العربي يطالب أصدقاء ليبيا بدعمها في كافة الملفات خاصة "الأمنية"
قال د.نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن الجامعة لعبت دورا حاسما في دفع الجهود العربية والدولية الرامية إلى تقديم الدعم لثورة الشعب الليبي التي انطلقت في 17 فبراير 2011، حيث بادرت الجامعة وفي خضم أحداث تلك الثورة إلى تشكيل فريق عمل خاص لتنسيق الجهود العربية والدولية إزاء مجريات الأزمة الليبية وتفاعلاتها، وضم هذا الفريق في حينه الأمناء العامين ورؤساء منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ومنظمة الاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وهو ما أصبح فيما بعد مجموعة أصدقاء ليبيا.
وأوضح العربي في كلمته في افتتاح مؤتمر أصدقاء ليبيا بالعاصمة الإيطالية روما، والذي أقيم برئاسة فدريكا موجيريني وزيرة الخارجية الإيطالية،وحضور ومشاركة نوري بوسهمين رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام ورئيس الوزراء الليبي الدكتور على زيدان والوزير محمد عبد العزيز د. طارق متري ممثل الأمم المتحدة إضافة إلى الدول من أصدقاء ليبيا من بينهم مصر، أن الجامعة العربية واكبت خلال الفترة الماضية عملية التغيير الجارية في ليبيا، حيث أسهمت في الإشراف على مراقبة انتخابات المؤتمر الوطني العام، وعلى عملية الانتخابات التي جرت مؤخرا لاختيار أعضاء هيئة الــ60 المكلفة بصياغة مشروع الدستور، وقامت بفتح مكتب دائم لها منذ عامين في طرابلس لتكثيف المشاورات والاتصالات مع الحكومة الليبية.
وأشار إلى أن مجلس جامعة الدول العربية أصدر العديد من القرارات التي تؤكد على التضامن التام مع ليبيا وحكومتها ومساندة جهودها الهادفة إلى الحفاظ على سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها، مع تأكيد الالتزام العربي بتوفير كل الدعم لمساعي تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وعملية إعادة الإعمار والبناء لمؤسسات دولة ليبيا الحديثة.
وأكد على أن ليبيا مازالت تحتاج إلى المزيد من الدعم، وما قدمته المنظمات الإقليمية والدولية المعنية لا يزال غير كاف مقارنه بحجم التحديات المطروحة، مؤكدا على أنه من مسؤولياتنا كمنظمات إقليمية ودولية وكدول صديقة معنية بمستقبل ليبيا بذل المزيد من الجهود لخلق آليات عمل فعالة وجدية لتنسيق مساعينا لدعم خيارات الشعب الليبي وما يحدده من أولويات، وبما يخدم مصالحه الوطنية العليا أولا وأخيرا ويحفظ لليبيا أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها، فمستقبل ليبيا هو مسئولية ليبية أولا وأخيرا، وعلينا نحن توفير الدعم والمساندة وحماية ليبيا من التدخلات الأجنية وصراع المصالح والأجندات المتضاربة.
ودعا العربي في كلمته إلى ضرورة تضافر جهود الشركاء لخدمة الأهداف المشتركة، ومن بينها اعتماد مقاربة شاملة في معالجة مختلف الملفات المتعلقة بالتحديات الراهنة، فلا يمكن معالجة الملف الأمني، أو القضاء على الإرهاب وضبط التهريب عبر الحدود، أو جمع السلاح المنتشر في جميع أنحاء ليبيا ووضعه تحت سلطة الدولة أو استيعاب الثوار والمليشيات، دون التوصل إلى مصالحة وطنية شاملة ذات مصداقية، ودون تحقيق التوافق المطلوب بين الليبيين حول مختلف الخيارات المطروحة لمستقبل ليبيا السياسي دون أي إقصاء، لأن جميع تلك القضايا هي سياسية بالأصل، والأمر نفسه ينطبق على عملية بناء المؤسسات الدستورية والوطنية الحديثة، وإصلاح الأجهزة الأمنية وتحقيق العدالة الانتقالية وما إلى ذلك من تحديات أخرى.
وجدد العربي تأكيده على حرص جامعة الدول العربية على مواصلة التشاور مع الحكومة الليبية لدراسة ما يمكن تقديمه من أجل توفير الدعم لمسار التحول الديموقراطي في ليبيا، وذلك بالشراكة التامة مع الأمم المتحدة ومختلف الدول والأطراف المعنية.