عاشور بوراشد لـ"فيتو": العلاقات (الليبية - المصرية) جذورها متشعبة وممتدة تاريخيا.. النسيج الاجتماعي بين البلدين حائط صد ضد الخلافات.. وما يحدث للعمالة المصرية سببه عدم اكتمال بناء المنظومة الأمنية
تشهد العلاقات المصرية - الليبية، اهتزازة كبرى خلال هذه الفترة الحرجة في تاريخ البلدين والجارتين الشقيقتين، في ظل تراشق إعلامي من كل جانب، فمن ناحية تطالب طرابلس القاهرة تسليم رجال القذافي، ومن ناحية أخرى بدأت مصر تشعر بحالة من الاستياء على خلفية واقعة اختطاف عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية، ووصولا إلى استهداف العمالة المصرية، التي نتج عنها حتى الآن مقتل 7 مصريين أقباط، وإصابة آخر.
وحول الأوضاع الأخيرة ومستقبل العلاقات المصرية - الليبية، قال السفير عاشور بوراشد مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية ـلـ"فيتو": إنه لا خوف على العلاقات المشتركة القاهرة وطرابلس، برغم الأوضاع الأخيرة.
وشدد بوراشد على عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين، مؤكدا أنها ضاربة بجذورها في التاريخ، وتعززها العلاقات الاجتماعية والبينية التي تربط الشعبين المصري والليبي.
ويرى بوراشد، أن الأزمات الأخيرة سببها الأوضاع التي تمر بها البلدين بعد ثورتيهما، وأنه سواء كان هناك تأثير في الجانب المصري أو الجانب الليبي، فإن هذه الأمور لن يكون لها أثر على الأرض لتفهم الجانبين حقيقة الأوضاع التي يعيشها كل منهما.
وأوضح أن النظام الليبي السابق لم يستطع أن يوقف العلاقات الشعبية بيننا، ومن ثم فلا أحد يستطيع أن يضر هذه العلاقة، أو يؤثر عليها لطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربط الشعبين، فهناك علاقات تربط الغرب المصري بالشرق الليبي، وهذا الواقع شكل علاقة لها أصولا جغرافية وتاريخية ثابتة، فشلت السياسة على مدى عقود في تغييبها.
وفيما يخص الأوضاع في ليبيا، والتي تتأجج بين حين وآخر.. أشار الدبلوماسي الليبي إلى أن بلاده لا زالت تعيش في المرحلة الانتقالية، وأن ما تشهده سببه الغياب الأمني؛ نظرا لعدم اكتمال بناء منظومة الأمن.
لافتا إلى أن ليبيا تسير إلى مرحلة جديدة في إطار صياغة دستورها والاستفتاء عليه، موضحا أن هذا الأمر سيشكل تطورا مهما على صعيد الوضع السياسي؛ ليبقى الوضع الأمني هو الشاغل والهدف خلال مراحل بناء الدولة.
وأشار إلى أن ليبيا ترحب بالمشاركات المصرية والعربية لاستعادة المؤسسة الأمنية لحضورها في ليبيا، ولبنائها بصورة تمكنها من البدء في مرحلة بناء دولة قوية.