رئيس التحرير
عصام كامل

التليجراف: قطر تنفذ خطة الإسلام السياسي لتهديد ممالك الخليج.. «تميم» خيب الآمال ويسير على سياسة أبيه.. صدع الدول الأربع يؤثر في النفط والأزمة السورية.. والدوحة فشلت في الالتزام باتفاق دول ال

تميم بن حمد آل ثانٍ
تميم بن حمد آل ثانٍ حاكم قطر

اهتمت صحيفة التليجراف بقرار كل من الممكلة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بسحب سفرائهم من قطر بسبب الخلاف الأمني، وفشل قطر التمسك بالاتفاق بين دول الخليج الست على عدم التدخل في شئون الآخرين.

وقالت الصحيفة إن خطوة سحب السفراء من لدى الدوحة جاء بعد قناعة من دول الخليج أن قطر لن تكف عن دعمها لجماعة الإخوان المسلمين واستخدام قناة الجزيرة على العلن لدعم هذا الدور، لتنفيذ مشروع الإسلام السياسي الذي يُنظر إليه على أنه تهديد للأمن الداخلي والسياسة الملكية في المنطقة، ويعتقد أن قطر تقوم بتسليح جبهة النصرة التي أقسمت بالولاء لتنظيم القاعدة في سوريا والحوثيين في اليمن والإخوان في مصر.

وأضافت الصحيفة أن قناة الجزيرة القطرية لعبت دورا رئيسيًا في الربيع العربي بإعطائها منبرًا للشخصيات المعارضة في جميع البلدان في أنحاء المنطقة التي تمنعهم وسائل الإعلام في بلادهم من الظهور، واتهمت أيضًا باتخاذ موقف موالٍ للإخوان، بعد منح شاشاتها لرصد تطورات الأحداث في مصر بعد عزل مرسي، الأمر الذي قد يهدد عروش ملوك الخليج.

ولفتت إلى سجن الإمارات لطبيب قطري لسبع سنوات بتهمة دعمه للتجمع اليمني للإصلاح، وهي جماعة إسلامية محظورة في الإمارات العربية المتحدة لارتباطها بصلات مزعومة لجماعة الإخوان.

وترى الصحيفة أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها يعتقدوا أيضا أن قطر تقلل من الدور الذي ستلعبه إيران في دعم جماعات المعارضة الشيعية في شرق المملكة العربية السعودية والبحرين، والصرارع الممتد منذ فترة يعكس المنافسة بين قطر وهي أغني دول العالم من حيث دخل الفرد، والسعودية التي تقود الدبلوماسية الخليجية منذ عقود وحتى اندلاع ثورات الربيع العربي من جهة أخرى.

وقالت قطر إنها تأسف على قرار سحب السفراء، ولم ترد على التزامها باتفاقيات دول مجلس التعاون الحليجي ولكنها اعترفت بأن هناك خلافات حول قضايا غير محددة.

ونقلت الصحيفة عن ديفيد روبرتس مؤلف كتاب صدر مؤخرا حول سياسة قطر الخارجية والذي قال فيه إن الخليج كان يأمل تغيير سياسات قطر بتولي الأمير تميم إدارة البلاد بدلا من والده وهو اعتقاد ثبت أنه خطأ، خاصة أن السعودية والإمارات يركزوا على الحفاظ على أمن بلادهم وراحة البال فيوينظر لنهج قطر بأنه غير مفيد.

وترى الصحيفة أن العالم قد لا يشعر بتأثير فوري في هذا الصدع في دول الخليج إلا أن تأثيره سيمتد خارج نطاق المخاوف حول النفط والغاز الطبيعي لينعكس على الأزمة السورية في ظل عدم التنسيق بين السعودية وقطر في عمليات دعم المعارضة المسلحة، وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على أمل أن قوتي الخليج ينظما بشكل وثيق استراتيجيتهما بعد تولي الأمير تميم ولكن تلك الآمال تبدو أنها لن تتحقق.
الجريدة الرسمية