جولات مكوكية لوزير التموين على المخابز والأسواق.. زار سوق "سليمان جوهر" بالدقي فور خروجه من "الاتحادية".. ألغى التسعيرة الاسترشادية.. افتتح الصوامع لتخزين القمح.. واجتماعات مستمرة مع الغرف التجارية
دقت ساعة العمل لحكومة المقاتلين، التي يترأسها المهندس "إبراهيم محلب"، التي طالبت أعضاءها بالتواجد الدائم في الشارع؛ للتلاحم مع قضايا الجماهير، وحل المشاكل على أرض الواقع. والبداية كانت في الأسبوع الأول بعد أداء اليمين الدستورية في قصر الاتحادية.
وبعد أن خرج الدكتور "خالد حنفى"، وزير التموين والتجارة الداخلية الجديد، من قصر الاتحادية، مساء يوم السبت الماضى، زار سوق "سليمان جوهر" بالدقى، وسبقته إليه قياداته من الوزارة وتموين الجيزة؛ من أجل أسعار الخضر والفواكه، والاستماع إلى شكاوى التجار والمواطنين، دون أن يتبع معهم أسلوب التأديب، خاصة وأن هناك تجارًا لم يعلنوا عن الأسعار على منتجاتهم أثناء وجود الوزير بينهم.
وفى اليوم الثانى له بالوزارة، ذهب إلى مكتبه بالديوان العام مبكرًا، وسبق ذلك زيارته لعدد من المخابز في القاهرة الكبرى، بعيدًا عن الإعلام؛ بهدف معرفة مشاكل أصحاب المخابز الذين اعترف بعضهم له بتهريب الدقيق، دون أن يتخذ ضدهم أي إجراء لتطوير المنظومة التي تعانى من الفساد طيلة عقود طويلة.
وأعقب ذلك لقاء مع قياداته، لتحديد أولويات العمل في الوزارة، طبقًا لما تطالبه به الحكومة من حماية المواطنين وضبط الأسعار.
وحذر من التقاعس، وطالب ببدء صفحة جديدة مع أصحاب المخابز، ونصحهم حتى المرة الثالثة، كما زار "المهندسين، وميت عقبة" لتفقد المخابز، والتعرف على مشاكل المواطنين، ونوعية من يقفون بطوابير الخبر في الأماكن الراقية، ومن أين أتوا ولماذا.
في يوم الاثنين، تفقد مخابز "منشية ناصر"، وكانت المفاجأة اعتراف أصحاب المخابز له ببيع الدقيق؛ لأن المنظومة فاسدة، وحال وصوله إلى الوزارة عقد أول مؤتمر صحفى بديوان عام الوزارة، شرح فيه أولويات العمل، وتطوير منظومة الخبز والصوامع والتخزين والتجارة الداخلية، وجميع المشاكل العالقة.
وكان أول قرار له "إلغاء التسعيرة الاسترشادية" ، والتي لاقيمة لها في ضبط الأسعار مالم تتدخل الدولة بآلياتٍ كمنافس للقطاع الخاص، بما اعتبره البعض أنه جاء ليكون وزيرًا للتجار في التموين، بدعم من أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية.
وبعد المؤتمر الصحفى، واصل لقاءاته بمكتبه مع أصحاب السلاسل التجارية، وممثلى وزارة الدولة للتنمية الإدارية، ومدير مديرية التموين ببورسعيد، حول منظومة الخبز الجديدة، التي تعهد بتطبيقها خلال 10 أيام، ولن يعلن عنها إلا إذا تم التيقن والنجاح من التطبيق.
وفى اليوم الرابع كعادته، واصل جولاته الميدانية، بزيارة المخابز بشبرا بمحافظة القليوبية، في الخامسة صباحًا، وتفقد مخبزًا نصف اَلى في سندنهور، بإحدى قرى المحافظة، ومستودعًا للبوتاجاز، والتقى مع المواطنين لحل مشاكلهم حول الخبز، وسوء توزيع البوتاجاز، وارتفاع الأسعار.
