رئيس التحرير
عصام كامل

عمارة يشعل نار الفتنة من مجمع البحوث الإسلامية.. أصدر كتاب "لماذا أنا مسلم" للطعن في المسيحية.. "الفارس": الكتاب ينكر "الصلب والفداء" والثليث.. ويقوض جهود شيخ الأزهر في نشر ثقافة المحبة والسلام

 الدكتور محمد عمارة
الدكتور محمد عمارة

يشتهر الدكتور محمد عمارة بتاريخه الطويل في معاداة الأقباط واستحلال دمائهم وأموالهم، ولا يجد فرصة إلا ويطعن في عقيدتهم، مستغلا رئاسته لتحرير جريدة الأزهر التي تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية.


وفى عدد مجلة الأزهر الأخير، صدر معه هدية مجانية، عبارة عن كتاب بعنوان "لماذا أنا مسلم"، الذي يطعن في العقيدة المسيحية، ويشعل نار الفتنة الطائفية، على الرغم من الأزمات السياسية التي تمر بها البلاد.

وفى هذا الصدد وجه الكاتب القبطى روبير الفارس رسالة عتاب رقيقة إلى الأزهر، على سماحه بصدور كتاب يمزق نسيج الوطن الواحد.

وجاء نص الرسالة كالآتى "في قلوب الأقباط هناك مكانة كبيرة للأزهر الشريف، ويعد بالنسبة لهم ملجأ الراحة والوسطية من هجوم التيارات المتطرفة عليهم وعلى عقائدهم المقدسة، ويرى الكثيرون في فكرة وأعمال بيت العائلة فرصة رائعة وجيدة لغرس المحبة وسبل التعايش ومواجهة الفتنة، هذا هو الحلم المثالى الجميل والرائع للصورة الرائجة للوحدة الوطنية التي نتمنى أن تتحول إلى واقع دائم ".

وأضاف "ولكن للأسف هناك ما يعكر صفو هذه الصورة، حيث يعزف الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الأزهر على وتر الطائفية بقوة وقسوة دون مراعاة لشركاء الوطن، والذين سبق واستباح دمهم في كتابه "فتنة التكفير"، وقامت وزارة الأوقاف بسحبه من السوق وحذف تلك الفتوى المدمرة، لنفاجأ بسيادته في هذه الأيام المضطربة والتي يئن فيها وطنا العزيز تحت ثقل ضربات الإرهاب، ويدفع الأقباط من دمهم وكنائسهم ضريبة وطنية شهد لها العالم، يصدر ويقدم كتابا بعنوان (لماذا أنا مسلم ) للشيخ عبد المتعال الصعيدى، كهدية مجانية مع العدد الصادر في مارس 2014 جمادى الأولى 1435 هجرية الجزء5 السنة 87، والكتاب يقع في 144 صفح من القطع الصغير.

وتابع: "وكان الدكتور عمارة صريحا وهو يقدمه للمسلمين وأهل الكتاب على السواء (صفحة 18 )، فماذا يقدم لنا في الكتاب المجانى؟ الكتاب مناظرة، كتبها المؤلف الشيخ عبد المتعال الصعيدى – وهو أحد رجال الأزهر له العديد من الكتب الإصلاحية – ولكن الدكتور عمارة لم يختر من بينها غير هذا الكتاب الذي يدور حول مناظرة بين شاب يدعى محمد وقس أمريكى كان يعمل مبشرا يدعى صموئيل زويمر (1867 – 1952 ) وطبعا ينتصر الكتاب للإسلام على العقيدة المسيحية، كعادة كتب المناظرات التي راجت في مصر في سبعينيات القرن الماضى مع ارتفاع موجة التطرف الدينى وتكوين الجماعة الإسلامية، حيث امتلأت الأرصفة بمناظرات الشيخ ديدات، وطوال هذه الفترة ورغم كل ما حدث لم يشارك الأزهر أبدا في إصدار هذه المناظرات، حتى فعلها الدكتور عمارة بإصدار هذا الكتاب حاملا رسم واسم الأزهر، ليطعن في الدور المشرف الذي يقوم به الأزهر في بيت العائلة، ويلقى بكرسى في كلوب الوحدة الوطنية، والكتاب كالعادة يحتوى على طعن ونحر للمسيحية بحجة الرد على أسئلة القس زويمر في المناظرة المزعومة، ومن بين السطور الواردة في هذا الكتاب نكتفى بهذه النماذج القليلة". 

وأكمل "جاء في صفحة 26 تعليقا على الآية القرآنية (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إن نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون )، إن القسيسين والرهبان الذين مدحوا في هذه الآيات فهم قسيسون ورهبان أسلموا وآمنوا بما أنزل على محمد (ص) فمدحوا على إسلامهم الجديد لا على نصرانيتهم القديمة، فهل يقرأ الأزهر هذا التفسير لأكثر الآيات استخداما للتدليل على المودة بين المسلمين والأقباط".

وأشار إلى "وصف الكتاب عقيدة التثليث أكثر من مرة بأنها عقيدة وثنية وزعم أن علم الأديان أثبت أنها مأخوذة من العقائد الوثنية القديمة في بلاد الهند والروم ومصر (صفحة 30 )، (صفحة 129 ) وشكك في عقيدة الصلب والفداء (صفحة 38 ).

وقال الكتاب: إن المسيحية ديانة ضد العلم والفلسفة والحكمة (صفحة 91 )، وتكرر لفظ (النصرانية المحرفة ) أكثر من مرة بصفحات الكتاب ومنها أن الله لا يريد أصحاب النصرانية المحرفة وحاشا له أن يريدهم منه، وإنما الذين اتبعوه هم المسلمون أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، أما اليهود فقد كذبوا به، وأما النصارى فقد كذبوا عليه وحرفوا دينه (صفحة 136)."

وأوضح  "هذه هي نماذج قليلة جدا من السطورة الحادة التي طعنت في العقيدة المسيحية بلا هوادة على مدى صفحات الكتاب الـ144، لتبقى لنا في رسالة العتاب هذه إلى الدكتور الإمام أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بعض الأسئلة، هل يخدم نشر هذا الفكر رسالة بيت العائلة التي تتبناها؟ هل تختلف رسالة مجلة الأزهر عن رسالة جريدة صوت الأزهر والتي تصدر أيضا عن الأزهر- صحيفة أسبوعية كل جمعة - وتقدم وجبات تعمل على تدعيم المحبة بين المصريين.. فمن نصدق يا مولانا المجلة أم الجريدة ؟ ماهو موقفكم لو قام أحد الأقباط بالرد على ما جاء في الكتاب باستخدام نفس المنهج؟! هل وقتها سوف تنعم مصر بالعيش المشترك الذي تعملون من أجله؟!".
الجريدة الرسمية