رئيس التحرير
عصام كامل

"جار الشيطان".. وعار الكويت !


كان عام 74 عام إعلان الانقلاب الحقيقي على جمال عبدالناصر.. لم يصدر كتاب "عودة الوعي" لتوفيق الحكيم فقط.. وإنما صدر كتاب آخر كان في حقيقة الأمر أخطر منه وهو كتاب "حوار وراء الأسوار " لجلال الدين الحمامصي.. اتهم الحمامصي جمال عبد الناصر بالاختلاس صراحة !!! وقال إن شيكا بعشرة ملايين جنيه من العاهل السعودي دخل حساب عبد الناصر الشخصي ولم يدخل حساب الدولة !!!! 



قامت الدنيا ولم تقعد.. وأجري تحقيق في الأمر وانتهي إلى اعتذار الحمامصي لعدم علمه بتفاصيل العمل داخل رئاسة الجمهورية وظهرت الحقيقة للجميع.. القصة شهيرة ومعروفة ما يعنينا فيها هو رد الفعل العربي.. رد الفعل الخليجي تحديدا.. وللتحديد أكثر فأكثر رد الفعل من الإمارات والكويت وبعض الرموز الخليجية المعروفة.. أمير الكويت ورئيس الإمارات الشيخ زايد وما تسرب عنهما يقول ملخصه "إن اتهامات في القاهرة تطول ذمة الزعيم الكبير.. وهذا يغضبهم جدا ولا يقبلونه.. ولا يليق بزعيم العرب.. وأنهما على استعداد أن يتكفلا ماليا بالأمر كله أن تطلب الأمر ذلك "!.

لماذا نعيد التذكير بذلك؟ لسبب بسيط جدا وهو أن التاريخ يعيد نفسة بعد أربعين عاما بالتمام والكمال من المشهد الأول.. لتشتد الحملة من جديد على جمال عبد الناصر في وقت يبحث الناس عنه وعن طريقه والأهم أنه في رحاب ربه منذ 43 عاما بالتمام والكمال.. وها هي الاتهامات لا تأت من القاهرة هذه المرة.. وإنما من الكويت نفسها.. التي ثار حكامها وشيوخها غضبا وحرصا على سمعة وشرف زعيم العرب.. وهذه الثورة اليوم أولى.. على الكويت الشقيقة وشعبها الشقيق وأسرتها الحاكمة التي نعرف اعتزازها واحترامها وحبها للزعيم الخالد وسيرته أن تتدخل وتوقف مهزلة جريدة " السياسة " الكويتية ورئيس تحريرها.. على الكويت أن تتبرأ من عار نقل صحيفة تحت الاشتباه.. عن رجل في شيخوخة مميتة يحمل غلا وحقدا ضد بلده وقد أبعد عنها قبل أربعين عاما أيضا وبالصدفة في العام نفسه لتدشين حملة التشويه الكبيرة ضد زعيم العروبة!!!

الآن نسأل سؤال الموضوع.. كيف انتقلت مذكرات " شمس بدران" من حيازة " الأهرام " التي اشترتها وتمتلك وحدها حق نشرها وما فيها مكتوبة أو مرئية أو مسموعة - وقد قلنا تفاصيل ذلك بمقال الأمس - إلى صحيفة السياسة الكويتية؟؟ كيف تسمح الأهرام بالعبث والنقل أو السماح في التصرف نقلا عن مذكرات شخص مخبول ومشبوه يثرثر بكلام منحط لا دليل واحد عليه ولا مستند ولا وثيقة؟ 


معلوماتنا تقول إن الحلقات عرضت على رجل الأعمال نجيب ساويرس ورفضها.. وأن إبراهيم المعلم فاوض "بدران " في لندن على شراء المذكرات منافسا للأهرام وأنه عرض تحديدا 300 ألف دولار ثمنا لها وأنه أرسل بالفعل "شريف المعلم" الذي اتفق على كل شيء وفجأة عاد دون أي شيء.. في حين تقول المعلومات إن الجزيرة دخلت على خط المفاوضات وأنها اشترطت أن يتم تنقيتها ليرفع منها ما يطول دولا بعينها وأن تتوقف الحلقات على الهجوم على جمال عبدالناصر وحده!!! وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه في الجزء الأول من الموضوع والذي بدأناه بمقال الأمس من أن جهة عليا في البلاد ترفض المذكرات وتحاصرها.. فكيف إذن تسربت إلى "جار الشيطان" ؟؟؟ 

من يجيب في مصر أو في الأهرام عن السؤال اللغز ؟؟!!!
غدا.. هل كان عبد الناصر يشاهد بانتظام الأشرطة الجنسية لسعاد حسني فعلا؟!!

الجريدة الرسمية