رئيس التحرير
عصام كامل

خضنا الكثير من عمليات الانتخابات الديمقراطية في العراق

فيتو

  • العراق يقاتل الإرهاب بالنيابة عن دول العالم أجمع
  • الإرهاب في مصر والعراق واحد وأهدافه واحدة
  • القوة الأمنية المصرية أدرى بمن تضعه على لائحة الإرهاب بما يتماشى مع وضعها

أكد العميد سعد معن- المتحدث باسم الجيش والشرطة العراقية- أن الأوضاع الجارية في مصر الآن تتوافق مع أوضاع سابقة في العراق، خاصة فيما يتعلق بالعربات المفخخة والاغتيالات لرجال الأمن وغيرها من الأمور الإرهابية التي تعيشها مصر الآن.
وأوضح معن أن الفلوجة تمثل تهديدا كبيرا للعراق، لكنها قادرة على القضاء على جيوب الإرهاب فيها، لكن تعمل بحذر حتى لا يراق دم مواطن بريء واحد، مشيرا إلى حالة التشابه بين الفلوجة وتأثيرها على العراق وبين سيناء التي أضحت تمثل تهديدا إرهابيا كبيرا لمصر.
وأشار معن في حوار مع فيتو في العاصمة العراقية بغداد إلى أطراف لم يسمها لا تريد للعراق الاستقرار والنهوض من كبوتها، مشيرا إلى أنه جرى القبض على جنسيات عربية مختلفة كانوا يقاتلون ضمن قوات تنظيمي داعش، والقاعدة الإرهابيين.
وأعلن معن في حواره عن مؤتمر دولي ضد الإرهاب تستضيفه بغداد الشهر الجاري وتشارك به مصر لبحث آليات القضاء على الإرهاب، مشددا على أن بلاده تحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع.. فإلى نص الحوار...

** في البداية، نود أن تطلعنا على حقيقة الوضع الأمني في العراق الآن؟
نحن الآن، نعمل داخل العراق على مراقبة الوضع عن كثب، وهناك اجتماعات وغرف عمليات مستمرة تعمل على تقييم الوضع الأمني في العراق باستمرار، في محاولة منا لتلافي السلبيات وإيجاد حلول سريعة لها والعمل على تطوير الإيجابيات بما يخدم الصالح العام والملف الأمني في مجمل المحافظات العراقية.
والحقيقة، إذا تكلمنا عن عنوان عريض للوضع في العراق فيمكن القول، إن العراق يقاتل بالنيابة عن دول العالم أجمع في موضوع الإرهاب، وأنا هنا لا أتكلم عن داعش أو القاعدة، بل أتحدث عن العنوان الأشمل "الإرهاب" بصورة عامة.
ودليل ذلك وقفة المجتمع الدولي مع القوات الأمنية العراقية، فأول بيان والذي صدر من مجلس الأمن الدولي كان به إشادة بدور القوات الأمنية العراقية، وأيضا إدانة للجرم الذي يقع على المواطن العراقي من قبل المجاميع التكفيرية الإرهابية، بعدها توالت عمليات الوقوف إلى جانب العراق من قبل بريطانيا، فرنسا، الصين، إسبانيا الولايات المتحدة، وآخرها وقوف جامعة الدول العربية في موضوع مساندة القوات الأمنية.
وإذا عملنا على محاولة لربط الحالة، فاليوم.. القاعدة والتكفيريون عبروا الحدود، وخير دليل على ذلك ما تعانيه مصر الشقيقة، فمصر اليوم صارت تعاني هي الأخرى من الإرهاب وصار هذا الأمر واضحا لديكم الآن.
وقد يكون ملف الإرهاب جديدا على المواطن المصري الذي لم يسمع به قبل هذه الأيام، نعم أنتم عانيتم في مرحلة التسعينيات لكن لم يكن بهذه الطريقة التي نعايشها الآن، فاليوم المواطن المصري بدأ يلمس الألم الذي يقع على الجمهور العراقي وعلى الشعب العراقي كذلك المخططات العابرة للحدود بالنسبة للمجاميع الإرهابية العاملة اليوم.


