رئيس التحرير
عصام كامل

الجارالله ومذكرات "شمس".. "الشيطان" لا يزال حيا !


لم يكن الأمر فى تقديرنا صدفة.. ليس فى أى شيء جرى مع " شمس بدران " أو منة صدفة.. لا نشر عناوين لمذكراته فى صحيفة "السياسية" الكويتية صدفة وما فيها من اتهامات وقحة للزعيم الخالد جمال عبد الناصر.. ولا شراء المذكرات ذاتها من مؤسسة الأهرام فى خريف 2010 صدفة.. كان الشيطان وراء الصدفة الأولي.. وكانت الأجهزة المصرية اليقظة وراء الصدفة الثانية.. وإليكم التفاصيل فى السطور التالية التى تحمل سيناريو واحدا ووحيدا وهو وفقا لما نراه كان كما يلي:


نعود إلى الوراء.. أربع سنوات إلى الخلف حيث عام 2010.. معلومات ترد إلى الأجهزة المصرية المعنية تفيد بأن المدعو شمس بدران وزير الحربية المصري الأسبق وأحد أبرز رجال المشير عامر يعرض مذكراته للبيع وأن الرجل فى شيخوخته  ولحساسية الموقع الذى كان يشغله فلا يمكن التنبؤ بما فى مذكراته من معلومات أو اتهامات بغض النظر عن صحتها أو دقتها.. وأنها ربما قد تكون فى طريقها إلى النشر.. وإن الخوف أن يكون النشر من نصيب إحدى دور النشر الأجنبية أو المعادية بما يعطى المذكرات أبعادا جديدة خصوصا أن الرجل لا يملك إلا الثرثرة فلا وثائق لديه ولا مستندات وفى الثرثرة تكون المصائب الكبرى!.. فضلا عن أن بدران يمتلك حاسة أمنية كبيرة دفعته لأن تكون المذكرات سرية وأن منها أكثر من نسخة على سبيل الاحتياط وأنها فى أماكن لا يعلمها إلا هو..


لا نعرف إن كانت الأجهزة المعنية طلبت من مؤسسة الأهرام التعامل مع الأمر لما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد أم ساقت إليها التفاصيل دون تدخل أم أمر آخر.. ما يعنينا فى الأمر أن الأهرام تدخل على خط العروض المقدمة لبدران وتفاوضت معه من باب أن نشر المذكرات فى مصر يحقق الغرض منها ويوفرها مباشرة لقارئها الأصلى المستهدف.. ودارت المفاوضات وانتهت بعد جهد إلى دفع مبلغ لم يثبت حتى الآن إلا أنه يتراوح بين الـ 170 ألف دولار وبين مليون دولار كاملة خلاف العائد من تحويلها إلى حلقات مصورة أو أن ينفرد الأهرام بعائد التوزيع التليفزيونى وأن يكون النشر والإذاعة حصريا..


كان الدكتور عبد المنعم سعيد هو رئيس مجلس إدارة الأهرام وقتها.. وكانت المفاوضات وخصوصا لتلفزة المذكرات من نصيب وكالة الأهرام للإعلان وكان رئيسها حسن حمدي.. ومديرها العام عاصم خليفة.. وفى الأهرام تم تفويض فريق عمل مكون من أحمد الزيان مدير برامج الوكالة وبروديوسر الوكالة طارق عثمان ومدير إنتاجها رأفت عبدالله.. وبالفعل سافر الجميع إلى لندن لتصوير الحلقات ومعهم حازم العتر مدير تصوير قطاع الأخبار المعروف.. وعلى مدى أيام فى لندن عاد فريق العمل بالحلقات التى تجاوزت الثلاثين من خلال 60 ساعة مسجلة يتم توزيعها بمعرفة الوكالة وتحويلها إلى حلقات تباع بدورها إلى مختلف الفضائيات..

سجلت الحلقات بتقديم محمد الصباغ مدير عام روزاليوسف السابق فى أول تجربة للتقديم التليفزيوني.. وهو ما يطرح عدة أسئلة مهمة منها: 
كيف يمكن أن تمنح الأهرام الفرصة لمدير عام مؤسسة صحفية كبرى يكتب فيها دون سابق خبرة كافية بالتقديم التليفزيونى ومن دون أى شهرة سابقة فى الأمر.. والسؤال أيضا: كان على خط الاتصالات الإعلامى يسرى فودة.. وقد طلب أن يقوم هو بتسجيل الحلقات بنفسه.. وكان - هو نفسه - قد صرح وقتها بأن المذكرات ستحوى أسرارا خطيرة غير سياسية وغير عسكرية!! وكان قد عاد إلى القاهرة بعد رحلة ناجحة فى الجزيرة وغيرها والسؤال: كيف تفضل الأهرام عليه محمد الصباغ - مع احترامنا الكامل له - وفودة هو الأفضل والألمع والأكثر جماهيرية خصوصا فى فضائيات الخارج وهى تحتاج إلى ذلك لبيع حلقاتها التى كلفتها وفقا لمصادر مطلعة 8 ملايين جنيه ؟ وكيف يطلب أجرا يصل إلى 300 ألف جنيه فى الحلقة فتعرض عليه الأهرام ألفى جنيه فقط !!!!؟؟

 
الاستنتاج الوحيد: الأهرام اشترت المذكرات لتموت عندها وتدفن بداخلها أو على الأقل تنشرها بعد تهذيبها ومراجعتها وتنقيحها وتنظيفها من إنتاج شيخوخة رجل لا يزال يحمل حقدا ضد بلده الذى طرد منه قبل 40 عاما فى صفقة ربما لم تكن بريئة!! 


" غدا نستكمل وتفاصيل مثيرة ولماذا اشترت الشروق المذكرات وتراجعت؟! ولماذا رفض ساويرس عرض الحلقات وقصة دخول الجزيرة على خط المفاوضات في: "جار الشيطان وعار الكويت ".

الجريدة الرسمية