رئيس التحرير
عصام كامل

فن صناعة الأعداء


تهنئتى القلبية لرئيس البلاد هو وعشيرته ومرشده العبقرى، الذين استطاعوا خلال تلك الشهور القليلة أن يجمعوا الشعب المصرى كله على عدائهم، والغريب أن الأحزاب السلفية وعلى رأسها حزب النور، ومن سانده ليطبق على أنفاسنا، ومن ساندوا حزبه الميمون فى الهيمنة على مجلس الشعب المنصرم، ومجلس الشورى الذى لا يزال كاتمًا على مراوحنا انضموا هم أيضًا إلى جبهة الإنقاذ هربًا من أن يوصموا بالعناد والبلادة.


لعل مبادرة السيد "يونس مخيون" رئيس حزب النور تكون بصيصًا من نور يمحو الغشاوة من عيون المرشد، وجماعته، ويستعيذون بالله من علم لا ينفع، ونفس لا تشبع، ودواء لا ينجع، ويتوقفون عن هذا التخبط السياسى المختل الأهوج، الذى سيؤدى بمصر وأهلها وهم فى المقدمة إلى الهاوية.

إن وقت المحن والأزمات يحتاج إلى فكر يختلف كثيرًا عن هذه العبثية السياسية التى افتقدت المصداقية، والانضباط والرؤية، يحتاج إلى فكر يحترم استقلالية القانون الذى تغول عليه الرئيس بتنحية النائب العام عنوة ليحل محله من يوافق هواه.

متى يقتنع الرئيس ومرشده وجماعته أن فصيلًا واحدًا بمواصفاتهم هذه لن يستطيع أن يحكم ويدير بلدًا بحجم مصر.

متى يتذكر الرئيس وعده أن يكون رئيسًا لكل المصريين فاستبدل بهم خمسة ملايين ملتحٍ من عشيرته، وقبيلته سائرًا على درب «اتمسكن لما تتمكن».

متى يتذكر الرئيس قسمه بأن يسترد حق شهداء الثورة حتى يشفى قلوب ثكالى الأمهات، والزوجات، فكان أن ضاعف عدد الشهداء، وزادت أعداد الثكالى، ومتى يتذكر قسمه بأن يحترم الدستور الذى فصله على هوى عشيرته.

أخطاء الرئيس وجماعته لا تعد ولا تحصى، وليس المجال الآن للبكاء على اللبن المسكوب، لكننا سنبكى كثيرًا إذا استمرت سياسة الاستقواء بالصندوق، واتخاذه ذريعة للاستحواذ، والسيطرة، وإقصاء كل فصائل الشعب الذى لن يستكين للدكتاتورية مرة أخرى، وأستعيذ بالله من نفس لا تشبع.

الجريدة الرسمية