أوكرانيا تتحول إلى "غابة من الجواسيس"..إسرائيل تعترف بالدفع بـ"ميليشيا" لتأجيج الاحتجاجات.. مندوبها "برنار ليفى" ظهر في كييف..وخبراء: الحرب الباردة عادت وتحريك إعلام"تل أبيب" لمساندة المعارضة ضد روسيا
تتابع إسرائيل عن كثب تطورات الأزمة الأوكرانية، وقد شكلت الجهات الأمنية والاستخباراتية في تل أبيب فرق متابعة لرصد تداعيات الأحداث في أوكرانيا منذ اندلاعها، الأمر الذي يلوح بمدى أهمية هذه المنطقة بالنسبة للكيان الصهيونى، ويطرح تساءل حول ما الدور الذي تلعبه إسرائيل هناك.
تضم أوكرانيا عددا ليس بالقليل من اليهود والبالغ عددهم 300 ألف يهودى، وكعادة اليهود منذ نشأتهم فهم معروفون بنشر الدسائس والفتن داخل المجتمعات التي يعيشون فيها، فقد اتهمهم المواطنين الأوكرانيين بالتورط فيما يجرى في البلاد، وهو ما تسبب في نشر عبارات معادية كـ "الموت لليهود" من قبل الأوكرانيين على المعابد اليهودية في أوكرانيا.
ناهيك عن الانحياز الإسرائيلى للمعارضة الأوكرانية والذي يظهر في التقارير الإخبارية التي تبثها وسائل الإعلام الصهيونية، إلى جانب دور المنظمات اليهودية في أمريكا ودعمها للمعارضة والمطالبة بقوى ليبرالية مدعومة من الغرب تهدف لأحداث التغيير، بالإضافة إلى ظهور عراب الفوضى في العالم وشيطان الربيع العربى، المفكر الفرنسى الصهيونى "برنار ليفى" الذي برز نجمه وسط تظاهرات الأوكرانيين مثلما اندس وسط متظاهرين التحرير في 2011.
مع العلم أن صحيفة “هاآرتس” العبرية قد نشرت تقريرًا تمحور حول مشاركة جندي سابق في "جيش الاحتلال الإسرائيلي" بقيادة ميليشيات شاركت في "الثورة الأوكرانية" التي قادتها المعارضة المقربة من الغرب في هذا البلد.
ولم تفصح الصحيفة عن اسمه ولكنها ألمحت إلى دور هذا الجندي في المشاركة العسكرية بالانقلاب ضد السلطات الشرعية في أوكرانيا، بهدف تدمير نفوذ روسيا في المنطقة.
فيما يرى المحلل الإسرائيلى "دان مارجليت" في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن التردد الأمريكي في كييف يضعف نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكى يجلس في الغرب وقلبه في الشرق، فهو مع ضيفه حاليًا بنيامين نتنياهو، في واشنطن وعقله شارد فيما يجرى في كييف وشبه جزيرة القرم، وخاصة موقف روسيا من الأزمة الأوكرانية.
وأضاف: أن بوتين يقود الغرب حاليًا تماما كما فعلت الأنظمة الفاشية في الثلاثينيات، مشددًا على أن نهج موسكو في كييف نابع من ثقته أن كلا من واشنطن ولندن وباريس وبرلين لن تجرؤ أن تحرك ساكنًا.
أما الكاتب الإسرائيلى "بن تسيفى" فيقول في مقال في الصحيفة ذاتها: إن المواجهة بين أوباما وبوتين على أوكرانيا غير متكافئة، معتبرًا أن التحذيرات الأمريكية الأخيرة الموجهة ضد التدخل الروسي الذي يصعد الأمور في شبه جزيرة القرم، يبدو مجرد كلام فارغا وانفعاليا، وكان من الأفضل عدم سماعه، ولن تؤثر التهديدات ضد روسيا على قراراتها.
وبالنسبة للكاتب الصهيونى "تشيلو روزنرج" فصرح في مقال بصحيفة "معاريف" بأن روسيا لن تضيع فرصة استراتيجية مهمة مثل أوكرانيا التي ليس لديها إمكانية واقعية لفك الارتباط عن روسيا، ومن جهة الغرب فإن هذه الدولة لها أهمية كبيرة كونها جسرا للعبور إلى الشرق الأوسط.
واعتبر "روزنرج" أن الثورة الأوكرانية هى انتصار للديمقراطية ضد الديكتاتورية، ولكن روسيا لن تتخلى عن أوكرانيا بسهولة حتى لو تطلب الأمر حربا ضروس، ومن يعتقد غير ذلك فهو يعيش في وهم، معربًا أن الدلائل تشير إلى عودة حقبة الحرب الباردة.