رئيس التحرير
عصام كامل

اتصالات بين «حماس» وإسرائيل بوساطة «قطرية» ردًا على مصر.. المخابرات تمتلك ملفاً كاملاً حول اللقاءات.. «مشعل وهنية» يقودان التفاهمات مع رجال أعمال يهود لاستبدال معبر رفح ب

خالد مشعل مع إسماعيل
خالد مشعل مع إسماعيل هنية - صورة أرشيفية

قالت مصادر مطّلعة إن حركة «حماس» بدأت منذ فترة «اتصالات سرية» مع إسرائيل برعاية قطرية ردًا «التضييق المصري» على تحركات قياداتها وخاصة القيادات غير المعروفة إعلاميا والتي دأبت على تهريب الأموال والأسلحة والقيام بزيارات سرية إلى لبنان وسوريا وإيران عبر معبر رفح، لكن أنشطتها أصبحت الآن مراقبة وبدقة.

وكشفت المصادر في تصريحات لصحيفة «العرب» اللندنية، نشرتها في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن جهاز المخابرات المصرية يمتلك ملفا كاملا حول الاتصالات التي تجريها «حماس» مع إسرائيل وبتنسيق ووساطة من قطر الصديق المشترك، وأن ذلك تزامن مع تصريحات حملة إعلامية قوية من قيادات حماس تهاجم إسرائيل والرئيس محمود عباس، وعملية السلام وأن ذلك كان الهدف منه التغطية على الاتصالات مع تل أبيب.

وذكرت المصادر أن الاتصالات السرية قادها من جانب «حماس» الناطق الرسمي غازي حمد، ومن الجانب الإسرائيلي جرشون باسكين المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وأنها بدأت مبكرا منذ مفاوضات إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

ولفتت إلى أن دائرة ضيقة من «حماس» كانت على علم بهذه الاتصالات وتضم إسماعيل هنية وخالد مشعل وغازي حمد، وأن ذلك تم بسرية كبيرة حتى لا يصل الأمر إلى قيادات «كتائب القسام» والقيادات السياسية المرتبطة بها وخاصة محمود الزهار.

وأضافت أن قناة التواصل «باسكين وحمد» لم تكن القناة الوحيدة التي تربط بين «حماس» وإسرائيل، فهناك قناة اتصال إضافية وذات أهمية تتم بوساطة ممثلين قطريين، تولوا مهمة نقل رسائل مكتوبة بين كل من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، ورئيس الحكومة إسماعيل هنية، وبين رجال اتصال إسرائيليين، أحدهم رجل أعمال إسرائيلي معروف أنه مقرب من نتنياهو (بخلاف باسكين) بتشجيع من القيادة القطرية.

ولإنجاح هذا التقارب، التزم القطريون بشراء كل المواد الخام من إسرائيل، بغاية تليين الموقف الإسرائيلي إزاء حماس وتحقيق تقارب إستراتيجي بينهما، وتستثمر الدوحة في هذا الجانب ملايين الدولارات، بحسب الصحيفة.

في المقابل، ركزت قطر الكثير من المشاريع الاقتصادية الكبيرة في غزة، ويصل إلى القطاع بشكل مستمر مهندسون ومختصون قطريون وأجانب عن طريق معبر ايرز بتصاريح إسرائيلية، وبالتنسيق مع وزارتي الخارجية والاقتصاد القطريتين.

وقالت المصادر السابقة إن قيادات من «حماس» عزت الهرولة في اتجاه التنسيق المباشر مع إسرئيل إلى كونها «ردة فعل مشروعة» ضد التضييق المصري على تحركات قياداتها وخاصة القيادات غير المعروفة إعلاميا والتي دأبت على تهريب الأموال والأسلحة والقيام بزيارات سرية إلى لبنان وسوريا وإيران عبر معبر رفح، لكن أنشطتها أصبحت الآن مراقبة وبدقة.

وتبحث حماس عبر هذه الاتصالات، وفق ذات المصادر، عن تعويض معبر رفح الذي تتحكم فيه مصر بمعبر ايرز ومعبر كرم أبو سالم اللذين تديرهما إسرائيل.

وأضافت أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، سعى عبر القطريين إلى الحصول على تعهدات إسرائيلية بإدخال الأموال التي تستحقها الحركة لإدارة القطاع، وخاصة ما تعلق برواتب موظفي الحكومة المقالة على أن تلتزم «حماس» التزاما كاملا بألا تصل تلك الأموال إلى «كتائب القسام».

وبالتوازي مع الانفتاح السريع على إسرائيل، عملت «حماس»، وفق خطة تبناها التنظيم الدولي للإخوان، على دعم المجموعات المسلحة في سيناء عبر الأموال والأسلحة، فضلا عن تحول القطاع إلى منطلق يتحرك منه المسلحون في اتجاه الأراضي المصرية لينفذوا عمليات تستهدف الجيش والشرطة، ثم يعودوا إلى غزة عبر أنفاق تديرها الحركة.
الجريدة الرسمية