** هل تقصد أن الإرهاب الذي تعاني منه العراق ومصر مصدره واحد؟
نعم، فأنا أعتقد الإرهاب إن كان في مصر وإن كان في سوريا وإن كان في العراق، فهو تحركه محركات واحدة، بل وأهداف واحدة، القصد منها إصدار رسائل الموت إلى المواطن البريء المسالم أينما كان.
قد تختلف العناوين في مصر عن العراق وعن سوريا، لكن الضحية هو الطفل والمرأة والشيخ وأيضا البنية التحتية للبلد.

** هذا يدفعنا للحديث عن أوجه التعاون للعراق مع مصر في الملف الأمني ومكافحة الإرهاب خاصة بعدما اعتبرت مصر الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟
الحقيقة أنا لا أبحث في موضوع الإخوان المسلمين، فهذا شأن مصري داخلي، ومن المؤكد أن القوة الأمنية المصرية هي أدرى بمن تضع على لائحة المطلوبين بما يتماشى مع الوضع وقراءة الملف الأمني في مصر.
لكن على صعيد التعاون فهي مناسبة لنعلن أنه في يوم 12، 13 مارس تستضيف العراق مؤتمر بغداد الدولي الأول لمكافحة الإرهاب، وهذا أول تصريح نعطيه لوسائل الإعلام، وهذا المؤتمر ستكون له أهمية كبيرة جدا على صعيد التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، واختيار المقر بغداد هو إيمان من المجتمع الدولي بأن الإرهاب بات يكون مؤثرا على المجتمع الدولي ككل وأن العراق باعتباره اليوم هو نقطة انطلاق لمكافحة الإرهاب في العالم لعدة اعتبارات، قد يكون واحد منها هو الخبرة المتراكمة للقوة الأمنية العراقية على مدى أكثر من 10 سنوات في مقارعة الإرهاب، وأيضا الشيء الثاني هو إيمان المجتمع الدولي بأن عملية القضاء أو الحد من الإرهاب والمجاميع المسلحة في العراق سيكون له تأثير إيجابي جدا على منطقة الشرق الأوسط ومن ثم على العالم.


** في إطار الحديث عن الوضع الأمني في مصر والعراق... هل ترى السيناريو العراقي يتكرر في مصر في الآونة الأخيرة؟
الحقيقة نحن نستقرئ ما حدث في العراق وما يحدث في مصر، وأعتقد أن هناك الكثير من المحطات المتشابهة في الموضوع ابتداء من الاعتداء على المواطنين ومن ثم العجلات المفخخة، ومن قبل أيضا عمليات الاغتيال للضباط الأمنيين في مصر، وأيضا محاولة إثارة بعض الخطوط الدينية التي هي بعيدة عن جوهر الإسلام الحقيقي، فنحن نفهم الإسلام بمعانيه البسيطة الواضحة حسب ما قال رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه، وعلى أهله وسلم بأن "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"، وأيضا التعايش السلمي الذي يبنيه الإسلام اليوم، وبالتأكيد هذه الخطابات الدينية المتشنجة والاستخدام الخاطئ لوسائل الإعلام في موضوع التأثير على السلم الأهلي وعلى الحياة اليومية للمواطن فهذا أيضا أحد التحديات التي نواجهها في العراق وأعتقد أنها أيضا اليوم موجودة في مصر الشقيقة، وفي بعض الدول العربية.
وأرى بضرورة أن تكون هناك موضوعية ومهنية لوسائل الإعلام في عملية نقل الحدث أو حتى في عملية الخطاب، فالكثير من وسائل الإعلام تستخدم في تأجيج هذه الحرب الطائفية، وتستخدم في التأثير على السلم الأهلي، وفي التأثير على المواطن.


