رئيس التحرير
عصام كامل

«بودى جاردات» مرشحى الرئاسة.. عناصر من القوات المسلحة تؤمن «السيسى».. و"عنان» يتحرك في حماية 4 حراس وضباط متقاعدون يشاركون في حماية مؤتمراته..«صباحى» ينافس بـ «

المشير السيسى و سامى
المشير السيسى و سامى عنان

«البودي جارد» أصبحت مهنة مهمة في مصر، بعد ما شهدته الثلاث سنوات الماضية من انفلات أمني ملحوظ، وضعف في أداء وزارة الداخلية، وظهور الإرهاب مرة أخرى بأرجاء الجمهورية، مما جعل العديد من رجال الأعمال والشخصيات العامة يستعينون به لحمايتهم، وعلى رأس هذه الفئات مرشحو الرئاسة المحتملون لما يحيط بهم من مخاطر وصلت إلى حد التهديد بالاغتيال لبعضهم.



حتى الآن، لم يعلن رسميًا الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة سوى حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي المصري، الذي يمثل – بحكم مواقفه واتجاهه السياسي- الثورة ومعسكرها السياسي، الأحاديث الجانبية أيضا تتداعى حول نية المحامي الحقوقي والعمالي «خالد على» للترشح في الانتخابات الرئاسية؛ حيث إنه يعيد هيكلة حملته الانتخابية من جديد، على حد تصريحات أعضائها.

«صباحي»، الذي يتميز بالجرأة في التعامل مع الحشود بالمؤتمرات الجماهيرية، ابتعد تمامًا عن الاستعانة بالحراسات الخاصة و«البودي جاردز» حيث ظهر هذا جليا خلال جولاته الانتخابية بالمحافظات خلال الانتخابات الماضية، بناءً على قرارات صارمة اتخذها بالتشاور مع حملته بالبعد عن الشكل الملفت للحراسة الخاصة، والتي من المرجح أنها ستؤثر بالسلب على شعبيته لدى رجل الشارع البسيط.

ورغم حرصه على الحفاظ على صورته الثورية أمام مؤيديه، يستعين «صباحي» بشكل دائم بأعضاء لجان التنظيم والعمل الجماهيري بالتيار الشعبي لتأمين مؤتمراته سواء في القاهرة أو خارجها، كما أن حملته حتى الآن لم تناقش شكل التأمين الخاص به وتكتفي بوجود سيارة «هامر» وسائق خاص يحمل سلاحا ناريا مرخصا لمواجهة أي اعتداء قد ينشأ.

حملة «خالد على» تجاهلت تمامًا مناقشة وضع تأمينه سواء في السباق الرئاسي الماضي عام 2012، أو خلال الفترة الحالية كأحد أهم مرشحى السباق الرئاسي القادم، فهو يمتلك سيارة في كثير من الأحيان يقودها بنفسه أو يستعين بأحد شباب الحملة عند سفره بها خارج القاهرة.. الحملة ترفض أيضًا بشدة الاستعانة بالشرطة أو فرق الأمن لتأمينه أو تأمين أي من المؤتمرات الجماهيرية القادمة له، وقد قالها «على» في أحد اللقاءات التليفزيونية مع الإعلامي محمود سعد أنه «يحتمي بالناس الغلابة من النظام، وليس العكس» وهذا يوضح رفضه التام لتأمين الشرطة لمؤتمراته خلال الفترة الماضية.

مرشحو التيار الإسلامي
المرشحون المنتمون للتيار الإسلامي يغالون في مظاهر التأمين والحراسة الشخصية، دلالة ذلك مظاهر تأمينهم خلال الانتخابات الرئاسية السابقة حيث مثّل الإسلاميين حازم صلاح أبو إسماعيل، وعبد المنعم أبو الفتوح، والرئيس المعزول محمد مرسي.. وحتى اللحظة الحالية ورغم إعلان حزب مصر القوية عدم الدفع بمرشح رئاسى في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتأكيد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عدم نيته خوض الماراثون الرئاسى إلا أن الشواهد ربما تؤكد أن الرجل قد يتراجع عن قراره في أية لحظة، خصوصا بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها القيادى الإخوانى السابق لتأمين نفسه والتي تزايدت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وبعيدًا عن نيته فما زال أبوالفتوح يتخذ إجراءات غير عادية لحماية منزله والمقرات التي يعقد فيها مؤتمراته.

حيث أكدت مصادر داخل حزب «مصر القوية» أن هناك لجنة خاصة بتنقلاته وسفرياته تكفل تأمين حركته بالكامل وسط خطط أمنية مدروسة، مستعينا ببعض شباب الجماعة سابقا الذين يمتلكون خبراتها التنظيمية والأمنية التاريخية عبر عقود، وتلجأ لبعض شركات الحراسة المتخصصة أيضا في حماية التجمعات الجماهيرية لأبو الفتوح.

