رئيس التحرير
عصام كامل

محللون إسرائيليون: السيسي "بوتين مصري"..أحكم قبضته على "حماس".. مصر "حظرت" الحركة بعد سعيها لتحويل سيناء "حظيرة" خلفية للإرهاب..وتحذير من خطر عودة إيران لاحتضان"غزة" ورفع وتيرة ضخ الأموال والتسليح

المشير عبد الفتاح
المشير عبد الفتاح السيسي

تسبب الحكم القضائي المصري بـ"حظر" حركة حماس ومصادرة مقراتها في حالة من الجدل داخل إسرائيل وخاصة المحللين المتخصصين في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ونشاط حماس بشكل خاص.


من جهته حمل المحلل الإسرائيلي "مردخاي كيدار"وجهة نظر إيجابية وتحذيرية في ذات الوقت، وقال، أن العلاقة بين جماعة الإخوان في مصر وحركة حماس في غزة، أيديولوجية في المقام الأول، كما تربطهما أيضًا علاقات أخرى شخصية وتنظيمية ومالية.

وأضاف اليوم الأربعاء في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية، أن الحركتين لديهما نفس الحلم وهو إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي تضم كل المسلمين في العالم.

وأضاف "كيدار": أنا لا أصدق القصص التي حكيت عن حماس في السنوات الأخيرة أنها اقتحمت بالتعاون مع حزب الله السجون المصرية في يناير 2011، وأطلقت سراح معتقلين من بينهم "محمد مرسي" الذي يحاكم اليوم بتهمة الهروب من السجن، ولا أصدق مايقولونه بأن حماس مسئولة عن التفجيرات الأخيرة والسيارات المفخخة التي ضربت مصر في الآونة الأخيرة، ولا أصدق مايقال أن حماس تريد تقويض النظام في مصر.

قائلا: لا أعتقد أن حماس يمكنها أن تفعل هكذا لأنها تعرف جيدًا ما الثمن الذي ستتكبده، كتنظيم وكأشخاص مقابل ذلك إذا تم كشف أمرها من قبل المصريين، فحماس ليس لديها ما تربحه من الدخول في النضال ضد مصر تحت زعامة المشير "عبد الفتاح السيسي".

وزعم "كيدار" أن النظام المصري في حاجة لعدو خارجي كي يعلل نجاحه المحدود في الثمانية أشهر الأخيرة من تراجع في الاقتصاد وتزايد الإرهاب في سيناء، وهبوط السياحة، فضلا عن أن الأمريكان غاضبون والإثيوبيين يسيطرون على مياه النيل، ولايوجد إمكانية لرمي الاتهام على إسرائيل، متسائلًا : على من يقع اللوم إذًا؟ بالطبع جماعة الإخوان وحركة حماس.

وأردف"كيدار"أن المصري الفقير يعلم أن الفلسطينيين يحصلون على مساعدات من الأونروا، وأن نصيب دخل الفرد في غزة أكبر من نظيره في مصر، ولن يحدث شيء للفلسطينيين إذا تقاسموا الثروة مع المصريين، لذا فإن المشير "السيسي" متأكد أن قرار مصادرة ممتلكات حماس سيحظى بتشجيع جماهيري من المواطنين الذين يعارضون الإخوان، وأن ذلك سيساعد في تحسين صورته قبيل الانتخابات الرئاسية.

وأبرز المحلل الإسرائيلي أن حماس تدفع ثمن تعاظم شعبية المشير "السيسىي، مضيفًا أنه إذا تعاملت مصر بقبضة من حديد مع حماس فإنها ستتحول نحو إيران التي ستنقذها من ذلك، وإذا رافق الضغط المصري على حماس ضغط إسرائيلي من جانب آخر فإن الإيرانيين سيتحمسون للعودة لتسليح حماس بأفضل الأسلحة التي ستمكنها من الرد بالحرب عن طريق الإرهاب، وهذا لن يفيد مصر وإسرائيل على حد سواء.
 
وعلى النقيض من ذلك الرأي المستغرب في بعض جوانبه، قال الكاتب الإسرائيلي"شيمريت مائير" في تقرير له منشور باللغة العربية بموقع "المصدر" الإسرائيلي، أن قرار حظر حماس قانونيًّا في مصر يشير إلى العالم مرة أخرى، أن الزعيم "عبد الفتاح السيسي" سينجح بالضرورة في ما فشل فيه الكثيرون، بما في ذلك الإسرائيليون.

ووصف "مائير" القرار المصري بالقرار الحكيم سياسيًا، مؤكدًا أن الاستخبارات المصرية لديها معلومات حقيقية ليست ملفقة، على غرار الحشيش الذي تم ضبطه مع نجل مرسي، حول اشتراك حماس في المساعدات العسكرية للإخوان خلال الاشتباكات السياسية. ولديها معلومات أخرى تتعلق بالعمليات الإرهابية الواسعة التي أجراها التنظيم في شبه جزيرة سيناء، والتي استخدمت كـ "فناء خلفي" لسلطة حماس في غزة، في عهد المعزول محمد مرسي. والسيسي ورجاله لا ينسون ولا يسامحون.

وأضاف أن كسر حماس في مصر ضمان ألا يقوم الإخوان بمحاولة السيطرة على الحكم بالقوة، بمساعدة إخوانهم في غزة، موضحًا أن الشيء الذي يثير الاهتمام هو تحديدًا أسلوب السيسي، الذي يبرز بوصفه زعيمًا لا يتردد في الإشارة للأهداف وأن يطلق نحوها كل نيران مدفعيته، مع عرض الثقة بالنفس ودون خوف مبالغ فيه مما يقوله عنه متحدثو حماس في قناة الجزيرة.

واختتم أنه على ضوء التقارب الأخير بين مصر وروسيا، يبدو أن الرئيس القادم لمصر يقوم بتشكيل نموذج قيادي يذكرنا بالرئيس الروسى "فلاديمير بوتين"



الجريدة الرسمية