«عصام كامل» يروي اعترافات المشير في الكلية الحربية.. قلت لمن رفع شعار «يانحكمكم يانقتلكم»: اقتلونا قبل أن تقتلوا المصريين.. تفاصيل ٤٥ دقيقة عاشها المشير تحت تهديد «الشاطر»
وسط أجواء احتفالية جاءت كلمة المشير «عبد الفتاح السيسي» تحمل في مضمونها أكثر مما حملته الكلمات الملقاة على أذان حضور حفل الكلية الحربية بانتهاء فترة الإعداد العسكري، والتدريب الأساسي لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية. وعلى الرغم من طبيعة الحفل غير العادية، حيث اعتدنا نحن المدنيون حضور الاحتفال بتخريج الدفعات دون أن يكون لنا وجود في احتفالية الانتهاء من برنامج الإعداد والتدريب الأساسي، إلا أن ذلك أيضا يحمل مضمونا جديدا في إطار ما يمكن أن نسميه كشف حساب القادة لقائدهم، أو محاولة الاعتماد على جداول ربع سنوية في كشف الإنتاج بدلا من نهايات كل عام، وذلك في نفس الإطار الذي تحاول المؤسسة العسكرية أن تقدمه كنموذج للمجتمع.
وبعيدا عن الطريقة غير المباشرة التي أعلن من خلالها المشير عن عزمه الترشح في الانتخابات القادمة فإن ما قاله بعيدا عن هذا المضمون يعد أهم بكثير من انتظار الجماهير لكلمته الفصل في القضية الآنية، فإذا كان هناك من يزايدون على الدين ويتاجرون به فإن أرفع منصب بالقوات المسلحة يردد في غير مرة أن جيش مصر جيش شريف وأنه يعلم أبناءه التضحية ويزكي في نفوسهم الإيمان بالله والفداء من أجل الوطن طالبا من أهالي الطلاب أن يتلمسوا ذلك التغيير في سلوك أبنائهم بعد انتهاء فترة الإعداد العسكري الأولي والتي استغرقت مائة يوم فقط.
ويبدو أن أهالي الطلاب كانوا أكثر إدراكا لما يريد أن يقوله المشير في كلمته عندما قاطعوه بهتافات: "سيسي.. سيسي هو رئيسي" عندما قال: إنه سيتكلم لإحساسه أن هناك حالة لغطٍ وجدلٍ في الشارع المصري، مؤكدًا أن أي مسئول في موقع المسئولية ويعشق بلاده لا يستطيع أن يعطي ظهره لمطالب الجماهير إن هي إلا إجراءات وتدابير لا بد من اتخاذها بدقة وروية خاصة إذا ما ارتبطت بمن يتولى مسئولية جسيمة في ظروف صعبة.
للمرة المائة يروي المشير جزءا من تفاصيل تحذيراته للرئيس المعزول محمد مرسي وإشاراته المباشرة وغير المباشرة وأبرزها عندما قال له: إن الخلاف بين الإخوان والقوى السياسية يتخذ منحنى خطيرا ويذهب إلى اختزاله في خلاف ديني وهو أمر غير واقعي ولا يرتبط بحقيقة الخلاف السياسي الذي ينبغي أن يظل سياسيا، وقال المشير: "لقد قلت له أن المصريين يذهبون إلى مساجدهم وكنائسهم دون إجبار ويخطئ من يتصور نفسه وصيا على هذا الشعب".
ولعل أبرز ما ذكره قوله لمرسي: "إن جيش مصر للمصريين وليس لفئة دون أخرى وأن جيش مصر سيظل مع رئيسه طالما كان الرئيس منتخبا من شعبه" وأضاف: "عرضنا على الدكتور محمد مرسي أن يريح ويستريح ويعرض نفسه على الاستفتاء العام إلا أنه رفض كل الحلول السياسية".
وكشف المشير عن تفاصيل ٤٥ دقيقة قضاها مع «خيرت الشاطر» و«سعد الكتاتني» مؤكدًا أنهما هددا مصر بمقاتلي سوريا وأفغانستان وليبيا وباكستان، وتطور الأمر إلى تهديده هو شخصيا بالقتل، الأمر الذي دفع المشير إلى رفض تلك اللغة بعد أن أقسم بالله أنه لن يتوانى في مواجهة كل من يخطط بسوء ضد الشعب المصري.
ويمضى المشير في استعراضه لما جرى ويجري حولنا، مؤكدا أن المراقب لما يحدث حولنا يدرك أن هناك أفكارا غير قابلة للحياة تهدد أوطانا.. أفكارٌ وصفها المشير أنها لا ترضي الله وأن جيش مصر وشرطتها لن يقبلا بدخول مصر إلى نفق مظلم دخله غيرنا طالبا العون الشعبي من كافة مؤسسات المجتمع، ومؤكدًا أن الجيش والشرطة وحدهما لن يواجها وحدهما خطرا بحاجة إلى وعي الجميع.
ويردد بكل قوة أمام طلابه وضباطه وجنوده: "قلنا في مواجهة من يقول «يانحكمكم يانقتلكم..» اقتلونا قبل أن تقتلوا الشعب المصري وأننا على يقين أن الله سيفصل بيننا وبينكم".. ويتقرب المشير عبد الفتاح السيسي من واقع ما نحياه مرددا: "مهما كان اسم الرئيس القادم فإن مشاكلنا لن تحل إلا بالتكاتف والإيمان أن الأمم تبنى بسواعد أبنائها لا بالمساعدات". مؤكدًا أننا بحاجة إلى نوبة "صحيان" من الخامسة فجرًا، فمصر بحاجة إلى كل دقيقة عمل من أجل خروجها من محنتها.