بالفيديو والصور.. "الفن ميدان" يعيد لشباب التحرير إيمانهم بثورتهم المفقودة
ما أن تقترب بقدميك من ميدان عابدين حتى تلوح لك من هنا وهناك لافتات كبيرة يحملها الشباب عليها صور الشهداء مينا دانيال وخالد سعيد والحسيني أبو ضيف والشيخ عماد عفت، ومحمد الشافعي وغيرهم، فتتذكر ثورة مفقودة، وشبابا كفروا بالثورة ومبادئها وفقدوا أملهم في استرجاعها، وبقى لهم من أصدقائهم صور وذكريات حُفِرت في قلوبهم.
تجد في استقبالك الشاعر زين العابدين فؤاد من مؤسسي الفن ميدان، يلتقط لك صورة، حتى تبقى ذكرى لكل من خطت قدماه أرض ميدان عابدين مساء أمس يستمتع بليلة اندمجت فيها أغاني الراب مع الشعر مع الإيقاعات وموسيقى شيخ الفن النوبي أحمد منيب، والسيرة الهلالية.
فتستمع في البداية إلى فرقة الراب Egy Lions Family، ثم مجموعة من المقطوعات الإيقاعية الموسيقية مع فرقة "دومبك"، وكان لفرقة منيب حضور خاص فتواجد عدد كبير من أهالي النوبة يستمعون إلى أغاني تلهب شوقهم لبلاد الذهب، وأغاني "تعالى نلضم أسامينا"، و"الليلة يا سمرا" والتي التهب حماس الجمهور بعدها ليهتف "يسقط يسقط حكم العسكر" "شمال يمين خرجوا المعتقلين".
وما أن بدأت الفرقة غناء "على صوتك بالغنا" حتى تلمح في عيون شباب الثورة دموعا تحجرت تأبى النزول والاعتراف بالهزيمة، فرفعوا صور أصدقائهم المعتقلين، وتعالت الهتافات بأغاني الألتراس وهتافات الثورة، والهتاف للشهيد سيد وزة.
ثم أطلّ الشاعر محمود قمر بعدد من أشعاره في مزيج مع الراب وآلتيّ القانون والعود، ليُذكّر الشباب بمصر وهمومها، وبحقوق ضائعة، وشباب يرغب في التغيير، وبلاده لا تعطيه الفرصة.
وكان ختام الفن ميدان بالإنشاد الديني الأصيل فأبدع الشيخ ربيع زين ابن الشيخ زين محمود منشد السيرة الهلالية، ليغني من مربعات ابن عروس، إلى جانب غناء جزء من السيرة الهلالية، ورغم إلحاح عدد من حضور الفن ميدان على أن يغني "يبكي ويضحك" ألا أنه لم يغنها.
وكان والده الذي يعيش في فرنسا بعث برسالة لجمهور الفن ميدان يقول لهم فيها: إنه على موعد معهم الشهر المقبل في عيد ميلاد الفن ميدان الثالث ليغني لهم ما يحبونه، ويعوضهم فترة تواجده بفرنسا.
وبعدها يعود الشباب إلى بيته هاتفًا بأسماء الشهداء، ساخطًا على وطن لا يعرف هل يحبه أم يكرهه، ساخطًا على سلطة تقمعه، رافضًا لأن تموت ثورة دفع ثمنها فقدان "أغلى الصحاب".