رئيس التحرير
عصام كامل

«هدى شعراوي.. المتمردة».. تحدت التيارات الرجعية.. قادت مظاهرات السيدات في ثورة 19.. دعت لرفع السن الأدنى لزواج الفتيات إلى 16 عاما.. واحتجت على قرار تقسيم فلسطين

مظاهرات السيدات في
مظاهرات السيدات في ثورة 19

يحتفل العالم بـ "اليوم العالمي للمرأة" في الثامن من شهر مارس من كل عام، اليوم الذي يبرز فيه الإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء حول العالم والشخصيات المؤثرة منهن، وتحول هذا اليوم فيما بعد إلى رمز لنضال المرأة، تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن.


وكانت بمصر العديد من الشخصيات النسائية البارزة التي طالما أثرت بالحياة السياسية والثقافية والاقتصادية بالدولة المصرية، بل هناك رموز نسائية غيرت فكر المجتمع المصري، وتركوا علامات بارزة في تاريخ مصر.

كانت هدى شعراوي رائدة الحركة النسائية، هي نور الهدي محمد سلطان ولدت بمحافظة المنيا في عام 1879م، وفي سن الثالثة عشر تزوجت من ابن عمتها علي الشعراوي الذي يكبرها بـ 52 عاما لتتسمى باسمه بعد ذلك على الطريقة الأوربية. كان أحد شروط عقد زواجها أن يطلّق زوجها زوجته الأولى، وبعد فترة علمت أن زوجها ما زال متزوجا من زوجته الأولى، فما كان منها إلا أنه فارقته.

اختلفت هدى شعراوي كثيرا عن فتيات جيلها فكانت كثيرا ما تبحث عن الطريقة المجدية للارتقاء بحال المرأة المصرية وحصولها على أبسط حقوقها في الحياة فقامت بمشروعها بتوجيه المرأة إلى ممارسة الرياضة البدنية وخوضها في الحياة الاجتماعية وترغيبها في دراسة الفنون والآداب.

وشجعت هدى شعراوي بعض الفتيات للسفر إلى أوربا حتى يعودوا إلى مصر لتنتفع بعلمهم، وسبقت النساء التي تمردن على التقاليد الموروثة التي لا تسمح للمرأة بالظهور سافرة في بلادها فثارت على ذلك وقامت بخلع النقاب وقد لقيت من تصرفها هذا تعنتا من المتزمتين واعتبروه "انحلال" ولم يكن تصرف هدى شعراوي خروجا عن الحشمة والوقار بل كان سلوكا مثاليا في السفور السليم والاستنكار للسافرات المتطرفات، وحاربت هدى شعراوي ذلك من خلال دعوتها إلى تعليم المرأة وتثقيفها وإشهار أول اتحاد نسائي في مصر.

وأسست هدى جمعية لرعاية الأطفال عام 1907، نجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان لنشاط زوجها علي الشعراوي السياسي الملحوظ في ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات السيدات عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات".

أثناء استقبال المصريين لسعد زغلول، دعت هدى شعراوي إلى رفع السن الأدنى للزواج للفتيات ليصبح 16 عاما، وكذلك للفتيان ليصبح 18 عاما، كما سعت لوضع قيود للرجل للحيلولة دون الطلاق من طرف واحد، كما أيدت تعليم المرأة وعملها المهني والسياسي، وعملت ضد ظاهرة تعدد الزوجات.

أرسلت شعراوي خطابًا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة بعد صدور قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، هكذا عاشت هدى شعراوي لتتحدى التيارات الرجعية.

توفيت بعد ذلك في 12 ديسمبر 1947، وقد أطلق اسم هدى شعراوي على عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر، تكريمًا لها، كما حازت في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة.
الجريدة الرسمية