وافتتح "صومعة بنها" بسعة تخزينية 60 ألف طن من القمح، مع محافظ القليوبية، المهندس "محمد عبد الظاهر"، وعقد اجتماعًا مع الغرفة التجارية بالقليوبية، بمشاركة أعضاء الغرفة، برئاسة "محمد عطية الفيومى"، لشرح استراتيجية الوزارة، وتطوير منظومتى الخبز للمقررات التموينية، والتوسع فيها؛ لإتاحة الفرصة أمام المواطنين للاختيار.
وتعهد بحل مشاكل الحوافز من السولار وفارق التكلفة الجديدة، لأصحاب المخابز والبدالين، وواصل رحلته مساء الثلاثاء، متوجهًا إلى الإسكندرية، لتفقد مخبزين نصف آلى، في "أبيس" بالعاشر من رمضان، بالإسكندرية.
وزار الأسواق في صباح الأربعاء، للتعرف على شكاوى المواطنين عن قرب، والاتفاق مع محافظ الإسكندرية على إنشاء منطقة سمكية في محرم بك، على أول الطريق الصحراوى، بعد دراسة الجدوى الاستثمارية لها.
وعقد "حنفى"، مساء الأربعاء، مؤتمرًا صحفيًّا بغرفة تجارة الإسكندرية، بحضور أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أكد فيه أن مقاومة الأسعار لن تأتي بالتسعيرة، بل بتطوير التجارة، والنقل، واللوجستيات، وإدارة سلاسل الإمداد.
وأشار إلى أن أي حكومة لاتستطيع العمل بمفردها، بل من خلال التنسيق مع كافة الأطراف ذات الصلة، وهم المنتجون، والتجار، ومنظومة التداول والإمداد لخدمة العملية التجارية.
وواصل "حنفى" عقد أولى اجتماعاته مع البقالين التموينيين، الذين يعدون طرفًا أصيلًا بمنظومة تطوير الدعم السلعي؛ لأنهم أدوات الحكومة في تحقيق استقرار الأسعار، وتوفير فرص عمل.
ولفت إلى أن البقال التموينى لايعمل بكل طاقته حاليًا، ويعمل بثلاث سلع فقط، وهي (الأرز والسكر والزيت)، وأشار إلى أنه يسعى إلى زيادة هذه السلع وتنوعها؛ حتى تتاح للمستهلكين إمكانية الاختيار، وإتاحة الديمقراطية الاقتصادية للمواطنين، وهى عدم إجبار المستهلكين على سلع بعينها.
وأما اللقاء الثالث، كان مع شعبة اللحوم والدواجن المجمدة، وتم طرح العديد من المقترحات التي تساعد على ضبط الأسعار في ذلك القطاع، الذي يصب في صميم اهتمام المواطن.
وكان اللقاء الرابع مع بعض منتجي الألبان ومشتقاتها، والذين تبلغ حصتهم نحو 75 % من السوق، وشهدت الفترة الأخيرة ارتفاع أسعار هذه المنتجات بنسب تصل إلى 100 % للاتفاق معهم على بيع هذه المنتجات بأسعار مخفضة لدى البقالين التموينيين، وفروع المجمعات الاستهلاكية، وفروع شركات الجملة.
و يسعى "حنفى" إلى إعادة إحياء المجمعات الاستهلاكية في المرحلة القادمة؛ لكي تكون ملاذًا للمواطن يجد فيها منتجات بأسعار مخفضة، وتفعيل منافذ الجملة، وشبه الجملة، البالغة نحو 3600 منفذ على مستوى الجمهورية، كأداة للتوزيع، والوصول للمستهلكين في أماكن بعيدة، والتي تصل إليهم بأسعار مرتفعة، نظرًا لطول حلقة النقل.
وأشار إلى أنه سيتم البدء في تطوير سلاسل الإمداد، وفى نظام اللوجستيات في مجال الأسواق، بالإضافة لجعل بقالى التموين أحد هذه الأدوات، لتوفير فرص عمل المنظومة، وسيتم عقد اجتماعات متكاملة معهم.
