رئيس التحرير
عصام كامل

محنة الأقباط وحقيقة التغيير


وتيرة العمل الحقوقي المناهضة للظلم والتعصب والتهميش لم تتغير منذ أن بدأ الرواد رحلة كفاحهم وهى تجابه بأربعة أساليب:-

أولا: إنكار المشكلة من أساسها.


ثانيا: البحث عن مخرج مقبول مثل ادعاء الجنون الذي يصيب الجانى الذي يستهدف الأقباط دون غيرهم !!

ثالثا: تشويه المجنى عليه ماديًا ومعنويًا.

رابعا: تعميم الاتهام على كل النشطاء الأقباط "أقباط المهجر" بوصفهم خونة وعملاء..

رغم أن الأقباط هم من بدءوا الشرارة الأولى لثورة يناير بعد حادث العمرانية ومذبحة كنيسة القديسين إلا أنهم دفعوا الضريبة الأكبر لإنقاذ مصر على سبيل المثال حرق 80 كنيسة وسلب ونهب وحرق 970 منزلا وتدمير 37 صيدلية و3 سفن نيلية والعديد من الأملاك علاوة على عدد كبير من مصادر رزقهم على أمل أن ينالوا حقوق المواطنة الكاملة وتصبح مصر أما حاضنة لجميع أبنائها بلا تفرقة في الشكل أو اللون أو المعتقد.. لذلك ضحوا بنفوس راضية وقدموا شهداء في كل بقاع مصر مع إخواتهم المسلمين على أمل في غد أفضل.

وتحولت جميع المنظمات القبطية في المهجر إلى خلية نحل تسعى بكل الطرق لإيقاف المخطط الأمريكى القطرى التركى لهدم مصر بإيضاح للعالم أن ما حدث ليس انقلابا.. إنما ثورة شعبية وأن الجيش لم يقو على عزل الفاشي إنما أجبره نزول 40 مليونا على ذلك فعلى سبيل المثال شارك اتحاد المنظمات القبطية بـ 7 جلسات في البرلمان الأوربي منهم جلسة هامة مع رئيس لجنة شئون العلاقات الخارجية أولمر بروك بحضور عدد كبير من البرلمانيين في البرلمان الأوربي من هولندا وإنجلترا وألمانيا واليونان والنمسا..

وبجلستين في الأمم المتحدة مؤتمر الأقليات بجنيف أمام دول العالم.. 193 دولة علاوة على 9 مؤتمرات صحفية للإعلام الألمانى والغربي بمدن ألمانيا كولن وبون وديزيل دورف مع الجمعية الدولية الألمانية لحقوق الإنسان لتعضيد مصر في المرحلة الحرجة التي تتطلب كل سواعد أبنائها الشرفاء.

عشنا بالأمل على أغان وطنية "تسلم الأيادى" وكلمات خطفت لباب الشعب المصرى على أمل أن تعود الكرامة والمساواة والعدل لكل المصريين ولكن بالكلمات وحدها لن تبنى مصر.. أين الوعود..أين المساواة أين العدل؟

عشنا على أمل تغيير النظام تغيير حقيقي في مسلكه على أرض الواقع ولم نتوان بالوقت والجهد والمال للمسئولية الوطنية التي نحملها بحب على أكتافنا لأجل وطننا مصر وفى نفس الوقت راقبنا بدقة كل الأحداث لنتأكد ونجيب عن السؤال الهام هل هناك تغير حقيقي في وضع الأقباط ؟

الواقع يجيب.. أحداث جسام حدثت خلال الفترة السابقة منها على سبيل المثال.. قتل الأسرة الكاملة في مذبحة بالإسكندرية وشهداء مصر السبعة الأقباط في ليبيا والشهيد الثامن على يد جماعة أنصار الشيطان.. وأدركنا أن النظام لم يتغير إلا في الأشخاص فقط.. أما السياسات فأصبحت أكثر قبحا وفجاجة.. فعلى سبيل المثال

أولا سياسة الإنكار والاستهتار.. تصريح السفير بدر عبد العاطى في وقت لم تجف فيه دماء شهداء مصر الأقباط بأن الحادث ليس طائفيا !! في إسلوب ينم عن عنصرية وإهمال ولا مبالاة..

ثانيا تشويه المجنى عليهم.. كان النظام السابق يعمل على التشويه الأدبى أو المادى ولكن سلوك مذبحة الأقباط في الإسكندرية أكد أن التغيير في استحداث نوع جديد وهو تشويه الأقباط أخلاقيا.. وعلاقات محرمة.. وفيلم سىء الإخراج لظابط مباحث مع متهم بالقتل يدركه الطفل الصغير.

ثالثا تشويه الأقباط ما زال قائما ومحاولة استقدام الإعلام لعدد من رموز الخيانة لإنكار الحقائق وترك الصوت الوطنى والتركيز على تشويه الأقباط.

كم كان اشتياقنا أن نتحدث عن مصريين بلا خلفيات دينية.. كم كانت أحلامنا أن نمد أيدينا ونصافح من أساءوا إلينا كم كان أملنا في تغيير حقيقي في الممارسات على أرض الواقع..

ولكن للأسف وسط الظلم وسط العنصرية وسط التطرف لابد أن تصرخ بأعلى صوت في أركان العالم أن النظام لم يتغير فهو صامت عديم الحس تجاه شهداء الأقباط بل مشارك بصمته بإهماله بمسئوليته أيضا.

أخيرا تتضح العنصرية في أقبح صورها إذا قورنت شهادة قبطي بشهادة مسلمة هل تتذكروا ماذا فعلت مصر في قضية اغتيال مروة الشربينى " شهيدة الحجاب ".. كيف كرست خارجية مصر كل إمكانياتها لشهيدة الحجاب راجع تصريح بدر عبد العاطى في قضية اغتيال الأقباط السبعة لتدرك العنصرية في أقبح صورها.





الجريدة الرسمية