** يدفعنا هذا للحديث عن فكرة تورط دول عربية أو إقليمية مجاورة في الأوضاع الأخيرة في العراق خاصة الوضع بالأنبار وتمويلها لتنظيم داعش.. حدثنا عن ذلك وأيضا جديد الأوضاع فيما يخص الأنبار؟
بالطبع، هذا الشيء واضح بدليل قطعي من خلال العناصر التي جرى القبض عليها، ومن خلال التحقيقات المستمرة ومن خلال مسارح الجريمة، من خلال شبكات وكثير من الأمور.
فهناك الكثير من هؤلاء من خارج الحدود العراقية والذين يتورطون في عملية مقاتلة الشعب العراقي أو يكونون جزءا من تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة، الكثير من هؤلاء تم ضبطهم من قبل القوات الأمنية.
وأيضا أتكلم خاصة عن موضوع الانتحاريين الذين يأتون من خارج العراق فالكثير منهم من جنسيات غير عراقية، ومن جنسيات عربية، قسم منهم طبعا يأتي في صورة مرسومة له ولكن عندما يدخل الحدود العراقية ويرى الأوضاع على أرض الواقع قد تتغير الصورة لديه، بل أن البعض من هؤلاء عندما يتعرض لوسائل الإعلام العراقية، ويرى حقيقة الأوضاع بعيدا عما تم إملاؤه له، يتندم.
والحقيقة أن هناك من يحاول أن يؤطر أسفين الطائفية أو أسفين التعصب الديني، لكن المعايش للأمر سيرى أن العراق هو قطعة واحدة فيه السنة والشيعة، فيه الأكراد القوميات الأخرى وتعايش سلمي منذ أمد طويل جدا.
فالنموذج العراقي أيضا في موضوع الطائفية، وهذا الأمر على عكس الواقع، فواقع الأديان في العراق مختلف عن غيره من دول العالم، وهذه أمانة يجب أن تصل إلى أشقائنا في مصر، فاليوم كل العشائر العراقية هي خليط من السنة والشيعة وما يحاول البعض التعكز عليه في موضوع الطائفية هو أمر غير صحيح.
نحن نخلف في العراق عن كثير من الدول العربية حتى في مسألة التزاوج قد تكون هناك قوانين الأحوال المدنية تختلف في الكثير من الأمور في مسألة التزاوج بين طائفة وأخرى إلا في العراق فهنالك حرية في الحركة، وفي التشريعات القانونية خاصة الأحوال المدنية فلا خطوط حمراء في الزواج بين هذه الأطراف، وأغلب العشائر العراقية العريقة إذا تكلمنا عن تأثيرها تجدين أنه حتى المذهب موضوع جغرافي أكثر منه عقائدي وممكن تجدين رجلا يحمل لقب الشمري مثلا في الشمال قد يكون سنيا لكن نفس العشيرة في الجنوب قد تكون هي شيعية، إذا هم من أصول واحدة ودم واحد وهكذا الأمر لكل العشائر العراقية.

وهذه الورقة حاولت التنظيمات الإرهابية وكذلك من يحاول أن يكون معهم من خارج العراق في بعض المحسوبين على الأنظمة السياسية لبعض الدول العربية وبعض من يحاول أن يعرقل مسيرة التحول الديمقراطي في العراق.
فقد تتكلم الدول العربية عن ربيع عربي وأعتقد أن التحول في العراق منذ 2003 منذ تخلصنا من الديكتاتورية الموجودة لدى النظام السابق وأصبحت هناك تجارب وليدة لنظام العراق وخضنا الكثير من عمليات الانتخابات الديمقراطية في العراق، وكذلك حكومات شرعية متتالية في العراق وعملية التغيير في العراق هي عملية تداول سليم للسلطة اختلفت كثيرا عن تجارب الدول العربية، بالتأكيد هذا الشيء يؤرق البعض يضاف إلى ذلك طبعا هناك أمور اقتصادية بالتأكيد موجودة عند تفكير هؤلاء باعتبار العراق أقوى في عملية إنتاج النفط خاصة التحدث اليوم عن 2.700 مليون برميل يوميا حسب آخر تصريح للسيد وزير النفط ومن المأمول أنه خلال سنتين قادمتين يصل إنتاج العراق لأكثر من 5 ملايين برميل.

**إذًا تقول إن هناك قوى لا تريد للعراق أن ينهض من كبوته وتحاول إرجاعه للخلف؟
بالتأكيد لأسباب سياسية وأسباب اقتصادية..
** نود الإشارة إلى الجنسيات العربية التي جرى القبض عليها أو فجرت نفسها في عمليات انتحارية؟
كثيرون، والحقيقة هم من أغلب الجنسيات العربية.

