رئيس التحرير
عصام كامل

المسلمون والتآمرعلى الذات


عندما يجلس أحدهم أمام شاشات التلفاز يبدأ بعد البسملة بتحديد موقفه من (نظرية المؤامرة) وكونه رضى الله عنه ليس من أنصارها! بماذا نصف ما يجرى في سوريا منذ ثلاثة أعوام حتى الآن إن لم تكن هناك مؤامرة على دمار بلد مسلم عربى كبير!!


بماذا نصف التدخل الأمريكى والأوربى والغارات التي شنها الطيران الصهيونى على مواقع حزب الله على الحدود السورية اللبنانية إن كان الأمر مجرد صراع داخلى وبماذا نسمى ذلك التدفق الأممى للمقاتلين الوهابيين المرتزقة إلى سوريا.

من ناحية أخرى فالمؤامرة التي يديرها ويدبرها أطراف خارجية، ما كان لها أن تبقى فاعلة طيلة ثلاثة أعوام لو لم يبتل المسلمون بمرض التآمر على الذات، ذلك المرض المدمر الذي أنشب أظفاره في قلوبنا وأكبادنا منذ قرون وقرون دون أدنى محاولة لمقاومة هذا المرض الخبيث خاصة مع غياب الذاكرة التاريخية التي كان من الممكن أن توجد حالة من الوعى والانتباه يحول دون تكرار تلك التجارب الفاشلة التي أكلت الأخضر واليابس.

وبينما يؤكد لنا التاريخ أن اليهود الذين ناصبونا العداء منذ اللحظة الأولى لبعثة رسولنا الأكرم يضعون خططا طويلة الأمد تنفذ عبر قرون وأن ما يجرى الآن في القدس وفلسطين لا يعدو كونه تنفيذا لهذه الخطط ومن بينها تأسيس الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى.

الثابت لدينا أن خطة بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى هي من وضع الحاخام اليهودى الأكبر موسى بن ميمون نزيل القاهرة والطبيب الخاص للأسرة الأيوبية قبل أكثر من سبعمائة عام، وهو ذاته الذي تمكن من فتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية بعد أن كان وجودهم منعدمًا في هذه البلاد، والثابت أيضا أن المشروع الصهيونى القائم على اختلاق شرعيات تاريخية لليهود على أرض فلسطين يتكامل مع المشروع الوهابى القائم على محو الشرعيات التاريخية للمسلمين واعتبارها أوثانا تعبد من دون الله.

نحن الآن أمام تآمر صهيونى وهابى مزدوج على الأمة الإسلامية ووجودها، فالأول يسعى لإثبات شرعية وحق تاريخى في إقامة هيكلهم المزعوم في أرضنا المقدسة، والثانى يقوم على إنكار قدسية هذه الأماكن واعتبارها أوثانا تعبد من دون الله يتوجب محوها لتخلو الأرض أمام الصهاينة كى يتمكنوا من إعادة رسم خريطة العالم وليس مجرد خارطة المنطقة!!
الجريدة الرسمية