«أبو الفتوح» كان قد لجأ مؤخرا للتعاقد مع إحدى شركات الحراسة الخاصة، بعد وقوع عدة محاولات للاعتداء والسرقة على ممتلكات قيادات إسلامية بعضهم تابع لجماعة الإخوان، الأمر الذي استوجب ضرورة توفير حماية أمنية مستمرة عبر الاستعانة بشركة متخصصة في مجال حماية الشخصيات العامة لمرافقته.

ورغم الظهور الدائم لـ«أبو الفتوح» برفقة عدد من البودى جاردز الملاصقين للمرشح الرئاسى السابق، حيث وفرتهما له شركة الحراسة، فإن له مجموعته الخاصة التي اجتمعت في لجنة انقسمت إلى مجموعتين، الأولى «مجموعة النظام» وتضم مجموعة كبيرة من الشباب المتطوع، وفقا لمواصفات خاصة أولها البنيان القوى، وأن تكون لديهم الخبرة السابقة في تأمين المؤتمرات والفعالية الانتخابية قبل ذلك، هذا فيما يشترط في ملامحهم أيضا الألفة وحسن المظهر، بحيث لا يثيرون فزع أو استغراب الناس، بالإضافة إلى تمتعهم باللباقة الكافية للتعامل مع الجماهير، كما يراعى أيضا أن تضم المجموعة عددًا من الأفراد ممن يجيدون التحدث باللغات الأجنبية، تحسبا لوجود بعض الضيوف الأجانب أو الصحافة الأجنبية التي يجب على أحدهم التعامل والتنسيق معها.

أما المجموعة الأخرى فهى خاصة بتأمين المقرات التي سيعقد فيها المرشح مؤتمراته الجماهيرية وتقوم بتمشيطها بالكامل، حيث تضع قواعد صارمة لعملية الدخول والخروج من المؤتمر ولا تسمح لشخص واحد بالدخول للمؤتمر في أثناء إلقاء «أبو الفتوح» لكلمته حتى ولو كان من الصحفيين، وكذلك تمشيط المكان خارج مقر المؤتمر والمساحة المحيطة به للتأكد من عدم وجود أي لافتات للهجوم على المرشح أو الإساءة له، كما أنها تحدد الوقت الذي تبدأ فيه بتحضير المؤتمر الذي يراعى فيه أن تكون المسافة فيه كبيرة بين المنصة التي يجلس عليها «أبو الفتوح» وبين أول صفوف الحاضرين حتى لو كانوا من الداعمين له، هذا بخلاف اختيار المنصة نفسها التي يراعى علو ارتفاعها من الأساس، ما يكفل صعوبة استهداف المرشح الرئاسى من قبل أحد الحاضرين.

وقد استعان «أبو الفتوح» بشركة الحراسة بالتحديد بعد حادثة الطريق الدائرى، فتعاقد مع عدد من أفراد الحراسات الخاصة وظهر أفراد البودى جارد لأول مرة مع أبو الفتوح خلال مؤتمره الذي عقد بحديقة الأزهر ومن قبله مؤتمر الطلبة الذي أقيم في الإسكندرية، معلنة حملته حينها أنهم اضطروا بالحراسات الخاصة، بعدما قالت وزارة الداخلية إنه ليس لها علاقة بتأمين أبوالفتوح، وأن دورها فقط هو تأمين المؤتمرات الجماهيرية.

المرشحون العسكريون
المشير «السيسي» والفريق «عنان» هم أبرز المرشحين العسكريين المطروحة اسماؤهم بقوة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وربما يتنافسان وجها لوجه، كل منهما له فريقه الخاص الذي يطعّمه بعض العسكريين كنتيجة طبيعية لخلفيتهما العسكرية.

المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والذي لم يعلن بعد عن ترشحه بشكل رسمي، ولكن كافة التوقعات والتسريبات الصحفية تؤكد أنه سيترشح وأوشك على الانتهاء من برنامجه الرئاسي وتشكيل حملته الانتخابية التي تشكلها حركة «تمرد» كنواة أساسية، والتي أكدت في عدد من التصريحات أن الحملة قررت ألا تعقد مؤتمرات جماهيرية للمشير نظرًا لما قد يتعرض له من خطورة على حياته وعدم احتياجه لمثل هذه المؤتمرات نظرًا لشعبيته، كما أنه من المتوقع أن يستعين «السيسي» بعناصر من الجيش لتأمينه الشخصي وتأمين أسرته حيث أنه قيادة عسكرية مهددة ومحاطة بالخطر.

كما تستعين حملة «كمل جميلك يا شعب»، وهى من أهم الحملات الداعمة لـ «السيسي»، بشركات للحراسة الخاصة لتأمين مقراتها على مستوى الجمهورية، وأكد على ذلك الدكتور محمد عبد المقصود غنيم، الأمين العام للحملة وأعلن عن قيامه بالتعاقد مع إحدى شركات الحراسة الخاصة لتعيين حراسة على المقر الرئيسي للحملة بعدد من المحافظات، بعد وجود سرقات وعلى رأسها مقر محافظة البحيرة، وكذلك حرق السيارة الخاصة بالمدير التنفيذي للحملة بالمحافظة أثناء توقفها أمام منزله، ووردت معلومات مبدئية عن قيام أحد المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية بإشعال النيران بالسيارة.