** هناك أقاويل فما يخص الجنسية السعودية تحديدا، وأن أغلب المقبوض عليهم سعوديون؟
يوجد سعوديون، ويوجد سوريون ويوجد تونسيون ويوجد من المغرب ومن اليمن.
- هل هناك من مصر؟
نحن نتكلم ابتداء من أيمن الظواهري الذي بالتأكيد له دور كبير في عملية تجنيد القاعدة وهو المرجع الأعلى لتنظيم القاعدة فيوجد من مصر، خاصة على صعيد الانتحاريين باعتبار أن هناك شيئا، فالعقل الجمعي العراقي والشخصية العراقية هي نوع ما وعلى مر التاريخ هي شخصية معتدلة بعيدة جدا عن التطرف لذلك كان توافد الانتحاريين هو من يحاول أن يحاكي هذه الشخصية، وما استخدم من العراقيين، أما هم فخارج ذلك، أو انتقاما لشيء لا وجود له، وقبل شهرين كان لدينا عرض لشبكة انتحاريين كانوا قادمين من تونس وقسم منهم يحملون شهادات جامعية.

** قلت إن المصريين الذين شاركوا كانوا انتحاريين بالأساس.. هل هناك حصر للأعداد..؟ 
لم أقل أن هناك مصريين، ولم أتكلم عن المصريين، تكلمت عن الجنسيات غير العراقية التي تم القبض عليها لكن لم أتكلم عن المصريين تحديدا. 

** لكن.. هل جرى القبض مؤخرا على مصريين، أو هل موجود في السجون العراقية مصريون ممن شاركوا في عمليات إرهابية؟
نحن لدينا كل الجنسيات، وحقيقة هذا الموضوع قد تنتقل به إلى وزارة العدل لكن كل الجنسيات موجودة، والشيء الثاني الذي نشعر به ونتكلم به بارتياح نلمس أن هناك جدية في الشارع المصري في مقارعة الإرهاب وكذلك هناك جدية ووعي واحترام وتقدير للشعب المصري في هذه المرحلة ولوسائل الإعلام الوطنية المصرية، فاليوم نحن شاهدناه ونتابع على وسائل الإعلام كيف وقفت أغلب وسائل الإعلام المصرية الوطنية مع الجيش المصري.. فالجيش المصري مثّل في هذه المرحلة نقطة التواصل والتقاء مع الجمهور المصري ضد التنظيمات الإرهابية، وأيضا عمل في تحديد الهوية الوطنية المصرية.
ويمكن القول إن الحالة متشابهة في العراق اليوم، خاصة في هذه المرحلة، وهناك العديد من المؤتمرات والتجمعات الجماهيرية التي ينظمها كثير من الشباب في المجتمع العراقي، وتكون نقطة الالتقاء فيها هو الجيش والقوى الأمنية، وهذه النقطة حقيقة شبيهة بمصر، فنحن لو تكلمنا على مصر نعرف أن هناك الكثير من الخبرات الأمنية لدى الشخصية المصرية، وأيضا عند الجيش المصري، وأن تكلمنا عن جمهور عراقي الحقيقة نكن كل الاحترام والتقدير.
والعراق يفتح أبوابه لعملية التعاون خاصة في موضوع القضاء على التنظيمات الإرهابية وتطرفها، والتعاون في كافة المجالات، فالعراق يفتح الباب للجميع وهو قريب جدا للشخصية المصرية.


- هل تعتبر الداخلية العراقية الإخوان جماعة إرهابية خاصة أن مصر طالبت الدول العربية باعتبارها كذلك، وعممت قرارها الأخير؟
حتى تكونين في الصورة، أنا رجل أمن ولا أحدد المعايير السياسية، لكن نتطلع ونراقب المشهد الأمني المصري وفي الحقيقة، فإن عملية استقرار مصر في حساباتنا الأمنية هي عملية استقرار للعراق باعتبار أنه إذا كان موطئ قدم للمجاميع الإرهابية في أي مكان فهذا سيسبب أرقا في كل دول المنطقة، فماذا إذا تكلمنا عن مصر وهي قلب النبض للأمة العربية، وأم الدنيا، فعندما تكون أم الدنيا في حالة ليست طبيعية فهذا سيؤثر علينا كلنا وعندما يكون هناك تطور أمني في الشارع المصري لصالح القوة الأمنية المصرية فهذا انعكاساته الأمنية ستكون بالتأكيد على العراق وعلى دول المنطقة.


** هل أبلغت الداخلية العراقية باعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟
الحقيقة، أبلغت أولا إعلان الحكومة المصرية، وبالتأكيد أهل مكة أدرى بشعابها، وقرار الحكومة المصرية بالتأكيد لم يأت من فراغ وبالتأكيد جاء بدراسة، لكني بصفتي ناطقا باسم وزارة معينة لا أتكلم عن ملف سياسي بل أتكلم عن هموم أمنية مشتركة.


