رئيس التحرير
عصام كامل

"بوتين": أمريكا تتعامل مع الأزمات الدولية على طريقة مختبرات "الجرذان".. العمل المسلح غير مطروح في أوكرانيا لكنه أمر وراد..ما حدث بـ"كييف" استيلاء مسلح على السلطة.. واشنطن تكرر ما فعلته بالعراق وليبيا

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

قال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إنه " لا يرى في الوقت الراهن، ضرورة لإرسال القوات الروسية إلى شبه جزيرة القرم، جنوب أوكرانيا".
وشدد "بوتين" في مؤتمر صحفي مكرس للوضع في أوكرانيا، عقده الثلاثاء 4 مارس، في مقره بنوفو- أوغاريوفو بضواحي موسكو: "لا توجد حاليًا مثل هذه الضرورة". ولم يستبعد الرئيس، في الوقت نفسه، نشر قوات في الدولة المجاورة، لكنه شدد على أن هذا الإجراء لن يُتخذ إلا "في حالة استثنائية" لحماية المواطنين.

وأوضح أن "مثل هذه الخطوة ستكون شرعية، علمًا بأنها ستتناسب مع نداء الرئيس الأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش"، الذي طلب من "موسكو" حماية مواطني بلاده".
وعبّر "بوتين" عن اعتقاده بأن استخدام الجيش الروسي في أوكرانيا أمر شرعي. وقال: "إذا اتخذت قرارًا حول استخدام القوات المسلحة، فسيكون القرار شرعيًّا، ومتفقًا مع القواعد العامة للقانون الدولي؛ إذ لدينا دعوى من الرئيس الشرعي".
وأشار الرئيس إلى أن "هذا القرار سيتفق مع الالتزامات الروسية، والمصالح الروسية الخاصة بالدفاع عن أناس، نعتبرهم قريبين منا تاريخيًّا وثقافيًّا واقتصاديَّا".
وقال الرئيس "بوتين" إن "أوكرانيا شهدت انقلابًا حقيقيًّا، واستيلاءً مسلحًا على السلطة"، وأعلن أن "تقييم أحداث أوكرانيا واحد، وهو انقلاب واستيلاء مسلح على السلطة".
وأشار إلى أن أحدًا لا يشك في ذلك، والسؤال الذي لا يمكن أن يجيب عنه هو: ما هو الهدف من كل ذلك؟ بوتين: روسيا تحافظ على حقها في استخدام كل الوسائل الممكنة للدفاع عن الأوكرانيين.
وأعلن الرئيس الروسي أن "روسيا تحافظ على حقها في استخدام كل الوسائل الممكنة المتوفرة لديها للدفاع عن المواطنين الأوكرانيين، في حالة انتشار الفوضى، كما في "كييف"، إلى المناطق الشرقية من البلاد".
وأضاف: "إذا رأينا أن هذه الفوضى تبدأ في المناطق الشرقية، وإذا استعان الناس بنا، والدعوة الرسمية من الرئيس الشرعي موجودة - فنحن نحافظ على حقنا في استخدام كل الوسائل المتوفرة لدينا للدفاع عن هؤلاء المواطنين، ونعتبره أمرًا شرعيًّا".
وأعلن الرئيس "بوتين" أن " فيكتور يانوكوفيتش يعد، من وجهة النظر القانونية، الرئيس الشرعي الوحيد لأوكرانيا" مضيفًا أنه "لا يملك حاليًا أية سلطة حقيقية".
وأشار" بوتين" إلى وجود ثلاث طرق لعزل الرئيس الأوكراني عن السلطة، وهي الموت أو التخلي عن السلطة أو سحب الثقة، مضيفًا أن سحب الثقة هو إجراء دستوري تشارك فيه المحكمة الدستورية، والمحكمة العليا، والبرلمان.
ويرى "بوتين" أن قيادة القرم الحالية وصلت إلى زمام السلطة بشكل شرعي. وذكر أن برلمان القرم تم تأسيسه عام 2010، ويضم 100 نائب من 6 أحزاب، وبعد استقالة رئيس الوزراء السابق، انتخب برلمان القرم، أثناء دورة المجلس الأعلى للجمهورية، وفق القانون - رئيس وزراء جديدًا، مشيرًا إلى أنه يعتبر شرعيًّا؛ إذ انتخب بمراعاة كل الإجراءات التي يقتضيها القانون.
وأشار "بوتين" إلى أن محاولة اقتحام مبنى المجلس الأعلى للقرم، من قبل المسلحين، منذ عدة أيام، أثار قلقًا كبيرًا بين سكان الجمهورية، مضيفًا أنه "تكوَّن انطباع بأن القرم كان من المخطط أن يشهد تكرارًا لسيناريو "كييف"، بما في ذلك سلسلة من الأعمال الإرهابية والفوضى".
وأكد "بوتين" أن هذا - بالذات - ما دفع سكان شبه الجزيرة إلى تشكيل لجان الدفاع الذاتي، وفرض سيطرتها على القوات المسلحة.
وحول الموقف الأمريكى تجاه الأزمة في أوكرانيا، هاجم "بوتين" الإدارة الأمريكية، ووصفها بأنها تتعامل مع الملفات الدولية على طريقة الاختبارات التي تتم داخل معامل الجرذان، وتقوم بإصدار قرارات، وتدعم توجهات، لم يدركوا حجم نتائجها على الأرض، وتقوم واشنطن بدعم إجراءات تعلم الناس من خلالها مخالفة القانون، وعدم احترام دستور الدول.

الجريدة الرسمية