الأزهر "فتنة" الإخوان القادمة.. الجماعة تدرس دخول دار الإفتاء.. وجبهة الدفاع عن الأزهر: الإخوان أرادوا هدم الدولة.. ونحن نتصدَّى لهم
حالة من الغضب الممزوج بالترقَّب تسيطر على عدد من مشاريخ الأزهر الشريف، سواء المنتمين إلى المشيخة أو الدارسين بها فقط، بسبب تلك الهجمة الشرسة التى توجهها جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون إلى الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب، مطالبين بإسقاطه كأحد رموز النظام السابق وعضو لجنة السياسات.
فى حين رأى البعض أن تلك الحرب لا شأن لها بالنظام السابق، لكنها خطوة جديدة لبسط يد الإخوان على باقى مؤسسات الدولة، والتى لم يتبقَّ منها حتى الآن سوى الأزهر الشريف ودار الإفتاء، وبالفعل بدأت الجماعة فى دراسة دخول دار الإفتاء من خلال ترشيح مفتى جماعة الإخوان المسلمين وأستاذ علم الحديث الدكتور عبد الرحمن البر، لمنصب المفتى، خصوصًا بعد صدور بعض بنود اللائحة التى قد تستبعد جميع أعضاء هيئة كبار العلماء بسبب شرط السن.
وقال الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الدكتور البر عالم لا غبار عليه فى تولّى منصب المفتى، إلا أن انتماءه إلى جماعة الإخوان المسلمين يجعل الأمر من المستحيل القبول به، لأنه حتى لو استقال ستصبح استقالته شكلية فقط، لكن ولاءه وانتماءه الأكبر سيظل للإخوان، مما يعد خيانة للأمانة التى ستوكل إليه، ومن أراد تقلّد المنصب لا بد أن يكون ولاؤه لمصر لا لجماعة.
وقال عزيز وجيه أباظة الناشط السياسى، إن ترشيح الجماعة أحد قياداتها لمنصب المفتى مثير للدهشة، فكلنا نعلم السبب الحقيقى وراء ذلك الترشح، أنه ليس للإفتاء، لكنه لاستكمال بسط يد الإخوان على الأزهر، وهو أمر لا يقبله منطق، فالجماعة لا تمتلك من العلماء فى الفقه والشريعة ما يؤهلهم لتقلّد ذلك المنصب، وفى ظل تلك الهجمات الشرسة كان لا بد من مدافع عن الأزهر بهويته الوطنية المعتدلة كالرمز الأساسى للدولة الإسلامية فى مصر والعالم العربى والإسلامى، تلك كانت مبادئ "الجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر" التى دعا إليها عدد من النشطاء السياسيين، منهم ليلى يوسف صديق ومحمود العلايلى واللواء محمد بدر، مؤكدين أن الجبهة لا تمثِّل تيارًا معينًا، لكنه جاء ليقول كلمته بأن الدين لله والدولة للجميع، فأى ممن يدَّعون بأنهم منتمون إلى جماعات إسلامية، سواء كانت إخوانية أو سلفية لا هدف لهم إلا هدم الدولة لإنشاء دولة جديدة وهى دولة الإخوان، ويكون عمادها الميليشيات.
فيقول اللواء محمد بدر "منذ 7 آلاف عام والدولة قائمة على ثلاث مؤسسات، هى القضاء والأزهر الشريف والقوات المسلحة، وبالفعل استطاعوا هدم جزء كبير من دولة القضاء بكم من أحداث مؤسفة، كإقالة النائب العام وتعيين آخر ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا، واليوم جاؤوا للتجهيز للمعركة الأخرى وهى معركة (الطيب)".
كما أكدت بعض المصادر المطلعة بمشيخة الأزهر أنه من اليوم الأول لرفض الأزهر مشروع الصكوك الإسلامية والجميع يعلم أن مسلسل دفع الحساب سيبدأ للضغط على شيخ الأزهر، وظهر هذا باندلاع الوقفات الاحتجاجية لمؤقتى الحصة، وغيرها من الأمور كتعمّد وزارة الأوقاف عدم إرسال دعوة إلى الدكتور الطيب لحضور احتفالات المولد النبوى الشريف، متحججين بسفره إلى الأراضى السعودية، على الرغم من علم الجميع أنه ألغى سفره لأسباب تتعلق بتنظيم الرحلة، مما دفع الطيب إلى تعمّد السفر إلى الأقصر، لقضاء إجازته مع أسرته التى استغرقت بضعة أيام، وبعدها يعود لمواصلة الحرب التى شنَّتها الجماعة ضده، والتى كانوا قد أعدّوا لها مسبقًا منذ أن أعلن الدكتور عادل جمعة بميدان التحرير مطالبته بإسقاط الإمام الأكبر، لأنه العائق الوحيد أمام تطبيق الشريعة الإسلامية.