في ليلة الحنة.. بكاء العروس التركية.. وكسر البيض وحرق الحرباء للمغربية
ليلة الحنة من طقوس الزواج في كل البلاد العربية، وفيها يحتفل أهل العروس والعريس بليلة ما قبل الزفاف، وتخضيب رجلي ويدي العروس بالحناء هي الأساس في هذه الليلة، لما يعتقده الكثيرون في أنها تحمي العروس من الحسد والسحر.
في تركيا
في ليلة الحناء ترتدي العروس جلابية أو فستانًا أحمر مطرزًا، ويغطى رأسها ووجهها بقماش من الشيفون الأحمر المطرز وتجلس على كرسي في وسط صالة منزل والدها، وتضع لها إحدى قريباتها قطعتين من النقود المعدنية في يديها، وتضع الحناء فوقها، وتلف يدي العروس بأكياس من القماش الأحمر وتدور حولها مجموعة من قريباتها وقريبات العريس يحملن الشموع ويغنين أغاني حزينة حتى تبكي العروس.
وفي لحظة بكائها يتم نزع الغطاء عن رأسها ووجهها وتقوم العروس لتبدأ بالرقص مع جميع الحضور على مجموعة أغان مفرحة أخرى حتى آخر الليل.
وفي هذه الأثناء يكون العريس مع أصدقائه في حفل وداع للعزوبية يرقصون ويغنون ويتذكرون أجمل اللحظات التي قضوها سويًّا.
في المغرب
هناك أسطورة قديمة يؤمن بها أهل المغرب، وتروي أن السحلية الخضراء (وهي من الزواحف جميلة المنظر وغير المؤذية) كانت في الأصل امرأة وتم مسخها، وأصل مسخها أنها كانت شابة جميلة لم يكن مضى على زواجها سوى وقت قصير، عندما ذهبت إلى الحمام البلدي للاغتسال، وحين عودتها مزينة اليدين والرجلين بالحناء، وجدت زوجها يخونها مع شقيقتها.
لم تتحمل العروس الصدمة، فتمنت أن يتم مسخها بهيئة حيوان لا يشعر كي لا تحس بعد ذلك الآلام التي كانت تمزقها، وهذا ما حدث فعلا ومسخت في صورة سحلية خضراء.
وتذهب أسطورة أخرى إلى أن نيل رضا ملكة الجن (لآلة رقية بنت الملك الأحمر) التي تحرس الحمامات العمومية التي ترتادها النسوة باستمرار من أجل الاغتسال، بأن تضع المرأة الحناء على أطراف جسمها قبل أن تذهب للحمام، وتوقد قبل الدخول إلى قاعة الاغتسال البخور الطيب.
ومن الهدايا التي تقدم للعروس ليلة الحنة طبق به وريقات الحناء المجففة وفوقه بيض الدجاج، فالحناء تطحن لتطلي «الحناية» بها العروس، وفي الصباح الذي يلي ليلة الزفاف، تقوم العروس بسلق البيض لتأكله مع شريك حياتها القادمة، وفي اعتقادها أن بياض البيض فأل خير سيجعل حياتهما كلها بيضاء وخصبة هنيئة وخالية من المشاكل.
ويقام حفل يسمى «حنة مزوارة»، حيث تقوم أسرة العروس بجمع بعض الحناء من عند سبع نساء، وتخلط بالماء ليطلى بها جسم العروس قبل ليلة زفافها بيوم أو يومين، ويعتقد أن من شأن ذلك الطقس أن يزيل عن العروس كل عمل سحري قد يلجأ إليه خصومها أو أعداؤها لمنع زواجها.
و«المزوارة» هو لقب يطلق على المرأة المتزوجة للمرة الأولى، وهي التي تكلف بالبدء بوضع الحناء على جسم العروس، تيمنا وبركة، ثم تتكلف «الحناية» بوضع الباقي.
كسر البيضة
وفي بعض المناطق المغربية تقوم «الحناية»، قبل وضع الحناء، بكسر بيضة على رأس العروس أملًا في أن تكون المرأة مخصبة كثيرة النسل.
وتعطي أم العروس للحناية التي «تنقش» لابنتها الحناء «الحلاوة»، وهي عبارة عن قالب من السكر ونقود تقدمها إليها أيضا النساء المدعوات للحفل، ومع الحناية التي تكون منشغلة بنقش الحناء للعروس.
حرق الحرباء
وإذا شعرت والدة العروس بأن ثمة عملا من أعمال السحر الأسود موجها ضد ابنتها، فإنها تقوم بتبخيرها بالدخان الذي يطلقه رمي العرعار والفاسخ والكبريت وشوك القنفذ وقطعة من درقة السلحفاة البرية في نار حامية أو رمي حرباء حية فيها.