رئيس التحرير
عصام كامل

الصهاينة يحكمون العالم من واشنطن.. نتنياهو يلتقي أوباما ويحضر الاجتماع السنوي لـ الإيباك.. الملف النووي الإيراني والقضية الفلسطينية على رأس أولويات الزيارة.. لقاء السحاب يحسم مستقبل المفاوضات

أوباما ونتنياهو
أوباما ونتنياهو

إسرائيل الابنة المدللة للولايات المتحدة الأمريكية سعت منذ زمن لتصبح قوة مسيطرة على جميع الجبهات، نجحت في السيطرة على البيت الأبيض والمؤسسات التشريعية وكذلك التنفيذية، ووظفتها جميعًا لخدمة مصالحها وأهدافها، ولكن تظل منظمة إيباك أحد أهم الأذرع الصهيونية التي تؤثر في قرارات الكونجرس الأمريكي لتحريك العالم.


الإيباك (AIPAC) لجنة الشئون العامة الأميركية- الإسرائيلية توصف بأنها أهم وأقوى لوبي صهيوني في الولايات المتحدة الأميركية، وهى اختصار American Israel Public Affairs Committee، وتجتمع هذه اللجنة سنويًا لتناقش العديد من القضايا، ويتحكم أعضاؤها الصهاينة في القرارات التي تصدر من واشنطن.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين ننتنياهو اتجه اليوم الأحد إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحضور مؤتمر "الإيباك" الخامس بزعامة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والذي بدأت فاعلياته اليوم في واشنطن، ومن المقرر أنه يلقي كلمة أمام "الايباك" الثلاثاء القادم.

وأضافت الصحيفة أنه يشارك في مؤتمر الإيباك مسئولو إدارة أوباما، بما في ذلك وزيرة الخارجية جون كيري ووزير المالية جاك ليو، ومجموعة من أعضاء الكونجرس الذين من المتوقع أن يتحدثوا في المؤتمر ليعلنوا عن العلاقة الأبدية التي تربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويرافق نتنياهو في الزيارة وزيرة القضاء "تسيبي ليفني" ووزيرة الثقافة والرياضة "ليمور ليفنات" ووزير العلاقات الدولية "يوفال شتاينتس" ووزير السياحة "عوزي لاندو" ونائب وزير الخارجية "زئيف ألكين، وسيستغل "نتنياهو" المؤتمر في الترويج لتشجيع السياحة والاستثمار والاقتصاد في تل أبيب.

وتهدف "إيباك" لتقديم الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني الموجود على أراضي فلسطين المحتلة، ولا تضم أعضاء من اليهود فقط بل يوجد بها أعضاء من الجمهوريين والديموقراطيين، وتلعب دورًا هامًا في اختيار المرشحين والمشرعين للكونجرس والذين يتوجب نجاحهم تنفيذ الأجندة الصهيونية، أما إذا حادوا عن ذلك فيحل غضب إيباك عليهم.

ويعود تأثير النفوذ اليهودي على القرار الأميركي لقرون بدأت مع بداية هجرة اليهود إلى أمريكا، فحينما قامت الثورة الأمريكية في القرن الثامن عشر ضد الاحتلال البريطاني، كان هناك ربع مليون يهودي في الولايات المتحدة أيدوا جميعهم الثورة الأمريكية لأن نجاحها يعني نقل النفوذ والسلطة من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، وهذا بالطبع في صالح اليهود الذين عملوا في مجال التجارة آنذاك

وسرعان ما طرق اليهود أبواب السياسة، فبعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية وتولي "إبراهام لينكولن" رئاسة الولايات المتحدة قام باتخاذ قرارت تخدم مصالح اليهود الأمر الذي كان بادرة صداقة بينهما، ومنذ ذلك الوقت بدأ تكتل أصوات اليهود يذهب لصالح الحزب الذي يؤيد المصالح اليهودية ويناصرها.

إذا فإن غرس اليهود داخل المؤسسات صاحبة القرار في أمريكا ليس أمرًا وليد اللحظة وإنما له جذور، حيث بذل اليهود قصارى جهدهم منذ أمد للسيطرة على مراكز النفوذ في أمريكا حتى يكون لهم اليد الطولى في القرارات السياسية، وتطور هذا الدور إلى بروز نجم منظمة "إيباك" التي من المقرر أن يتطرق نتنياهو خلال خطابه القادم أمامها إلى أزمة المقاطعة ضد إسرائيل، مع العلم أن القضية النووية تقف على رأس جدول أعمال المؤتمر، ويليها القضية الفلسطينية.

وترى "يديعوت" أن الانقسام السياسي الدائر بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، لن يؤدي للوصول إلى تشريعات هامة حول الملف النووى الإيراني، على الرغم من أن نتنياهو قرر تشديد موقف إيباك بشأن الملف الإيراني لإبقاء الضغط على إدارة أوباما في ما يتعلق بإيران.

وتستغرق زيارة نتنياهو لواشنطن ستة أيام يركز خلالها على "اتفاق الإطار" الذي طرحه وزير الخارجية "كيري"، كما أنه من المفترض أن لقاء أوباما ونتنياهو سيحسم مستقبل المفاوضات وفقًا لـ إيتان جيلبوا خبير العلاقات الأميركية الإسرائيلية في جامعة بار إيلان .

وعلمت القناة الثانية الإسرائيلية من مصادر مقربة من مسئولي الأمن في إسرائيل بأنه في الوقت الذي يتجه فيه نتنياهو إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية، فإن الإدارة الأمريكية قد مارست ضغوطًا كبيرة في الآونة الأخيرة على إسرائيل من أجل وقف عمليات الاغتيالات في إيران، فيما قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن نتنياهو يتجه إلى واشنطن وليس لديه أي نية لتجميد البناء في المستوطنات، معتبرًا أن إسرائيل لم ولن تخضع لأي ضغوط .

ويتضمن جدول زيارة "نتنياهو" إلى واشنطن لقاء الرئيس الأمريكي "أوباما" غدًا الاثنين، أما الثلاثاء صباحًا فسيلقي خطابه أمام لجنة الإيباك، وفى المساء من اليوم ذاته يتجه لـ لوس أنجلوس بغرض الترويج للسياحة الإسرائيلية.

كما يلتقي الأربعاء مع عدد من أصحاب شركات التكنولوجيا المتقدمة في منطقة "وادي السليكون" بولاية كاليفورنيا، ومن بينهم مؤسسو شركتي "واتس اب" وآبل"وذلك ضمن سلسلة لقاءات تهدف لدعم الصناعات الإسرائيلية. أما يوم الخميس فسيلتقي الطائفة اليهودية في لوس أنجلوس، ويعود الجمعة إلى إسرائيل.

يذكر أنه على الرغم من نفوذ هذه المنظمة إلا أنها تمارس أساليب التجسس التي يقوم بها يهود أميركيون لصالح إسرائيل، ومن أبرز الأمثلة على ذلك فضيحة الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد الذي يقضى حتى الآن عقوبة السجن مدى الحياة داخل السجون الأمريكية منذ أكثر من 20 عاما، والذي طالبت إسرائيل بإطلاق سراحه مراراَ وتكرارًا لكن دون جدوى حتى الآن.
الجريدة الرسمية