- ماذا عن سبل التعاون الأمني واللوجيستي مع مصر.. وهل هنا تبادل زيارات؟
أعتقد أن المؤتمر الدولي الأول للإرهاب سيكون فاتحة خير، رغم أن التعاون الأمني مستمر مع الإخوة في مصر، لكن أتمنى أن تكون فاتحة خير لكون هنالك الكثير من الإخوان المصريين سيكونون حاضرين في المؤتمر وخاصة على صعيد الإعلاميين والمحللين الأمنين، والبحوث والدراسات.


- إلى أي مدى أثرت الأزمة السورية واشتعال الأوضاع في الداخل السوري على الملف الأمني في العراق؟
بالتأكيد، سوريا أثرت أوضاعها على العراق تأثيرا كبيرا جدا، هنالك لنقل تناسب طردي فكلما كانت الأوضاع في سوريا سيئة كلما كانت لها تأثير مباشر على الشارع العراقي، فلدينا أكثر من 836 كم شريط حدودي متصل مع الجانب السوري، وهذا الشريط الحدودي يحتاج الكثير من الأمور للسيطرة عليه، اليوم القوات العراقية تعمل على القيام بواجبين الحفاظ على الحدود العراقية من الداخل وواجب المحافظة ورؤية ما يجري هناك في سوريا.
فالأسابيع القليلة الماضية كانت هناك عمليات الجزيرة ووحدة مشتركة في العراق وتمكننا من إحراق المئات من العجلات التي تذهب من الحدود العراقية باتجاه سوريا أو العكس، مقادة من إرهابيين من قبل تنظيم داعش، الذي يعمل ويؤسس لعملية توحيد لجهود القاعدة بين العراق والشام، فبالتالي هذا الموضوع يؤثر على العراق، وبالتالي نحن نراهن على عامل الزمن باعتبار التسليح للقوات العراقية يزداد يوما بعد يوم خاصة على القطاع الجوي وعلى مستوى تقنية الأسلحة وتقنية الكثير من المواد التي تدخل في عمليات إلقاء القبض على هؤلاء.

** هل يمكن تقييم العملية الأمنية على داعش في الأنبار بالنجاح، وما الأوضاع في الفلوجة الآن خاصة ؟

نحن أعلنا أن المعارك موجودة في الأنبار لكن أغلب المناطق في الأنبار تم تطهيرها من قبل تنظيم داعش الإرهابي، والمتبقى هو الفلوجة والقوات الأمنية العراقية الموجودة تستطيع فعل الكثير لكننا نراعي الجانب الإنساني ولا نريد أن تراق قطرة دم لإنسان بريء واحد لم يكن متورطا مع هذه المجاميع أو قد يستخدم كمتاريس لهؤلاء المجاميع الإرهابية.
وأعتبر الفلوجة اليوم هي نقطة تحول كبيرة باعتبار أنه عندما يتم اليوم القضاء على المجاميع الإرهابية في الفلوجة، فهذا سيكون له نتائج إيجابية وأيضا إلى حد كبير سيكسر شوكة الإرهاب في العراق باعتبارهم يراهنون على الفلوجة، فأهالي الفلوجة طيبون وهم أهلنا لكن ابتليت المدينة بهذه المجاميع الإرهابية..
وأعتقد أننا عندما نتكلم عن الفلوجة فهو نفس الوضع عندما تتكلمين عن سيناء، فأعتقد سيناء هي واحدة من المهددات الإرهابية في مصر وأن الفلوجة هي كذلك باعتبار الديموغرافية السكانية لهذه المناطق تحدد نوعا ما باعتبار أن هناك من يحاول استخدام الكلمات غير الدقيقة للدين الإسلامي وهو من يحاول أن يتباهى بشيء ما لأغراض شخصية والصراع طبعا للقاعدة في العراق هو ليس صراع فكر بقدر ما هو صراع على الاستحواذ والاستفادة وابتزاز المواطنين، والدليل على ذلك أن هناك صراعا داخليا بين داعش والقاعدة من جهة، وبين أنصار الإسلام والقاعدة من جهة أخرى، وهذه الصراعات دليل على أنه ليست هناك عقيدة خالصة وإنما هو جنوح بالتفكير ومرض نفسي وشخصي للاستحواذ والسيطرة.

الجريدة الرسمية