رئيس التحرير
عصام كامل

جبهة الإحباط تطارد جماعة الإنقاذ وإخوان بديع


تقول الجماعة إن جبهة الإنقاذ مسئولة عن اندلاع أعمال العنف فى الشارع.. تنتفض جبهة الإنقاذ لتنفى التهمة، مع الإيحاء بأنها لن تصمت، ولن تسكت وكأنها صاحبة إدارة الموقف، تخرج جماعات الغليان الثورى، تتحرك فى الشوارع، تطلق هتافاتها تهز أرجاء الوطن المتعب، دون أن تلقى بالاً بما يقال فى معامل الفضائيات أو منتديات الحوار الهابط الذى يدور بين الجماعتين: الإخوان والإنقاذ.


ولم يتصور أو يعترف أى من الجبهتين المتعاركتين على سطح الحياة السياسية، أن كلاً منهما لاعلاقة له بما يدور فى الشارع، البطل الحقيقى فى الشارع، هو شبح الإحباط الذى يخيم على بيوت مصر، وسكانها، وثوارها، الإحباط هو المحرك والفاعل الحقيقى والمحرض الأصلى لكل تحرك سلمى أو عنيف.

الذى حرك الشباب هو اليأس، وأن لصوصًا سرقوا حلمهم، وثورتهم، ومستقبلهم، يتساوى فى ذلك أعضاء الفريقين من جبهة الإخوان أو جماعة الإنقاذ، فإن أراد مرسى أن يهنأ، ويحكم دون بلبلة، أو احتجاج، أو اعتراض؛ فعليه وعلى جماعته أن يقبضوا على المارد الذى تسرب إلى كل البيوت، والحارات، والشوارع، تسرب إلى نفوس الأولاد، والآباء، والأمهات، تسرب إلى القرى والنجوع، والمدن، وكسى بلونه الكئيب نفوس العباد، إنه الإحباط.
 
وعلى الجماعة التى تحكم‫..‬ أن تحاكم شبح اليأس دون هوادة، وأن تقضى عليه بالضربة القاضية، على الجماعة أن تحرقه، وتطحن عظامه، وتلقى بها فى أعماق البحر، هل تعرفون كيف تلقون القبض عليه؟ هل تدركون طريقة لمحاكمته وطرده من ديارنا؟ عودوا مرة أخرى إلى شعارات الثورة، مارسوا الصدق بديلاً عن الكذب الممنهج الذى أصبح سمة كباركم وصغاركم، وفروا رغيف خبز لكل فقير، داووا المرضى، وضمدوا جراح المجروحين.

سيقول لكم المارد: أنتم من نثرتم بذوري، فى كل بيت، وكل شارع، أنتم من زرعتم جذورى فى كل نفس تواقة لغد أفضل، وأنتم من نثر عطرى النفاذ مع القنابل، فى كل حارة، يعيش فيها بسطاء، طاردتموهم بثلاثة أرغفة لكل مواطن، الناس تنفسونى لأنكم اخترتم الأنانية طريقاً، والذات معبوداً من دون الله.

وأحسب أننا سنواجه خطراً أكبر إن لم ندرك أن جبهة الإحباط هى الأقوى الآن، تستمد قوتها وزخمها من معارك جبهتين تتنازعان وطناً، تتخطفه كل القوى الشريرة من تل أبيب إلى الدوحة، من واشنطن إلى مقر المقطم، ومن رؤية سايسسبيكو الجديدة حتى رؤية المرشد.

الجريدة الرسمية