أما الفريق سامي عنان فقد استحدث لجنة خاصة بحملته خاصة بتأمينه أثناء جولاته الانتخابية القادمة، يقودها أحد لواءات السابقين وتضم مجموعة من الضباط الجيش الذين أنهوا خدمتهم بالجيش، بالإضافة لبعض شباب المحافظات المدنيين، كما أنه استعان بشركة للحراسات الخاصة لتأمينه وتأمين أفراد أسرته منذ أن أنهى خدمته بالجيش، كما أن الشرطة العسكرية حتى الآن ترافقه في تحركاته الرئيسية، وظهر ذلك حين قامت بتأمين عزاء شقيقه بمسجد «آل رشدان».

وذكر مصدر مطلع داخل حملة «عنان» أنه تم تعيين 4 بودى جاردز لتأمينه، اثنين منهم يكونان بصحبته بشكل دائم، وآخرين داخل سيارة أخرى ترافق الفريق في جولاته، كما ستقوم الحملة بمخاطبة الأجهزة الأمنية ومديريات الأمن بالمحافظات التي سيتوجهون إليها لضمان تأمين المؤتمرات وبعد أخذ الموافقات بإقامة المؤتمر.

جهات التأمين
الشرطة هي أولى هذه الجهات المنوط بها حماية المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يوضح عقيد الشرطة طارق البياع أن وزارة الداخلية بها جهاز خاص لحماية الشخصيات العامة وهو ما يندرج على مرشحى الرئاسة من شخصيات عامة معرضة للخطر من قبل منافسيهم، مشيرًا إلى أن الشرطة تعين حراسة خاصة بكل مرشح رئاسي فور إعلان ترشحه -إذا أراد- أما في حالة رفضه فقد يؤدي الأمر إلى تعهده بأنه مسئول بشكل شخصي عن سلامته عندما يكون مهددا بالقتل أو ما شابه، كما أن المؤتمرات الجماهيرية لابد أن تكون الوزارة على علم مسبق بها، وتصرح بإقامة المؤتمر من عدمه وقفًا لقانون التظاهر، وعلى أي مرشح بأن يقدم إخطارا قبل تنظيم المؤتمر وعلى «الداخلية» حماية المرشح والحضور في المؤتمر بشكل ملزم وليس اختياريا لكلا الطرفين.
أما الجيش والشرطة العسكرية فيأتيان في المرتبة الثانية من حيث الجهات المنوط بها حماية مرشحي الرئاسة.. حيث يقول اللواء حامد عمارة الخبير العسكري والإستراتيجي إن الجيش ليس من اختصاصاته التدخل في الأمور الأمنية الداخلية وأن حماية مرشحي الرئاسة شأن خاص بوزارة الداخلية ولكن في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها البلاد وضعف دور الداخلية في مكافحة الإرهاب؛ فإن الشرطة العسكرية في هذه الحالة تتدخل وتقوم بمشاركة وزارة الداخلية – بتأمين المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة والتي من المتوقع أن تكون معرضة للخطر.. موضحًا أن تأمين المؤتمرات يحتاج إلى أفراد أمن على درجة عالية من التدريب وهو ما لا يتوافر في البودى جاردات القادمين من الصالات الرياضية وممارسى كمال الأجسام بالإضافة إلى المصروفات العالية التي يحصلون عليها والتي قد تصل إلى 500 جنيه للفرد في اليوم.

ثالث جهات التأمين هي شركات الحراسة الخاصة، وفى هذا الصدد يقول أسامة العبد، المسئول في إحدى شركات الحراسات الخاصة، «سيظل عمل شركات الأمن الخاصة قائما، لأن التأمين الشرطى يقتصر على المؤتمرات فقط، بينما تقوم شركات الأمن الخاصة بتأمين المنشآت من الداخل وحراسة المرشحين وذويهم على مدى الـ 24 ساعة يوميا».

وأضاف:»الإقبال على شركات الأمن زاد بنسبة 100% بعد الثورة، وتخطت تكلفة تأمين بعض المنشآت المليون جنيه شهريا، نظرا لما يعانيه الشارع المصرى من عمليات اقتحام البنوك ومكاتب الصرافة وحوادث الخطف والتهديد خاصة لبعض الشخصيات العامة»، مشيرا إلى أن تسعيرة الاستعانة ببودى جارد ليوم واحد تتراوح ما بين 120 إلى 200 جنيه أثناء الظروف العادية، ارتفعت الآن بسبب الانفلات الأمنى وانتخابات الرئاسة القادمة لتتراوح إلى ما بين 400 إلى 500 جنيه.

"نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية