المعاقون ذهنيًا طاقة بشرية عظيمة
أسعدنى كثيرًا حضور مؤتمر في فندق الفورسيزون نيل بلازا- قاعة النيل يوم السبت السابق وقد دُعيت لحضور هذا المؤتمر من قبل الأستاذة ماجدة سامى رئيس مجلس أمناء مؤسسة ابتسامة. وكان المؤتمر بخصوص توقيع مذكرة تفاهم لتأهيل وتوظيف ذوى الإعاقة في القطاع السياحى بالبحر الأحمر.
وقد حضر المؤتمر الدكتور يوسف القريوتى مدير مكتب منظمة العمل الدولية وفريق العمل اللائق لشمال أفريقيا بالقاهرة.
وكذلك سيادة اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر. وكان محاور المؤتمر الأعلامى اللامع أسامة كمال.
وأعجبنى بل أبهرنى تلك المبادرة لإدماج الشباب ذوى الاحتياجات الخاصة بقطاع السياحة والفنادق بمحافظة البحر الأحمر.
وقد كُرمت المنشآت التي شاركت في مبادرة " الحق في حياة كريمة" فقد تم عرض تلفزيونى عن عمل هولاء الشباب داخل عملهم في الفنادق مع عرض مقابلات تليفزيونية مع ذويهم وعرفنا أن هؤلاء الشباب استطاعوا من خلال عملهم أن يكونوا طاقة عاملة تعيل أسرهم الفقيرة.
وقد وضح وشرح مديرى الفنادق الذىين يعملون بداخلها أن هؤلاء الشباب بعد تلقوا تدريبهم في أعمال الهوس كيبنج (نظافة الغرف) والأستيورات(غسيل الأطباق بالمطبخ) أن عملهم يتم بإتقان من بداية العمل ولا ينقص بل يزيد في نهاية العمل بلا شكوى أو ملل.
فهم يتقنون ما يتعلمون ويتفوقون على نظائرهم غير المعاقين وأننى أتمنى أن تعمم هذه التجربة في كل محافظات مصر في عدد أكبر من القطاعات الزراعية والصناعية بخلاف السياحة.
وليس فقط مع الشباب المعاقين ولكن أيضًا مع أطفال الشوارع حتى نحولهم إلى طاقات نافعة يستفيد الوطن منها وياليتنا نعتمد اعتماد كبير جدًا على هؤلاء أصحاب الإعاقة وأطفال الشوارع في العمل داخل المنشآت السياحية والصناعية داخل مدن جديدة تنشأ خصيصًا لهذا الغرض.
فما رأيته كان حلما أراه يتحقق أمامي لذلك لا أمنع نفسى من أن أحلم وأطير بجناحى أحلامى إلى أعلى ما يتوقعه بشر ربما يمد الله في عمرى لأرى تحقيق ما كان حلما صعب المنال في الماضى.
فكل ما نستمتع به من اختراعات واكتشافات كانت في يوم من الأيام حلما صعب المنال ولكن أصحاب الهمم والذين في قلوبهم حب لتراب هذا الوطن سعوا بكل ما أعطاهم الله من قوة وصبر لتحقيق أحلام الشعوب.
آه وألف آه لو تكاتفنا جميعًا ووحدنا الهدف ليكون بناء مصر ورفعتها ونهضتها وتقدمها لحققنا المستحيل.
فنحن في احتياج دائم لهؤلاء الشباب نعم نحن الذين نحتاجهم لا هم. فهم في عالمهم الخاص الذي يفتقد للطموحات والصراعات والأحقاد التي تدمر الأمم.
ولكونهم لديهم استعداد كبير جدًا للتعلم والتدريب وإتقان العمل والصنعة لا من أجل شيء إلا أنهم لايملكون غير إتقان ما يصنعون والفائدة الكبرى ستعود علينا والفائدة المادية ليس لهم بل لأسرهم الذين يعولهم هؤلاء. فمن الرابح إذن نحن أم هم؟
فالمعاقون ذهنيا هم قوة بشرية ملائكية بطبعها لا يحاسبون يوم القيامة يدخلون أهلهم جنات الفردوس ويعولوهم في الدنيا فهم يعطون ولا يأخذون.
لو استطعنا الاستفادة بكل ما نملك من موارد، والله لأصبحنا في مقدمة الأمم، لك الله يا مصر ووفقك الله ورعاك.