"دمقرط" المربوط يخاف السايب!
فعلا عولمة.. هذا ما نراه بوضوح إزاء هذا الترابط العجيب والمثير بين ما يحدث في سوريا وما يحدث في أوكرانيا وليس بعيدا عن هذه الروابط ما يحدث في فنزويلا.. نحن أمام حالة خاصة من حالات الاحتلال الجديد والصراع الأممي بين قوى مختلفة تسعي للسيطرة على العالم وهذه المرة يكون الاحتلال بشعار "الدمقرطة " ففي مصر يطالب الأمريكان بعودة الإخوان إرهابيين كانوا أو غير ذلك، وذلك كله انطلاقا من شعار الديمقراطية والحوار وفى أوكرانيا تدور نفس الحدوتة ولا تختلف عنها في فنزويلا على أن الأبخس ثمنا ما يحدث في سوريا.. وكله تحت شعار دمقرط المربوط يخاف السايب!!.
نفس الكلام يطرحه وزير الخارجية الأمريكي حول ما يحدث في فنزويلا حيث يتحدث الرجل عن حوار بين الأطرف - هكذا يسميها - بالضبط كما يتحدث هنا في مصر عن حوار بين الأطراف وهو ذات الحديث الذي يُردد من الجانب الأمريكي حول ما يحدث في أوكرانيا.
العجيب أننا لم نفهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خليفة المناضل الثورى هوجو تشافيز عندما قال إنه قد يوقف بث قناة السي إن إن الأمريكية ولم نع لماذا قال الرجل هذا الكلام إلا بعد أن تابعنا كيف بثت القناة الأمريكية صورا لأحداث في مصر وسوريا وأوكرانيا على أنها أحداث عنف ضد المعارضة في فنزويلا !!
والأكثر عجبا أن القريحة الأمريكية لم تعد قادرة على افتكاس أو اختراع وسائل جديدة لخداع الشعوب رغم أن لديها أكبر مصنع للسينما في العالم وتزخر هوليوود بمخرجين عباقرة لا نري واحدا منهم في مركز اتخاذ القرار الأمريكى، حيث نعلن نحن شعوب العالم الثالث عن استعدادنا التام للانخداع شريطة أن تحاول الإدارة الأمريكية أن تبذل بعض المجهود تقديرا لعقولنا إذ من غير المستساغ أن تمرر فكرة احتلالنا وتدخلها في شئوننا بنفس الطريقة التقليدية القديمة عندما كانت تحتل الدول تحت شعار الحماية !!
ولا نعرف كيف سطت قناة "السي إن إن" الأمريكية على الاختراع الحصري لقناة الجزيرة المملوكة لدولة قطرائيل باعتبارها المتخصصة الوحيدة في فن التزوير والتضليل الساذج والسطحى وهي صاحبة بث صور سوريا باعتبارها أحداثا مصرية وهي التي كانت تبث صورا من ٣٠ يونيو باعتبارها مظاهرات تأييد للمعزول وهى -وما أدراك ما هي؟ هي صورة من صور الابتزال الإعلامي وصورة من صور العمالة لتل أبيب وواشنطن وهي صورة ممجوجة لكل صنوف الهوان العربى والنخاسة القطرية.
وبمتابعة تصريحات السيد جون كيرى يختلط عليك الأمر دون أن تفرق بين ما يخص سوريا وما يخص مصر وما يخص فنزويلا لدرجة أنني أعتقد أن الرجل يصدر تصريحا واحدا يعمم بكل اللغات مع ترك فراغ تكتب كل دولة فيه اسمها دون أن يكلف الوزير نفسه عناء كتابة الأسماء وعلي الجميع أن ينصاعوا لنموذج أمريكا الديمقراطي الذي يعني ببساطة شديدة أن نسلم بلادنا لواشنطن تسليم مفتاح ليكونوا الملاك ونحن المقيمون بعقود إيجار قانون جديد!!