رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر توصيات مؤتمر "المصريين الأحرار" حول مخاطر سد النهضة: تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.. وتصغير حجم السد.. مقاضاة إثيوبيا أمام العدل الدولية.. والتحذير من موجة نهر الكونغو

سد النهضة:
سد النهضة:

استعرض المؤتمر الذي نظمه حزب المصريين الأحرار، اليوم الأربعاء، في حضور أساتذة من جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية وبنى سويف والمنوفية وأسيوط وطنطا، ولفيف من العلماء والساسة والمثقفين والإعلاميين وممثلى وزارة الموارد المائية والرى والمجتمع المدنى، تداعيات سد النهضة وآثاره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية الوخيمة على مصر، وما حدث من مباحثات مع الجانب الإثيوبى خلال الثلاث سنوات السابقة، التي فشلت تمامًا بسبب التعنت، وعدم الشفافية من الجانب الإثيوبي مع استمراره في بناء السد ورفضه أي مبادرات لمفاوضات حقيقية مع مصر.


وأكد المؤتمر أن تعديل سنوات التخزين أمام السد وحتى لفترات طويلة لن تسهم في تخفيف الأضرار السلبية للسد على مصر، وكذلك سياسات تشغيل السد والتي وجد أن تأثيرها محدود على تخفيف أضرار السد على مصر، موضحا أن الطريقة الوحيدة لتقليل الأضرار هو تصغير حجم السد، مما يجعل ضرره معقولًا ويتماشى مع قواعد القانون الدولى، شرط عدم بناء سدود أخرى على النيل الأزرق بدون التشاور مع مصر والسودان.

ووضح المؤتمر المسار القانونى لحل هذه الأزمة، وهو مطالبة إثيوبيًا بـ"تشكيل لجنة دولية لتقصى الحقائق حول المخاوف المصرية والتوصل لحل مناسب لسد أصغر، وفى حالة رفض ذلك فإنه يمكن اللجوء لوساطة إحدى الدول العربية الشقيقة، وكذلك بعض الدول الأفريقية الصديقة ومطالبة إثيوبيا بالذهاب لمحاكمة العدل الدولية".

وفى حالة استمرار التعنت الإثيوبى، رأى المؤتمر أن يتم السعى إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لمطالبة محكمة العدل الدولية بإصدار فتوى حول أزمة سد النهضة، وإن كانت غير ملزمة ولكن تمثل عاملًا ضاغطًا على الحكومة الإثيوبية وتظهر التعنت الإثيوبى.

ورأى المجتمعون اللجوء إلى مجلس الأمن على أساس أن هذه الأزمة تهدد الأمن والسلم الإقليمى لإصدار قرار بإيقاف بناء السد والوصول إلى حلول تنموية ترضى جميع الأطراف المتفاوضة، مؤكدين أهمية التوسع في دور المجتمع المدنى والأحزاب السياسية في التوعية بمخاطر السد وعرض الرؤى والإستراتيجيات للتعامل مع الأزمة والنظر في التحرك مع الدول الصديقة في القرن الإفريقى للجوء للاتحاد الإفريقى ومجلس الأمن والسلم الأفريقى للتعامل مع هذه الأزمة.

وشجع الحضور التحرك الأخير لوزارة الخارجية على الصعيدين الدولى والإقليمى وبالرغم من تاخره الملحوظ، إلا أن المؤتمر أبدى أهمية استمرار هذه النشاط السياسي الفعلى وذلك بالتوازى مع المحاور الأخرى الموضحة أعلاه، مع العمل على حجب التمويل الدولى للسد حتى يتم التوافق حول سد أصغر.

وحذر المؤتمر من الموجة الحالية لاستخدام مشروع نهر الكونغو للفت الانتباه عن الأزمة الكبيرة لسد النهضة وإيهام المواطنين بأنه الحل لهذه الأزمة وهذا الأمر مناف تمامًا للحقيقة، ومشروع نهر الكونغو يعيقه العديد من الصعوبات والمشاكل السياسية والقانونية والفنية والتمويلية التي تعترض تنفيذه على المدى المنظور.

وفي نهاية المؤتمر، توجه الحضور بالشكر لحزب المصريين الأحرار ومركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام لرعايتهما المؤتمر، متمنين اقتداء بقية الأحزاب بهذا الأداء في تبنى قضايا مصر القومية.
الجريدة الرسمية