رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر تفاصيل المكالمة بين الرئيسين الأمريكى والروسي.. «أوباما» يهدد موسكو بالعزلة الدولية لمدة 80 دقيقة.. و«بوتين» ينهى المكالمة في 10 دقائق بالتأكيد على حقه في حماية مواطنيه بأوكرا

فيتو

شهدت العلاقات الروسية الأمريكية صراعات خفية بين البلدين خلال الأعوام الثلاثة الماضية وخاصة فيما يتعلق بالملف المصرى والسورى، وسرعان كل من الدب الروسي والأمريكى إلى فرض نفوذه وتحسين علاقاته بالشرق الأوسط من خلال هاتين الدولتين.



لكن انقلب الوضع رأسًا على عقب وتحول الصراع الروسي الأمريكى للمواجهة الكاشفة عقب الأزمة الأوكرانية التي أطاحت بالرئيس وسط دعم روسى له من خلال أول محادثة فعلية بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين "هاتفية" استمرت 90 دقيقة لمناقشة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا حيث تضمن الاتصال تهديدات واضحة من أوباما وتحذيرات لبوتين بعزل روسيا دوليًا، في الوقت الذي أصر فيه الأخير على موقفه معتبرًا الأحداث الأوكرانية أمنا قوميا لبلاده وتدخلاته العسكرية في إطار القانون والاتفاقيات بين البلدين.

وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية بشدة روسيا، وطالبتها بسحب قواتها المنتشرة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، تحت طائلة مواجهة عزلة دولية وانعكاسات سلبية عميقة على العلاقات الأمريكية الروسية. 

وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا انتهكت القانون الدولي بنشرها قوات عسكرية في أوكرانيا، ودعاه إلى التفاوض سلميا مع السلطات الجديدة في كييف بشأن مخاوفه على الناطقين بالروسية في هذا البلد، بحسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض تميز بلهجة شديدة الحزم، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح البيان أن الرئيس الأمريكي قال لنظيره الروسي إن تحركات القوات الروسية في أوكرانيا تشكل "انتهاكا واضحا لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ما يمثل انتهاكا للقانون الدولي، بما في ذلك التزامات روسيا بموجب ميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة تدين التدخل الروسي في الأراضي الأوكرانية".. 


أكد الرئيس الأمريكى لنظيره الروسي أن الولايات المتحدة "تعترف بالروابط التاريخية والثقافية المتينة التي تجمع بين روسيا وأوكرانيا، وضرورة حماية حقوق الناطقين بالروسية والأقليات" في هذا البلد. 

وقال أوباما إنه إذا كانت لدى روسيا مخاوف حيال طريقة التعامل مع الناطقين بالروسية والأقليات في أوكرانيا فإن الطريقة المثلى لمعالجة هذه المخاوف هي في مخاطبة الحكومة الأوكرانية مباشرة". 

كما طالب أوباما نظيره الروسي ببدء "حوار بين روسيا والحكومة الأوكرانية بمساعدة دولية إذا لزم الأمر، والولايات المتحدة مستعدة للمشاركة فيها"، وكذلك فإن الرئيس الأمريكي قال بوضوح، إن مواصلة الانتهاكات لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها من جانب روسيا ستكون له تبعات سلبية على مكانة روسيا في الأسرة الدولية". 

وأوضح البيان أنه "خلال الساعات والأيام المقبلة ستجري الولايات المتحدة مشاورات طارئة مع حلفائها وشركائها في مجلس الأمن الدولي" وفي هيئات دولية أخرى. 

وتابع أنه خلال هذا الوقت "ستعلق الولايات المتحدة مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني"، التي تستضيفها مدينة سوتشي الروسية في يونيو، مؤكدا بذلك ما أعلنه مسئول أمريكي كبير الجمعة، عن إمكانية مقاطعة أوباما لقمة مجموعة الثماني ردا على التدخل الروسي في أوكرانيا. 

وأضاف البيت الأبيض في بيانه محذرا من أن "مضي روسيا في انتهاك القانون الدولي سيقودها إلى عزلة سياسية واقتصادية أكبر وبحسب مسئول في الرئاسة الأمريكية فإن المباحثات بين أوباما وبوتين كانت "صريحة ومباشرة". 

وبعد محادثة طويلة من قبل الرئيس الأمريكي كان رد بوتين مقتضبًا وناسفًا لما قاله أوباما ولم يقتصر أكثر من 10 دقائق، حيث أكد الرئيس الروسي على أن موسكو تحتفظ بحقها في حماية مصالحها والسكان المحليين الناطقين باللغة الروسية في حال انتشار العنف إلى المناطق الشرقية من أوكرانيا والقرم.

وأضاف بوتين أن الوضع أصبح خارجا عن المألوف في أوكرانيا، والخطر الحقيقي الذي يتهدد حياة وصحة المواطنين الروس على الأراضي الأوكرانية"، وكذلك "الأعمال الإجرامية للقوميين المتطرفين المدعومين من السلطات الحالية في كييف.

الجريدة الرسمية