رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يعني تأديب الخليج لـ"قطر" ؟!


" قطر لم تلتزم بمقررات أمنية تم الاتفاق عليها "!
هكذا قال البيان المشترك للدول الثلاث التي سحبت سفراءها من قطر.. تخلفت سلطنة عمان لحساباتها الخاصة.. وامتنعت الكويت لظروف استضافتها للقمة العربية آخر مارس ولكن لم يقل البيان ما هية المقررات الأمنيه التي تم الاتفاق عليها.. إلا أن وزير خارجية البحرين وحتى لا يتم تأويل القرار تأويلا خاطئا لا علاقة له بالسبب الحقيقي نفي أن يكون للقرار أي علاقة بالتفجيرات الأخيره بالبحرين.. والبيان يؤكد أنه يرغب أن " تراجع قطر نفسها " بما يوحي بإمكانية اتخاذ إجراءات أخرى وأنه يعطي الفرصة قبل اتخاذ إجراءات أشد..


ماذا يعني ما جري ؟ وإن كنا نؤمن أن قطر ضالعة في مخطط كبير تقوده الولايات المتحدة.. فماذا يعني قرار هذه الدول؟ أولا يلفت نظرنا أن القرار يجيء بعد يوم واحد من المناورات المصرية الإماراتية.. التي لا تعطي إشارات فقط لإيران وإنما تقول إن الأمن هناك لا تحدده الاتفاقات بين إيران والولايات المتحدة وحدها ولا حتى كل من إيران وأمريكا منفردتين.. وأن الأمن هناك له حسابات أخرى تشارك فيه مصر بقوتها الهائلة بشكل كبير.. بالتالي فالرسالة من قرار سحب السفراء تقول إن هذه الدول خارج هذه اللعبة الآن.. بل ضدها أصلا.. بل وستحاربها..

واللعبه الضالعة فيها قطر ممتدة من شرق الوطن العربي إلى غربه.. وهو ما يعني أيضا أن نوبة صحيان ولو متأخرة تجري الآن في أروقة هذه الدول ومؤسساتها تستشعر الخطر.. وهذا الانشقاق ( الانقلاب ) الكبير الذي يحدث للمرة الأولي في مجلس التعاون الخليجي علينا - إن كنا نمارس السياسة - احترامه وتشجيعه والدعوة إلى التشدد فيه واتخاذ المزيد من الإجراءات والحسم ضد قطر أكثر وأكثر.. فها هو الخليج خارج اللعبة الأمريكية بل ويعاديها.. وها هو التحالف المصري الخليجي يتوثق أكثر فأكثر.. وهو ما لابد أن ينعكس على الوضع في سوريا أيضا.. ولم نقل في مقال سابق إلا ذلك !

الخلاصة: كان 30 يونيو هو الأصل.. ثم جاء الاتفاق الإيراني الأمريكي ليقول إن ترتيبات إقليمية وربما دولية جديدة يجب أن تتم.. وها هي دول الخليج تنتقل من مفعول به إلى فاعل تقول إنه لا ترتيبات إقليمية جديدة على حساب أمنها ولا بغير رضاها !!

الآن يحتاج الأمر إذن إلى شجاعة القدرة على إغلاق صفحة قديمة وطيها خصوصا - خصوصا - في العلاقات الخليجية السورية - رغم ما فيها من ألم - والبدء من جديد ومن أول السطر في صفحة جديدة تماما أيضا!
الجريدة الرسمية