ياوران "الخواجة" داخل جهاز الفراعنة لإقناعه بإعادة الحضرى من جديد للمنتخب بعد تقديم اعتذار وهمى على اعتراضه على عدم المشاركة أمام تشيلى.

عصام الحضرى.. قرارك بالاعتزال الدولى إذا كان بمثابة ورقة ضغط على جهاز المنتخب للعودة من جديد لعرين الفراعنة فلترحل نهائيا عن قوام الفراعنة وإذا كان فقط مجرد "قرار انفعالى" وستقدم على خلفيته اعتذارا رسميا فى مؤتمر صحفى دولى يحضره جهاز المنتخب بالكامل لرد كرامته فأزعم أن القرار وقتها سيكون فى يد برادلى ورجاله لإعادتك من جديد للمنتخب، ولا تنس أن حلم المشاركة فى المونديال الذى تحلم بيه ليلا ونهارا بات قريب جدا من أرض الواقع وأزعم أنك لن تقبل برؤية حارس آخر يأخذ مكانك فى عرين المنتخب بالمونديال ولعلك تتذكر دموعك بعد الخروج أمام الجزائر فى السودان بالتصفيات الماضية.. فلتراجع نفسك وتتذكر دائما أن كرامة مدرب منتخب مصر "حتى ولو كان أمريكيا" أكبر بكثير من مصلحة أى لاعب.
الجريدة الرسمية